لماذا وصفي التل؟

لماذا وصفي التل؟
الرابط المختصر

div id=_mcePasteالحشد السياسي والشعبي الكبير الذي حضر، أول من أمس، الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاد وصفي التل (التي أقامها المركز الأردني للدراسات والمعلومات، في المركز الثقافي الملكي)، حمل رسائل سياسية في أكثر من اتجاه وبعدة دلالات./div
div id=_mcePasteالرسالة الأولى؛ أنّ هنالك اليوم توقاً عاماً لنموذج وصفي التل كرجل دولة له فكره السياسي والاستراتيجي، وكأحد منظّري الوطنية الأردنية بصورتها المؤسساتية المحترمة./div
div id=_mcePasteإحدى المفارقات التي يمكن الوقوف عليها أنّ وصفي خلافاً للشخصيات الوطنية التاريخية الأخرى، كـ: هزّاع المجالي، محمد صبحي أبو غنيمة ونمر الحمود وسليمان النابلسي، ليس ابن التجربة البرلمانية والحزبية، بل هو ابن المؤسسة العسكرية والسياسية الرسمية، فهو بمعنى أوّلي ليس خيار الشعب، بل النظام، لكنه في نهاية اليوم مثّل أحد الرموز السياسية الأردنية./div
div id=_mcePasteذلك يعني أنّ استدعاء هذا النموذج يعكس – من زاوية أخرى- ارتفاع منسوب القلق لدى نسبة كبيرة من اللحظة السياسية الراهنة وما تحمله من مخاطر وتهديدات مع الشعور بعدم وجود من يملأ الفراغ./div
div id=_mcePasteالرسالة الثانية؛ أنّ وصفي ليس حكراً على اتجاه محدد وليس عدواً لاتجاه آخر، وأنّ الوطنية الأردنية وعاء سياسي حضاري يسع الجميع من أبناء الوطن، بعيداً عن المنحى الإقليمي الذي يريد البعض اليوم، بدعوى التأييد أو الخصومة، أن يزجّ وصفي فيه، وقد بيّن د. البخيت في ورقته حجم التأثير الكبير لحركة القوميين العرب في فكر وصفي ووجدانه منذ مرحلة مبكرة، ورؤيته الاستراتيجية والعسكرية لحتمية الصدام مع المشروع الصهيوني والمكانة الاستثنائية للقضية الفلسطينية لدى الرجل./div
div id=_mcePasteوقد أجاد، كالعادة، طاهر المصري في كلمته عندما أطّر مفهوم الهوية الوطنية الأردنية لدى التل، إذ وصفها قائلاً لا تقبل التشظي أو الانقسام أبداً، واضعاً الهويتين الأردنية والفلسطينية معاً في تكامل وليس في تصادم أو تناقض./div
div id=_mcePasteفيما أشار عبد الهادي المجالي إلى أنّ اهتمام وصفي في بناء الدولة تركّز في ثلاثة مجالات حيوية ورئيسة وهي تطوير الجيش وقدراته العسكرية، وتطوير منظومة إعلامية فعّالة ومؤثرة، وإنجاز قطاع زراعي يغري أهله بالبقاء فيه، بوصفه قطاعاً مهماً في الاقتصاد الوطني./div
div id=_mcePasteالرسالة الثالثة؛ هذا التعريف بتجربته الثرية وبحضوره في الوجدان الشعبي وتغني النخبة السياسية به، بمثابة دلالة جليّة أنّ النموذج الذي يراه الجميع للنخبة الحاكمة هو نموذج رجل الدولة السياسي صاحب الموقف الذي يمتلك رؤية واضحة، سواء كان في الحكم أو المعارضة، فيما لا يوجد إلى اليوم أي تقبل عام لإخلاء المشهد السياسي من هذا الصنف من القيادات ورجالات الدولة والاكتفاء بطبقة رمادية من التكنوقراط والموظفين الذين لا يملكون المبادرة ولا القدرة على اتخاذ المواقف المطلوبة التي تتفق مع قناعاتهم الحقيقية./div
div id=_mcePasteكيف نقرأ وصفي وغيره من رجالات الأردن ومؤسسي دولته الحديثة؟.. هذا هو السؤال المهم اليوم، لتكون هذه التجارب نماذج ملهمة للشباب الأردني ومعالم على طريق بناء الهوية الوطنية ومؤسسات الدولة واستحضارها في مرحلة الأزمات والتحديات والأخطار، وذلك يقتضي التذكير مرّة أخرى بضرورة توثيق وتسجيل تجاربهم وجدولتها بصورة مدروسة ضمن المناهج الجامعية والمدرسية./div
