مسيرة العودة المليونية .. الوقت ليس الآن

مسيرة العودة المليونية .. الوقت ليس الآن
الرابط المختصر

"بعد التوكل على الله، وبعد نجاح ثورتي مصر وتونس وإيمانًا منا بحق شعبنا في العودة، وإحقاقا لهذا الحق وتنفيذًا لقرارات الشرعية الدولية بخصوص عودة اللاجئين، فإننا ندعو شعبنا للعودة إلى فلسطين قولًا وعملًا على أن تنفذ هذه العودة في 15مايو المقبل".

هذا نص بيان قيل انه صدر عن ناشطين فلسطينيين على الـ "فيس بوك"، داعين إلى مسيرة ستكون مليونية تهدف إلى تحقيق حق العودة إلى فلسطين التاريخية في 15 مايو المقبل.

لقد وقع الاخوة الناشطون في هذه الفقرة فقط في خطأين الاول قولهم ان الثورتين المصرية والتونسية قد نجحتا. فالثورتان، وإن هما اسقطتا رأسي النظام وحققتا الكثير من المكاسب، إلا أنهما لم تنجحا بعد، وإن محاولة الاستفادة من نتائجهما اليوم تبدو فكرة ساذجة في الوقت الراهن. فالعدو يحتاج الى اكثر من مسيرة. وما تقوم به حاليا الثورات العربية - إن هي استكملت أهدافها - انما هو مرحلة اعداد لعودة اللاجئين، وهذا ما بدأنا نحن اللاجئين الفلسطينيين نحلم به مجددا.

أما الخطأ الثاني فهو اعتبار بأن تنفيذ القرارات الدولية بخصوص عودة اللاجئين يمكن ترجمته بمسيرة مليونية، فالفكرة غارقة في السذاجة، ويا ليت يا ليت اكون مخطئا. ألا أحب أن أعود إلى بيت محسير حيث عاش أجدادي، كيف لا؟

لا أقول إن هذه الدعوة تبدو مشبوهة، ولن أقول أنها تحاول التشويش على النهضة الشعبية التي تعيشها شعوب المنطقة باسرها هذه الايام. ما اريد قوله في سياق الاستناد الى حسن النوايا انها ليس في وقتها.

إن خطاب المسيرة المليونية لعودة اللاجئين كان في السابق وسيبقى اليوم موجها باتجاه الانظمة العربية وليس لاسرائيل التي هي بحاجة الى حرب ومعارك وجيوش وليس لمسيرة شعبية فقط.

وما يدعو للقلق هو اعتماد هذه الدعوة على قدسية فكرة عودة اللاجئين، خاصة وأن شباب اللاجئين يريدون اليوم قول كلمتهم في الحراك الشبابي العربي هذه الايام، إن كانت على طريقتهم. ولكن هذه الطريقة في هذا الوقت تحديدا خطأ تاريخي جسيم.

حسنا، فلتقم المسيرات في الضفة الغربية، استجابة لهذه الدعوة، وهي ستكون في محلها، ولكن ان تقوم في باقي المناطق الخمس التي يعيش فيها اللاجئون هناك يكمن "الخطر".

يا شباب اللاجئين دعوا نظراءكم في الدول العربية يكملون مشروعهم، فهم - إن فعلوا - فإن مسيرة عودتكم ستكون مجرد نزهة عائلية، بل إن المطلوب منكم الانفعال في الحراك المحلي في المناطق التي تعيشون بكل تفاصيل هذا الانفعال، فنحن لم نكن يوما عالة ولن نكون.

أضف تعليقك