مسيرات الجمعة .. مسيرات حضارية

مسيرات الجمعة .. مسيرات حضارية
الرابط المختصر

لا يختلف إثنان على أن الغلاء أصبح مستشريا ليس في الأردن فحسب بل في معظم دول العالم وقد كانت الأزمة الإقتصادية العالمية من أسباب هذا الغلاء. والأردن ليس منعزلا عن دول العالم خصوصا وأننا نستورد من الخارج معظم المواد الغذائية وما نحتاجه من مدخلات الصناعة لذلك فقد شهدت أسواقنا إرتفاعا غير مسبوق في الأسعار إضافة إلى ذلك فقد إستغل بعض التجار الوضع الراهن (وهذا يحدث في معظم دول العالم) لزيادة أسعار بعض المواد التي يستوردونها مثل اللحم على سبيل المثال وبعض المواد الغذائية الأخرى لكي يزيدوا أرباحهم.

المواطن الأردني انكوى بهذه الأسعار خصوصا وأن دخله لم يتغير منذ سنوات( وهنا نقصد طبقة الموظفين والعمال) لذلك نجده يتذمر من هذا الغلاء وما زاد الطين بلة هو إرتفاع أسعار بعض الخضار التي تعتبر غذاء أسياسيا لعدد كبير من العائلات مثل البندورة والبطاطا والكوسا وبعض الأصناف الأخرى لذلك فقد بدأ هذا المواطن يتململ ويشكو من الغلاء بصوت مرتفع.

لكن هناك صمام أمان للأردنيين جميعا وهو جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يتابع شؤون شعبه يوما بيوم فقام حفظه الله بتوجيه الحكومة إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف عن المواطنين ونفذت الحكومة هذا التوجيه مباشرة.

وقد قررت بعض الجهات الشبابية القيام بمسيرات امس الاول الجمعة وقد كانت هذه المسيرات حضارية.

لقد كفل الدستور الأردني للمواطنين حق التعبير بالطرق السلمية وهذا ما حدث يوم أول أمس فقد أثبت المواطنون الذين شاركوا في هذه المسيرات أنهم مواطنون مسؤولون وأنهم يتمتعون بحس عال من المسؤولية فقد قاموا بمسيراتهم للتعبير عن عدم رضاهم عن الأسعار وقد كانت هذه المسيرات حضارية بكل ما في الكلمة من معنى: فقد بدأت بشكل سلمي حضاري وإنتهت كما بدأت بنفس الأسلوب لذلك فإن المشاركين في هذه المسيرات يستحقون الشكر والتقدير لأنه أثبتوا أنهم أبناء الوطن الحقيقيون لأن الإنجازات التي حققها هذا الوطن الطيب هي إنجازات لنا جميعا.

أما اليوم فسوف تقوم النقابات المهنية وبعض الأحزاب بإعتصام للتعبير عن إحتجاجها على غلاء الأسعار وهذا من حقها لأن الدستور كفل لها هذا الحق ونتمنى أن يكون هذا الإعتصام حضاريا تعبيريا كما كانت مسيرات يوم الجمعة.

على كل حال نتمنى على الحكومة أن تتخذ إجراءات أخرى للتخفيف على الفقراء وهناك مادتين أساسيتين في حياة الفقراء ولا يمكن الإستغناء عنهما نتمنى على الحكومة إعادة النظر في أسعارهما وهما مادتا الكاز والسولار اللتين تستعملان للتدفئة في الشتاء.

الدستور

أضف تعليقك