div id=_mcePasteفي كل دول العالم هنالك مناهج وفصول تدرّس عن الآباء المؤسسين والرواد الوطنيين وصناعة الرموز والذكريات، وهو ما نزال نفتقده في الأردن إلى اليوم، بل للأسف هنالك غربة حقيقية واغتراب بين جيل الشباب وتراثه وثقافته الوطنية!/div
الحشد السياسي والشعبي الكبير الذي حضر، أول من أمس، الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاد وصفي التل (التي أقامها المركز الأردني للدراسات والمعلومات، في المركز الثقافي الملكي)، حمل رسائل سياسية في أكثر من اتجاه وبعدة دلالات.
الرسالة الأولى؛ أنّ هنالك اليوم توقاً عاماً لنموذج وصفي التل كرجل دولة له فكره السياسي والاستراتيجي، وكأحد منظّري الوطنية الأردنية بصورتها المؤسساتية المحترمة.
إحدى المفارقات التي يمكن الوقوف عليها أنّ وصفي خلافاً للشخصيات الوطنية التاريخية الأخرى، كـ: هزّاع المجالي، محمد صبحي أبو غنيمة ونمر الحمود وسليمان النابلسي، ليس ابن التجربة البرلمانية والحزبية، بل هو ابن المؤسسة العسكرية والسياسية الرسمية، فهو بمعنى أوّلي ليس خيار الشعب، بل النظام، لكنه في نهاية اليوم مثّل أحد الرموز السياسية الأردنية.
ذلك يعني أنّ استدعاء هذا النموذج يعكس – من زاوية أخرى- ارتفاع منسوب القلق لدى نسبة كبيرة من اللحظة السياسية الراهنة وما تحمله من مخاطر وتهديدات مع الشعور بعدم وجود من يملأ الفراغ.
الرسالة الثانية؛ أنّ وصفي ليس حكراً على اتجاه محدد وليس عدواً لاتجاه آخر، وأنّ الوطنية الأردنية وعاء سياسي حضاري يسع الجميع من أبناء الوطن، بعيداً عن المنحى الإقليمي الذي يريد البعض اليوم، بدعوى التأييد أو الخصومة، أن يزجّ وصفي فيه، وقد بيّن د. البخيت في ورقته حجم التأثير الكبير لحركة القوميين العرب في فكر وصفي ووجدانه منذ مرحلة مبكرة، ورؤيته الاستراتيجية والعسكرية لحتمية الصدام مع المشروع الصهيوني والمكانة الاستثنائية للقضية الفلسطينية لدى الرجل.
وقد أجاد، كالعادة، طاهر المصري في كلمته عندما أطّر مفهوم الهوية الوطنية الأردنية لدى التل، إذ وصفها قائلاً لا تقبل التشظي أو الانقسام أبداً، واضعاً الهويتين الأردنية والفلسطينية معاً في تكامل وليس في تصادم أو تناقض.
فيما أشار عبد الهادي المجالي إلى أنّ اهتمام وصفي في بناء الدولة تركّز في ثلاثة مجالات حيوية ورئيسة وهي تطوير الجيش وقدراته العسكرية، وتطوير منظومة إعلامية فعّالة ومؤثرة، وإنجاز قطاع زراعي يغري أهله بالبقاء فيه، بوصفه قطاعاً مهماً في الاقتصاد الوطني.
الرسالة الثالثة؛ هذا التعريف بتجربته الثرية وبحضوره في الوجدان الشعبي وتغني النخبة السياسية به، بمثابة دلالة جليّة أنّ النموذج الذي يراه الجميع للنخبة الحاكمة هو نموذج رجل الدولة السياسي صاحب الموقف الذي يمتلك رؤية واضحة، سواء كان في الحكم أو المعارضة، فيما لا يوجد إلى اليوم أي تقبل عام لإخلاء المشهد السياسي من هذا الصنف من القيادات ورجالات الدولة والاكتفاء بطبقة رمادية من التكنوقراط والموظفين الذين لا يملكون المبادرة ولا القدرة على اتخاذ المواقف المطلوبة التي تتفق مع قناعاتهم الحقيقية.
كيف نقرأ وصفي وغيره من رجالات الأردن ومؤسسي دولته الحديثة؟.. هذا هو السؤال المهم اليوم، لتكون هذه التجارب نماذج ملهمة للشباب الأردني ومعالم على طريق بناء الهوية الوطنية ومؤسسات الدولة واستحضارها في مرحلة الأزمات والتحديات والأخطار، وذلك يقتضي التذكير مرّة أخرى بضرورة توثيق وتسجيل تجاربهم وجدولتها بصورة مدروسة ضمن المناهج الجامعية والمدرسية.
في كل دول العالم هنالك مناهج وفصول تدرّس عن الآباء المؤسسين والرواد الوطنيين وصناعة الرموز والذكريات، وهو ما نزال نفتقده في الأردن إلى اليوم، بل للأسف هنالك غربة حقيقية واغتراب بين جيل الشباب وتراثه وثقافته الوطنية!

الغد