نداء عاجل للجزيرة الرياضية!

نداء عاجل للجزيرة الرياضية!
الرابط المختصر

منذ عدة أشهر ونحن في راديو البلد نحاول جاهدين الاتصال مع المسؤولين في قناة الجزيرة من أجل الحصول على حقوق البث الإذاعي لكأس العالم دون جدوى.

فقد تراسلنا بالبريد الاليكتروني مع مدير الجزيرة الرياضية، وأرسلنا رسائل عبر الفاكس وقمت شخصيا بالتواصل مع المدير العام للجزيرة الزميل وضاح خنفر وحتى تبادلت الحديث حول نفس الموضوع مع الزميل محمد كريشان الذي التقيته بالصدفة في مؤتمر إعلامي في بيروت قبل عدة أسابيع.

ولم نحصل على أي رد لا بالموافقة ولا بالرفض، وكنا نأمل أن نحصل على شروط مماثلة لتلك التي حصلنا عليها قبل أربع سنوات والتي بناء عليها نجحنا بإقناع إحدى الشركات برعاية البث مما سدد تكاليف الحقوق الإذاعية.

ومع قرب بدء المونديال وجدنا نفسنا في موقف صعب، فلدينا إصرار على توفير البث الإذاعي لجمهورنا والذي يتكون من سائقي السيارات العمومية وأشخاص لا توجد لديهم القدرة المالية لشراء بطاقة الجزيرة الرياضية،

وفي نفس الوقت كنا حريصين على احترام الملكية الفكرية لتلفزيون الجزيرة الرياضي. وبغياب الرد على طلبنا بإقتناء الحقوق الإذاعية كان من شبه المستحيل أن نحصل على رعاية وفي آخر لحظة أخذنا قرارا أن نبث المباريات المهمة مع إدخال تعليق محلي وتقديم جوائز رمزية لمن يتنبأ بنتائج المباريات، و مرت عدة أيام دون أي تدخل من الجزيرة،

إلى أن زارنا محامي شبكة الجزيرة يوم الاثنين 21/6 طالبا وقف البث، وقد احترمنا طلبه وطبقناه وحاولنا التعويض عن ذلك بإعلام جمهورنا عما يحدث من أهداف أو تغييرات عند حدوثها في المباراة.

لا شك أن محطة عملاقة مثل الجزيرة لها مصالحها وحقوقها وعلينا أن نحترمها. ولكن وفي نفس الوقت هناك جمهور أردني متعطش لمتابعة مجريات كأس العالم ولا يحظى بالإمكانيات للمشاهدة أو حتى التنقل إلى مواقع تبث المباريات على شاشات.

وقد شكلت المكرمة الملكية من ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بلسما للبعض ولكن عشرات الألوف بقيت خارج هذه المكرمات. كما وأن سائقي التاكسيات والذين لا يستطيعوا ترك عملهم في ساعات العمل كانوا مرتاحين لبث المباريات عبر الراديو. وقد لاحظنا أن مجموعات مختلفة التقت في مواقع عديدة من العاصمة لمتابعة البث الإذاعي وعبرت عن فرحتها بذلك رغم أن الصوت لا يساوي عشر الصورة المتحركة.

تقوم الحكومات والشركات العملاقة بالموازاة بين حاجتها لجباية الأموال أو الربح العادل وبين حاجة المجتمع وخاصة الفئات غير القادرة. فكلما سمعنا عن قرار حكومي لزيادة الضرائب سارع المسؤولون للتأكيد أنهم قرروا توسيع شبكة الحماية الاجتماعية وتوفير بدائل ومعونات لتلك الفئات الأقل قدرة على تحمل ذلك.

وبنفس الوقت نسمع أن العديد من الشركات الربحية تقوم بأعمال خدمة المجتمعات التي تجني منها الأرباح تحت مسمى المسؤولية الاجتماعية.

ومن ضمن هذه المسؤولية الاجتماعية يأتـي نداؤنا هذا للقائمين على الجزيرة الرياضية أن توفر من خلالنا أو من خلال أي إذاعة مجتمعية في الأردن خدمة الاستماع إلى التعليق على المونديال. ولن يضر قرار مثل هذا على عمل الجزيرة التجاري فمن سيستمع للبث الإذاعي غير قادر ألآن أو في المستقبل على شراء بطاقة الجزيرة هذا إذا كان لديهم جهاز لاقط للأقمار الاصطناعية.

كما ولن يوقف سائقو التاكسي عملهم والذهاب للبيت أو القاعات المفتوحة لحضور المباريات في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الناس. هناك شعور مؤخرا أن تآمرا ما يحدث على المواطن الأردني خاصة فيما يتعلق بمتطلبات الرفاهية. فارتفاع الأسعار شمل الدخان والمكالمات الخلوية وحتى القهوة.

والآن يأتي منع بث مباريات كاس العالم لقطع الطريق أمام المواطن المستور من التمتع بمتابعة فريقه المفضل وأبطاله المحببين. لذا لابد من الاستجابة لهذا النداء والذي يأتي لصالح المواطن دون أي هدف أو استغلال مالي له.