مسلسل (جنّ) والمدارس الخاصة والتنوير

الرابط المختصر

بعيداً عن حالة الهيجان العامة وتوصيف "مسلسل جنّ" بالاباحي وهو توصيف خاطئ بالتأكيد وليس كلّ بذيء إباحي..فقد احتوى المسلسل على عشرات الألفاظ البذيئة أو النابية وكان هناك تقصّد واضح في اجترارها ..وثلاث أو أربع بوسات ؛ واحدة منهن عميقة وهي مثار الجدل..!

وبعيداً عمن يطالبون بإعادة تعريف الحريّة و النزول على رأسنا كلّ مرة بالمصطلح الرعوي (الحرية المسؤولة) لأنّ كلمة الحرية وتنهيجها يجب ألا يتبعهما أو يسبقهما مضاف أو مضاف إليه أو نعت..! وإلاّ سنبقى في المربع الأول وستبقى الحكومات وأجهزتها تغتال أحلامنا باسم الحرية المسؤولة..!

والآن ملاحظاتي على "مسلسل جن" :

• التأليف ليس أردنياً وليس عربياً و النص مكتوب ليتم تنفيذه بأي بلد كان ..واختيار الأردن هو من أجل البتراء التي سيتم تسويق العمل باسمها عالمياً..

• النص ركيك وفكرته سخيفة (من وجهة نظري) وأداء غالبية الممثلين أقلّ من عادية ولا يوجد حرفية.

• التقنيات والإخراج و الدعم والموسيقى و غيرها كانت مبهرة على عمل أردني..

• نأتي لنقطة مهمة جداً : المدرسة التي جرت فيها الأحداث بالأصل هي مدرسة تنويرية ( اختلاط و حريّة و نشاطات وأفكار مبنية على العلم ) فيأتي المسلسل بفكرة (متخلفة ) عن الجنّ ويجعلها تعشعش وتتمدد في رؤوس الطلبة التنويريين وتصبح المدرسة التنويرية فجأة راعية للخرافة بدلاً من العلم..هذا انزلاق خطير..!

• تصوير المدارس الخاصة المختلطة باعتبارها (سُكر وتحشيش و ألفاظ سوقية ومواعيد غرام) جميع الشخصيات البطلة كانت من هذا النوع..وهذا يعطي انطباعاً للمجتمع أن هذه المدارس لا تُربّي ولا تؤهّل بل الأمور فيها (سبهللة)..! يا ريت نسمع صوتا للمدارس الخاصة المختلطة بهذا الشأن..

• نعود لمشكلة عمّان الغربية من جديد ؛ فقد اعتمد المسلسل على هذه النقطة مما يوسّع الفجوة في المجتمع المحلي وكأنّ مجتمع عمّان الغربية بيئة متدنية جداً بالأخلاق والتعاطي مع الأشياء..!

الضجة كبيرة ولا يستحقها المسلسل؛ فهو ساقط لولا الضجة.. والان بسبب هذه الضجة نجحت شركة "نتفلكس" باستقطاب آلاف المشتركين الجدد ..وكلّ جنّ وانتم بخير