من حقي ونص ؟؟!

من حقي ونص ؟؟!
الرابط المختصر

لم يعد الأمر كما في السابق وان كان السابق اشد قسوة , الا اننا نلعب بالوقت الضائع, وربما الوقت الضائع بدا ينفذ, اشعر حينها وكأنني استمعُ لهاتفي الذي قارب رصيده على الإنتهاء "لقد قارب رصيدك على الأنتهاء الرجاء اعادة تعبئة الرصيد" اذا فترة الصلاحية على وشك الأنتهاء, لا يهمني خطة موازنة ولا اصلاحات وُعِدنا بها ولم ينفذ منها الكثير من قبل الحكومات, ولا يهمني ما تلوح به المعارضة ولا حتى المؤيدة من مطالبات وأطروحات وأفكار لكي نعيش في ظل دولة ديمقراطية, لا يهمني اليوم قانون انتخاب ولا قانون أحزاب لم يعد يهمني شيء لأنني بدأت احفظ غيباً ما يدور بأذهان الجميع.

الكل بيحث عن حلول ملوح بأطروحات تقود البلاد والعباد الى حالة الرفاه والعيش الكريم الى مستقبل يوجد فيه الإقتصاد القوي والأحزاب القوية والتعددية السياسية ... الخ وأنا أبحث عن حل دقيق وواضح للبطالة سواء كان هذا الحل من قبل الحكومة او المعارضة المهم أن أجد فرصة العمل خاصتي التي هي أبسط حقوقي .

ما أضيق العيش عندما تشعر ان لقمة العيش صعبة وانت تنظر في أعين الناس وأقرب الناس إليك وهي تبلغك بأنك عالةٌ .... نعم عالة مجتمعي رمى بها الطوفان في جنح الظلام ... إنه حقي الذي قضيت من اجله اكثر من ستة عشر عاما من الدراسة؛ مرحلة ابتدائية ثم اساسية ثم ثانوية ومرحلة جامعية والغريب ان هذه المرحلة تكلفك عشرة اضعاف المراحل السابقة.. باختصار انني نموذج مماثل لآلآف الأسر الأردنية التي تعيش معاناة متوالية جراء تصاعد الأقساط الجامعية وتدني دخول الأسر وارتفاع تكاليف الحياة!!

انني امثل الآلآف من الشباب الخرجيين من الجامعات الأردنية الذين يرقدون على طوابير البطالة, انني امثل مئات الشباب من المميزين في جامعاتهم الذين يحصلون على تقادير عالية, انني امثل الشباب الذين اثقلوا كاهل اهاليهم بمصاريف زائدة, من أجرة سكن ,تكاليف مساقات الدراسة و الدورات... الخ على اساس الفائدة المهنية والعلمية علماً بأنني لم أدخر وقتاً إلا وساهمت فيه لرفعة اسم وطني وجامعتي واسرتي, عملت, شاركت، تقدمت وحصدت ولكن ما هي النهاية ؟!

ان الآلآف مثلي من الشباب الأردني الذي قتل طموحه وسرق حلمه وحرم ابسط حق من حقوقة يقفون بعيداً ... نعم بعيداً عن اللعبة التي لم ترحم ولن ترحم لأننا نقف هناك بجانب ذاك الجدار وان كنت انا لا اقف فغيري من الشباب يقفون " الحيط الحيط ويارب الستر" .

لم اعد اهتم بما مضى وما هو ات لم اعد اهتم لأنني حرمت ان افكر كما حرم غيري من الشباب وذلك ليس بسبب سلطة امنية بل اشد وهي سلطة " خليك جوعان" ثم ينطلق زمام تفكيرك ويقودك لفكرة واحده فقط " اشتغل اي شغلة وسلك حالك وخليك تعيش " او العب بالمقصقص تييجي الطيار " وكلها تُروِج على اساس ان لا عيب " ثقافة العيب " على العكس العيب ان ادرس واتعلم في اي تخصص واتميز فيه ولا اجد وظيفة, عيب أن أجد الواسطة في المؤسسات الخاصة صارت قبل الحكومية, عيب لما دولتي ما تعطيني حق من حقوقي, عيب لما حد يوخذ مكاني, عيب لما يتعين واحد على اساس اقليمي او عشائري....

لعل قارىء هذا المقال ان كان من المعارضة لقال هدفنا حل كل هذه القضايا فما نقوم به من اجلكم , وان كان مؤيد لقال نسعى جاهديين لخلق فرص عمل, وان كان مواطن اردني عادي لقال خليها على الله ...

اننا نعيش حالات مد وجزر.. بين المعارضة والحكومة وبين الركن الثالث الأغلبية الصامتة بين وعود وتهديد بين أمال طمست وحقوق سلبت وبين مافيات تعيش .. الفقير في الأردن يزداد فقرا والغني يزداد ثراء... وعمليا يصعب على الشاب الأردني الكادح ان يطالب بأبسط حق من حقوقه وهو العمل في مجال تخصصه بينما تستمر الدرماتيكية بين المعارضة والحكومة ونبقى نحن الشباب الأردني في نهاية المسلسل الحلقة الأضعف .... حلقة الانحراف والجهل, حلقة بيع العقول لفئات على حساب فئات أخرى, حلقة الجوع والفقر والذل والضياع, حلقة كل من إيده إلُه, حلقة الشكوى لغير الله مذله... وأنا بقول خليني بحلقة خليك ساكت وخليها على الله ....

أضف تعليقك