عائلات «لم الشمل» .. والترحيل الى الاردن!

عائلات «لم الشمل» .. والترحيل الى الاردن!

لم تنف اسرائيل ، رسميا وعلنا ، نيتها ، طرد عشرات آلاف الفلسطينيين ، من الضفة الغربية ، بعدما سربت ، اللغم ، عبر صحيفة "هآرتس".

عدد أبناء "غزة" في الضفة الغربية ، ومعهم اولئك الذين لم يكتمل "لم شملهم" يصل الى سبعين الف فلسطيني ، وفي تقديرات اخرى مائة الف فلسطيني ، وهؤلاء تريد اسرائيل طردهم من الضفة الغربية الى اي مكان اخر ، وهذا يعني ان اسرائيل لن تجلس عند الحواجز لالتقاطهم واحدا واحدا ، بل قد تُنفذ عمليات واسعة لترحيل هذه الاعداد ، عن الارض الفلسطينية ، عبر عزل المدن وتمشيطها ، تلك المدن المفترض ان تكون موقعا للدولة المنتظرة ، والمفترض ان لا تجتاحها قوات اسرائيلية ، ايا كانت فئة المنطقة المقرر اجتياحها.

هذا يعني ان اسرائيل تريد ترحيل هؤلاء الى غزة ، والبعض الاخر الى الاردن ، والى دول اخرى ، وفقا لمكان اقامة او جنسية الذي تم لم شمله ، ولم تكتمل اجراءات لم شمله ، وهذا يعني ايضا ، اننا امام ترانسفير ثالث ورابع وخامس ، خلال الفترة المقبلة ، وهذا يعني ايضا ، ان اسرائيل تريد هذه مجرد "بروفة" للترانسفير الاكبر ، اي طرد كل اهل الضفة الغربية ، من ضفتهم الجريحة ، الى اي مكان اخر في هذه الدنيا. هنا علينا ان نصحو قليلا من الغفلة ، ومن التنابز بالكلام والشعارات ، وان نقف على "قلب رجل واحد" في وجه المخطط الاسرائيلي.

الالاف من الفلسطينيين الذين عادوا الى الضفة الغربية في اطار ما سمي "لم شمل العائلات" ، عادوا اساسا على ان يُمنحوا هويات بعد عودتهم وهو الامر الذي لم تنفذه اسرائيل رغم مرور سنوات طويلة على عودة الكثير منهم. وهؤلاء تحديدا اغلبهم يحمل الجنسية الاردنية ، ومعنى التسريب الاسرائيلي للمعلومات ، انها تريد اعادتهم للاردن ، من جهة ، وتخريب حياتهم وتدمير شؤونهم ، لانهم جزء من عائلات في الضفة الغربية ، والقرار الاسرائيلي يُمسك بخاصرة الاردنيين والفلسطينيين ، معا في توقيت واحد مؤلم جدا ، ومتعب. اليوم كما الامس. الاردن وفلسطين تحت التهديد ، وتحت المخاطر.

من جهة ثانية. التخطيط لترحيل عشرات الالاف وبعضهم ممن لم يكتمل شملهم الى الاردن ، يعني ببساطة ان اسرائيل تخطط لشطب اقامات الاردنيين من اصل فلسطيني ، من حملة البطاقات الصفراء ، وتخطط لشطب اقامات الفلسطينيين الذين يحملون جوازات اردنية مؤقتة مع بطاقات خضراء.

ما سيجري في الضفة هو بروفة للترانسفير الاكبر ، لان اسرائيل تريد تقسيم الناس في الضفة الى ثلاث مجموعات ، الاولى اهل غزة فتعيدهم الى غزة ، والثانية عائلات لم الشمل ، فتعيدهم الى الاردن ، والثالثة ما تبقى من اهل الضفة الغربية ، فُترحّلهم في وقت لاحق ، الى الاردن ، اذا نجحت بروفة "الترانسفير" التي تم تسريب خبرها.

لا يكفي الرد على اسرائيل بالكلام. حق العودة مُهدد ، لان حق الاقامة بات مهددا ، ولان اسرائيل تريد بشكل علني اليوم ، جدولة القضية الفلسطينية ، ونقل السكان الى اماكن اخرى. وهو مخطط لتفريغ الضفة الغربية ، واجهاض لمشروع الدولة الفلسطينية التي يبُشرنا بها سلام فياض قبل اسابيع. حتى نبقى نراوح في الموقف بين النفي والتأكيد ، فان كل ما يجري على الارض يؤكد ان امامنا اياما عصيبة جدا ، وان الضفة واهلها تحت السكين ، كما هو الاردن الذي تطاله التهديدات بشكل او باخر ، وبعد ان كنا نحلم بحق العودة ولو لقلة ، فاذا بنا نواجه خطر ترحيل اناس جدد.

لا تكفينا الشعارات والقول ان اسرائيل لن تتمكن من حمل الناس في شاحنات ورميهم عند الحدود ، فقد فعلوا ذات الفعلة مئات المرات ، فيما التوقيت يجعلنا نقف على قدم واحدة من شدة الذعر والخوف على فلسطين والاردن معا.

mtair@addustour. com. jo

الدستور

أضف تعليقك