وزارة التنمية والمتسولون

وزارة التنمية والمتسولون

نسمع عن حملات يقوم بها موظفو وزارة التنمية الاجتماعية لمكافحة التسول وجمع المتسولين من الشوارع لكن هؤلاء المتسولين يزيد عددهم يوما بعد يوم ويزعجون المواطنين خصوصا على الإشارات الضوئية ولا ندري أين تتم حملات جمع هؤلاء المتسولين ما دام عددهم يزداد يوما بعد يوم.

هناك الآن شكوى مريرة من بعض المواطنين من المتسولين الذين يجوبون شوارع العاصمة عمان ويحاصرون الإشارات الضوئية وبعض هؤلاء المتسولين يتصرفون أحيانا تصرفات غير لائقة مع السائقين وهم داخل سياراتهم فمن يرفض إعطاءهم النقود يتعرض من بعض هؤلاء إلى السب والشتم ولا يستطيع أن يتصرف؛ لأنه يقف على الإشارة الضوئية ولا يستطيع مغادرة سيارته.

على إشارة الصناعة في منطقة بيادر وادي السير هنالك العشرات من هؤلاء المتسولين يقفون باستمرار ويحاصرون السائقين داخل سياراتهم ومن بين هؤلاء أطفال ونساء وشباب وقبل عدة أيام حدثت مشاجرة كبيرة بين هؤلاء على هذه الإشارة كانت نتيجتها أن كسر زجاج بعض السيارات وتعرض بعض السائقين وهم داخل سياراتهم للإصابة نتيجة لقذف الحجارة بين المتشاجرين.

التسول عادة إجتماعية قبيحة ومرفوضة في كل بلدان العالم المتحضرة وتكافح السلطات في هذه البلاد هؤلاء المتسولين. أما في بلدنا فإن وزارة التنمية الاجتماعية تقوم بجمعهم أحيانا ثم تأخذ منهم تعهدا بعدم العودة للتسول مرة أخرى وهذا التعهد ليس له أي قيمة؛ لأنهم يعودون في اليوم التالي للتسول ضاربين عرض الحائط بالتعهد وغير خائفين من الاعتقال مرة ثانية وثالثة لأنه لا توجد عقوبات رادعة تتخذ بحق هؤلاء المتسولين حتى لا يعودوا لممارسة هذه العادة مرة أخرى.

التسول ظاهرة غير حضارية وهي تسيء إلى صورة البلد خصوصا أمام السياح الأجانب ويجب مكافحتها ومحاربتها بكل الأشكال الممكنة أما حكاية التعهد فهي لن توقف هذه الظاهرة أو على الأقل تحد منها بل يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة وإذا كان قانون العقوبات لا يوجد به ما يحكم على هؤلاء المتسولين فإن لدى الحكام الإداريين كل الصلاحيات التي تخولهم اتخاذ إجراءات رادعة بحق هؤلاء مثل التوقيف الإداري والنفي إلى مناطق أخرى نائية.

مع الأسف الشديد هنالك شبكات مهمتها التسول وهذه الشبكات لها زعماء يديرونها ويتحكمون بأفردها وقد أثرى زعماء هذه الشبكات من هذه المهنة وهم يقومون بتصيد الأطفال والفتيات الصغار؛ ليقوموا بممارسة هذه المهنة لحسابهم كما أن بعض الآباء المنحرفين يرسلون أبناءهم الصغار أيضا لهذه الغاية.

لا يجوز أن نغض النظر عن مسألة التسول ونقوم بحملات متباعدة لا تسمن ولا تغني من جوع وهنالك أطفال نراهم عند منتصف الليل على الإشارات الضوئية يتسولون وهم في حالة يرثى لها من التعب والإرهاق والجوع ومن غير المعقول أن لا يرى هؤلاء الأطفال مسؤولو التنمية الاجتماعية فهل نترك هؤلاء الأطفال لمصيرهم المجهول وعرضة للافتراس من بعض الذئاب البشرية؟.

ظاهرة التسول ظاهرة مقلقة ويجب على وزارة التنمية الاجتماعية أن تتخذ إجراءات أشد حزما للقضاء على هذه الظاهرة.

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك