مائة دولار يوميا لطيور الجنة..!

مائة دولار يوميا لطيور الجنة..!

1-
لو قدر لك ان تترك جوالك الشخصي بين يدي طفلك يلعب به ويتولى توجيهات محطة طيور الجنة بمحاولات الاتصال المباشر او التصويت او تحميل النغمات
، او ارسال الرسائل النصية لشريط الاخبار ، فلك ان تراجع محطة مزود الخدمة في جوالك ، لن يكون ذلك غريبا اذ ناهزت الفاتورة اليومية للجوال مائة دولار فقط لا غير..!
-2-
اضطررت شخصيا تحت الحاح الاطفال لحضور مهرجانين لطيور الجنة ، في صنعاء عاصمة احدى افقر دول المنطقة ، والمدينة المنورة عاصمة رسول الله الاعظم ، في الاولى كانت التذكرة للطفل الواحد 20 دولارا ، وفي الثانية كانت 50 دولارا ، فيما بلغت في عاصمة الامارات العربية التذكرة للطفل الواحد اكثر من 70 دولارا ، سعر حفلة للعازف العالمي التون جون ، في الوقت الذي لم تسجل فيه حفلة للاطفال في لاس فيجاس اغلى مدن العام هذا السعر للطفل الواحد ، ولو حصل لتداعت كل الجمعيات التبشيرية وحقوق الاطفال والمجتمع المدني لإيقاف هذا الاستغلال السافر لبراءة الأطفال في بصرف النظر عن الفكرة..!
-3-
كنت اعكف على كتابة مقال عن ظاهرة طيور الجنة وبعض الملاحظات الهامة للسادة او للسيد القائم عليها ، قبل اكثر من عام ، وكنت انوي ان اشيد ببعض المبادئ العامة للاغاني الواردة فيها ، لولا تضارب ذلك مع مقال فاجأني للكاتبة السورية سمر يزبك التي انتقدت اغنية " لما نستشهد " ، باعتبارها غير منسجمة مع مفهوم الطفل ، وكانت سمر يزبك قد نشرت احدى اكثرالروايات العربية جرأة في وصف الادب المثلي في حارات الشام ، فامتنعت عن نقد طيور الجنة لتضارب الافكار وبعد المسافة الفكرية بيننا ، واكتفيت بتوجيه رسالة للقناة بان لا تستثمر الاسلام والقيم العربية ، كما حدث مع قصة ( فلة ) التي جاءت لوقف زحف الدمية باربي ، ثم اصبحت مثالا حيا للاستغلال ، حيث تطرح المنتجات متواضعة الجودة باسعار باهضة فقط لانها تحمل شعار فلة ، وهو ذات الشيئ الذي فعلته طيور الجنة ، اذ تباع منتجاتها بضعفي مثيلاتها بلا شعار ، وبلغت اكثر انها تطرح منتجات تتنافى مع الاناشيد التي تتولاها القناة مثلا بيع الشيبس الذي تروج له القناة عبر منتجاتها ، وتدعو الى عدم اكله في اناشيدها..!
-4-
طيور الجنة ظاهرة استحوذت على عقول الاطفال بلا شك، في انتاج مدور على مدار 24 ساعة لا يتعدى في الواقع ساعة انتاج فنية واحدة يتم تكرارها طوال اليوم ، لا يعادل كل جهدها الفني ، انتاج حلقة واحدة من مسلسل شامي ، ومع ذلك فهي محطة مسخرة لجني الموال على مدار الساعةومن فئة غير قادرة على تحديد اولوياتها وهي الاطفال ، ومفهوم عرفا ان منتجات الاطفال لا يتم التركيز فيها على اسماء الطاقم الفني مطلقا ، لكنك تشاهد اسم صاحب القناة يتكرر طوال اليوم نحو خمسمائة مرة بمعدل مرتين كل مقطع اغاني لا يتجاو ثلاث دقائق ..!
-5-
في الفكرة حيث بدأت ، كنا قد استبشرنا بمحطة من الممكن ان تضع قيمة حقيقية امام الطفل تخطفه من اغاني الاطفال الفارغة التي تنتشر هنا وهناك ، وان تتولى ما تخطته مناهج التعليم العربي منذ اتفاقة السلام من تغيب ثقافة القضية الفلسطينية ، لكن الامر بدأ هكذا وانتهى الى جيوب العرب حيثما كانوا وعبر اطفالهم حيث لا يرد لهم طلب..!

أضف تعليقك