همة "عالية" وأولويات "غائبة"

همة "عالية" وأولويات "غائبة"
الرابط المختصر

آخر تصريحات وزير البيئة ان سيل الزرقاء سيعود نهرا سلسبيلا وسنرى بعد خمسة عشر عاما جنات عدن في الزرقاء واشجار المشمش على ضفاف السيل وفقا لتعبيره.

كلام جميل. رائع حقا. قد يتحقق في المشمش كما يقولون. وزارة البيئة امامها ملفات أهم من زراعة المشمش قرب سيل الزرقاء الذي يعدنا الوزير بالسباحة فيه بعد خمسة عشر عاما. نصف عظام الزرقاويين ومن حولهم من الذين سيتنظرون الفرصة ستتحول الى مكاحل قبيل النزول الى السيل الجديد. اذا كان الاردنيون لايسبحون في العقبة ولا في البحر الميت بسبب كلفة السياحة الداخلية او لانهم لايعرفون السباحة فهل سيذهبون الى نهر الزرقاء العظيم ويسبحون ؟؟ كان سيلا ولم يكن نهرا والتلوث لم يترك شيئا على حاله.

لانُكسر طموحات الوزير الشاب مادام الوزير يتحدث تارة عن سيل الزرقاء وتارة عن "زبالة امريكا" بشأن السيارات وتارة عن سموم "الهايبرد"اي بطاريات السيارات الجديدة فأننا سُنحدثه بالمقابل عن اولويات اخرى قبيل زراعة "المشمش" على ضفاف نهر الزرقاء العظيم. مارأي الوزير بملف التلوث في الفحيص جراء مصنع الاسمنت ؟؟ مارأي الوزير بغضبة الفحيصيين وامراض الصدر وغيرها من الأمراض التي تنتشر في الفحيص وماحص وتطير حتى الى كل البلقاء؟؟

مارأي الوزير بمشكلة سيارات الديزل التي توزع السرطانات في شوارع البلد ؟؟ مارأي معاليه بالتلوث الناتج عن مصفاة البترول في الزرقاء ؟؟ مارأيه ايضا في كل المصانع والمؤسسات التي تخالف شروط البيئة الدولية ؟؟ مارأيه ايضا بمصانع الشمال والجنوب والوسط ؟؟؟ مارأيه بعشرات الملفات الاخرى التي نسكت عليها ونُحلق عاليا باتجاه استدعاء الذكريات حول السباحة في السيل ؟؟ هل السباحة في السيل ذكرى جميلة؟ لااظن ذلك ، شخصيا لم اسبح في السيل ولن اسبح حتى لو تمت زراعة ارضيته باللؤلؤ والمرجان والعقيق ، لان ارضه باتت ملوثة بالكيماويات والمخلفات والسموم التي لاتزول في عقد ولاعقدين.

قبيل احياء سيل الزرقاء الميت. علينا ان نتنبه الى الاحياء واضرار المخالفات البيئية عليهم في شتى شؤون حياتهم. هنا القصة بعد حل كل هذه المشاكل سنحمل اشتال المشمش ونرسلها على حسابنا الى الزرقاء حتى يسبح من يريد ويقطف الثمر من يريد تحت ظلالها. ليُجرب الوزير ان يصحو في السادسة فجرا ويدور بسيارته في شوارع عمان ولير نفث السرطان الاسود من سيارات التاكسي والسرفيس والشاحنات الصغيرة والكبيرة ، ولنسأل انفسنا لحظتها لماذا تصحو كل البلد متعبة ومنهكة وشبه مسطولة وكأنها لم تنم ساعة واحدة؟؟ ثم يسألونك عن سر انتشار الامراض؟،،

اخشى مااخشاه اننا لن نرى مشمشا لا في موسمه ولا بعد موسمه ونبقى نتنفس هواء الاسمنت والفوسفات والديزل الاسود وعندها سنفهم معنى المثل الشهير الذي يقال دلالة على استحالة التحقيق ،، الوزير واعد ونريد له ان ينجح واذا اراد هو ان ينجح فعليه ان يطلب كل الملفات المُجمدة والمؤجلة في وزارته التي من بينها التلوث الحاد في الزرقاء بسبب المصانع قبيل ملف احياء السيل الميت لاتبخلوا بالمياه عن بيوت الناس اولا قبيل الحديث عن عودة "ماء السيل" العظيم.

نثق بهمة الوزير ولانثق بأولوياته.