إستهداف الاونروا... لماذا ؟

الرابط المختصر

تتحمل تاريخيا الدول الإستعمارية " بريطانيا وفرنسا وامريكا " المسؤولية الكبرى والاساس لإقتلاع الشعب الفلسطيني وتهجيره قسرا  من وطنه التاريخي فلسطين بعد تدمير المئات من البلدات والقرى الفلسطينية وإرتكاب مئات المجازر واعمال القتل والإعتقالات التعسفية بحق المدنيين لتبدأ حياة اللجوء والمنافي في ظروف حياتية قاسية بمخيمات تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة.


إنشاء الاونروا : 
إعترافا من المجتمع الدولي بالمسؤولية السياسية والحقوقية والإنسانية عن نشوء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي أسس قرار عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني على فلسطين وتفويضه " بالطبع بحكم ميزان القوى " تنفيذ قرار الحكومة البريطانية المسمى إعلان بلفور الصادر في ٢ تشرين الثاني من عام 1917 وتبعه بإنتزاع  قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة  رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين وإضطلاعا وتكفيرا عن جريمة الدول الإستعمارية تم إنشاء الاونروا لحماية وتقديم الخدمات الأساسية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين إلى حين حل مشكلة اللاجئين بالعودة لمدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 تنفيذا لقرار الجمعيةالعامة رقم 194 .
 لماذا تستهدف " إسرائيل " الاونروا : 
 تمثل إنشاء الاونروا وإستمرارية عملياتها بتقديم خدماتها لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي اقيمت في القدس وجنين وطولكرم والخليل ورام الله ونابلس وقطاع غزة  وغيرها من المدن الفلسطينية وفي عدد من المدن في الأردن وسوريا ولبنان كارثة على الكيان الإستعماري الإسرائيلي المصطنع لأسباب وعوامل عديدة منها : 
 أولا : الشاهد والدليل على أن إسرائيل كيان غير طبيعي ومصطنع .  
 ثانيا : الشاهد والدليل على نتائج حرب الإبادة والتطهير العرقي التي مارستها وتمارسها 
قوات المستعمر البريطاني والعصابات اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في عموم ارض فلسطين التاريخية بعد عدوان حزيران عام 1967 .
 ثالثا : تقويض للسردية الصهيونية والإستعمارية  بان فلسطين ارض بل شعب اعطيت لشعب بلا ارض بإنكار لوجود للشعب الفلسطيني الأصيل في وطنه بمدينه وقراه .
 رابعا  : إبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين عنوان الصراع حية وعنوان دائم بضرورة إضطلاع المجتمع الدولي بواجباته بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بتمكين اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
خامسا : الشاهد على نفي شرعية قبول إسرائيل عضوا بالامم المتحدة بإشتراط تنفيذها قراري الجمعية العامة رقم 181 و194 اي إقامة الدولة الفلسطينية على مساحة 45 % من مساحة فلسطين وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لوطنهم التاريخي.
 سادسا : عقبة أمام شرعية وإدامة إحتلالهم الإستعماري الإحلالي لفلسطين التاريخية. 
 سابعا : الفشل في تذويب الهوية الفلسطينية وتقويضا ونسفا  لمقولة مجرم الحرب بن غوريون وغيره من قادة الكيان بان الكبار يموتون والصغار ينسون.
 بناءا على ما تقدم حرص الكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي وداعميه منذ صناعته على إستهداف الاونروا ووجودها كمؤسسة دولية تعنى بشكل خاص ومحدد باللاجئين الفلسطينيين لما تمثله من عنوان ورمز لجذور الصراع العربي "الإسرائيلي"  بعنوانه  الفلسطيني التي أدى عجز المجتمع الدولي بحكم الإنحياز الأمريكي ومحوره إلى إدامة الصراع  بعدم تنفيذ اي من القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 الشعب الفلسطيني لاجئين ونازحين وصامدين يسطرون أعظم ملاحم الإنتماء والصمود والصبر على أرض وطنهم بالرغم من هول وعظم الجرائم الإسرائيلية التي تصنف جرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولنظام المحكمة الجنائية الدولية ولإتفاقية منع جرائم الإبادة المعاقب عليها دوليا كما تمثل إنتهاكا صلرخا لإتفاقيات جنيف بشكل عام والرابعة بشكل خاص.
 المجتمع الدولي بغالبيته الساحقة اجهض ويجهض المؤامرات الإسرائيلية التي تستهدف الاونروا سواء من محاولات إتهامها بدعم الإرهاب ومعاداة السامية وتجفيف مواردها  المالية لإجبارها التوقف عن تقديم وتنفيذ مهامها إتجاه اللاجئين الفلسطينيين في جميع مناطق عملياتها. 
تدمير مراكز الاونروا ومقرها الرئيس في غزة وإستهداف التدمير للمخيمات في الضفة الغربية ومنع الانروا تقديم خدماتها في القدس رسالة تحد للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة تتطلب المبادرة للتصدي لهذه الهجمات عبر فرض مختلف اشكال العقوبات على "إسرائيل "من سياسية وإقتصادية ودبلوماسية وبرلمانية وحقوقية وعسكرية لإلزامها بإنهاء إحتلالها الإستعماري الإرهابي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
 بقاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لفلسطين وللجولان  وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب وتبرير جرائمه تحت عنوان حق الدفاع عن النفس خلافا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تقويض للأمن والسلم الدوليين .... آن الآوان  للضغط على أمريكا لوقف إنحيازها ودعمها  للكيان الإسرائيلي وإتخاذ الإجراءات  اللازمة وفق ميثاق الأمم المتحدة لإلزام سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بوقف جرائمها وعدوانها المستمر  على قطاع غزة وعموم مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وإنهاء إحتلالها الإستعماري الإرهابي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا بعاصمتها القدس وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ترسيخا للأمن والسلم الدوليين وإعلاءا لمبادئ وأهداف وميثاق الأمم المتحدة.