لقاء عمان الاستكشافي

لقاء عمان الاستكشافي
الرابط المختصر

لقاء اليوم في عمان بين اعضاء اللجنة الرباعية مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لم يكن مفاجئا, بل جاء تتويجا لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته مؤخرا الى رام الله واستقباله في عمان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بحثا عن خيط يعيد وصل ما انقطع من مفاوضات .

لا يبدو ان الهدف سهل وفي متناول اليد نظرا لموقف الحكومة الاسرائيلية من الحقوق الفلسطينية وخاصة حل الدولتين, لكن الامل ان يستمع اعضاء اللجنة الرباعية لموقف الحكومة الاسرائيلية الرافضة لحل الدولتين علهم يكونون موقفا جديدا يحمّل الطرف الاسرائيلي مسؤولية تعثر عملية السلام.

الفلسطينيون موقفهم واضح , رفض العودة الى طاولة المفاوضات دون وقف بناء المستوطنات , والاسرائيليون يعتبرون ذلك شروطا مسبقة ويرفضونها , لا بل هم يختبئون خلف الرفض الفلسطيني رغم منطقيته.

اذاً من المستفيد من غياب المفاوضات ? الاستيطان يتواصل يوميا وبكثافة غير مسبوقة والمجتمع الدولي فقد فعاليته, والخاسر الاكبر الشعب الفلسطيني لان الوقائع على الارض تتغير وهذا اخطر ما يكون , وكذلك المصلحة الاردنية تتضرر بغياب حل الدولتين القائم على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وحل قضايا اللاجئين والحدود.

الوضع في الاقليم خطير جدا نتيجة تداعيات الربيع العربي وبوادر المواجهة العسكرية متوفرة على اكثر من جبهة , والغياب الفاعل للادارة الامريكية بسبب الانتخابات الرئاسية يضع كل الجهود في الثلاجة , فما هو الحل ?

لقد طرحت اللجنة الرباعية الدولية في ايلول الماضي فكرة اجتماع "استكشافي" لفرص استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة , لكن الفلسطينيين يرفضون اي لقاءات قبل وقف الاستيطان (وهم على حق) والاسرائيليون يرفضون الحوار خارج طاولة المفاوضات.

وجاء مقترح اللجنة الرباعية الدولية في وضع مدد زمنية لاختبار الطرفين تنتهي خلال ستة اشهر من تحديد الاطار العام والوصول الى تفاهمات تؤدي في نهاية العام الحالي للوصول الى حل نهائي, طبعا هذا الطرح لم يختبر لان الاسرائيليين يتحججون بان موقفهم لن يقدموه الا على طاولة المفاوضات.

وهنا تأتي المحاولة الاردنية من اجل اختبار النوايا الاسرائيلية وكشفها امام ممثلي الرباعية الدولية, لكن الامر بحاجة الى حسم فوري خلال ساعات او ايام , لان "المطمطة" لا تخدم الا الجانب الاسرائيلي والمكتوب يقرأ من عنوانه.

العرب اليوم

أضف تعليقك