طوارئ أمنية، وطوارئ سياسية

طوارئ أمنية، وطوارئ سياسية

اكتشاف المخابرات خلية إرهابية خططت وكانت في طريقها لتنفيذ تفجيرات عمياء تقتل العشرات، وربما المئات، في شرارة تعميم الفوضى في الأردن، واشتباكات متكررة واستنفار على الحدود الشمالية، وشهيد من القوات المسلحة، وأخبار من هنا وهناك تضع الأردن في قلب الخطر.

إذا لم تكن هذه حالة طوارئ، فما حالة الطوارئ إذن؟

ألا يشعر المواطن العمّاني بهذه الحالة فعلاً وهو أسير الشائعات والخوف على البلد، وخبر سقوط سقف معلق في تجمع تجاري تتناقله الوكالات باعتباره تفجيراً كبيراً، ويأخذ المعلقون المعوقون سياسياً يتنافسون بمقارنته بتفجير الأشرفية في بيروت واغتيال وسام الحسن؟

المخابرات والأمن العام والدفاع المدني والقوات المسلحة يجهدون بحماية البلاد والعباد، فما دور القوى السياسية بتحقيق الأمن السياسي وتحصين الأردن والأردنيين من شرّ يراد بهم؟

و ألا يستأهل هذا الوضع الشاذ في تاريخنا أفكارا وسياسات قد تحمل معنى التنازل للوصول الى حلول وسط؟

من غير الطبيعي، وليس مقبولاً أبدا، أن نكون في وضع طوارئ أمني، ولا نكون كذلك في السياسة المحلية، وهي دعوة لكل الأطراف الى أن تتعالى على مصالحها الآنية في سبيل مصلحة البلاد التاريخية في الأمن والتوافق والحوار والتهدئة، وصولاً الى يوم نحقق فيه كل أفكارنا في الإصلاح والتقدم.

الدستور

أضف تعليقك