"نيبال" ومحكمة الشعب

"نيبال" ومحكمة الشعب

صعب جدا توجيه "تهمة من أي نوع" لمواطن مرعوب وقلق وخائف اثارت فيه جريمة طفلتنا "نيبال" كل الهواجس وقرعت كل الاجراس خوفا من فكرة "الإنفلات" وسيناريو ما بعد الضيق الاقتصادي والاستهداف السياسي.

 

الجريمة أبشع بكثير من أن يتجاهلها الجميع..شخصيا وجه لي أطفالي جميعهم أسئلة محرجة بسببها.

 

وشخصيا "خفت" فنحن لم نعد نثق بأنفسنا لا كمجتمع ولا كسلطة ومؤسسات وهذا بحد ذاته مخيف.

 

 

وفقط للتغطية على القلق الجماعي نصبت فعلا محكمة شعبية وسقطت قيم مثل التحقيق والعدالة والقانون والانتظار.. أنا شخصيا لا ألومها لكنها نمطية رافقت العديد من الجرائم في الماضي و"تواطئنا معها" وتفهمناها رغم ضررها البالغ.

 

القاتل الوحش هنا ايضا "ضحية" لتساهل المجتمع وفصامه وإنقلابه على كل القيم عندما يقترب الانحراف من "العائلة او العشيرة أوالمصالح".
قاتل طفلتنا "نيبال" ليس مستوردا من الصين ..هذه جريمة أردنية بإمتياز وهذا أسوأ ما فيها.

 

الدرس الذي علمتنا إياه قبيلة بني حسن نبيل وفي غاية الاهمية حيث "لا حصانة" في النظام الإجتماعي لعائلة "مجرم منحط" من هذا النوع.

 

وحيث"كلفة" إجتماعية على الأقل على أي عائلة يمكنها ان تتواطأ وعليها ان تتحمل المسئولية خصوصا في ارتكاب جرائم لا يمكن تبريرها او حتى فهمها فأي مجرم هو نتاج تساهل وإنحراف نظام عائلي أغفل في الرقابة او حرض على الشطط والانحراف وإمتنع عن التذكير والاستكار.

 

بما أن"المجتمع كله قلق" الخيار الافضل ان نبدأ منه وعبره في مواجهة حتمية بدلا من محاولة التعدي على التحقيق والقضاء وتحميل المؤسسات المسئولية فقط.

 

أي مواطن فينا هو هدف اليوم لجريمة كما وقع مع نيبال واقصد التعميم تماما لأن المنحرفين من اولادنا يتكاثرون كالفطر ويغذيهم التفريط بالقانون والتساهل البنيوي الاجتماعي.

 

على المجتمع التحرك لحماية نفسه من المجرمين والمنحرفين ومتعاطي المخدرات عبر التعاون مع السلطات ووقف التضامن مع المجرمين ونبذهم ومحاصرتهم وكشفهم وابلاغ السلطات عنهم وينبغي ان لا يتفهم اي منا الإنحراف الصغير لإنه سيكبر لاحقا.

 

نستطيع ان نفعلها ونتعاون مع القانون وذراع العدالة ..ينبغي ان نعمم ثقافة من "أمن العقوبة اساء الأدب" وثقافة أن لا حصانة إجتماعية من اي صنف لمجرم او متعدي على القانون.

 

تلك مسألة تخص الناس ولا تخص الدولة والسلطة ولا اعتقد ان القانون "قاصر" عن معالجة من يخفقون وينحرفون ويفوتون الفرصة الاولى لأصالحهم وردعهم.

 

وارجو أن لا يبلغني أحد بان العائلة- اي عائلة- لا تستطيع تقدير منسوب الانحراف في نظام حياة اي من اولادها لأن نخبة من ابرز رموز الاجرام والزعران في شوارعنا وحاراتنا تستثمر فيها بعض الاجتهادات الامنية بين الحين والآخر وتتحول إلى ماكينة جمع أصوات في الانتخابات...هذا ينبغي ان يتوقف.
فقط بهذه الطريقة ننصف نيبال رحمها الله ..ونرد على الوحشية اياها.

 

أضف تعليقك