ستهدم جسر باب المغامرة !

ستهدم جسر باب المغامرة !
الرابط المختصر

ان هذه هي النتيجة التي يتوصل اليها كل من يحاول ان يبحث عن اجابة لدى الجهات الاسرائيلية الرسمية وغير الرسمية وكل الجهات التي لها علاقة بجسر باب المغاربة ابتدءا من بلدية القدس ووزارة الداخلية الخارجية ومكتب رئيس الوزراء والمستشار القضائي للحكومة والخارجام الاكبر لحائط المبكى ،وانتهاء بعلماء الاثار المتطرفين الذين لا يعترفون بوجود اية حضارة في القدس سوى الحضارة اليهودية حتى انهم وصلوا الى قاع الارض بحثا عن دليل اثري واحد يثبت ما كتب في التوارة عن قصص اختلف حولها العلماء والخبراء ورجال الدين ، حتى ان بروفيسور في جامعة بار ايلان عضو في اللجنة الخاصة بحماية الاثار في المسجد الاقصى او كما يسمونه جبل الهيكل هدد بالتوجه الى المحكمة العليا ضد بلدية القدس اذا ما رفضت تنفيذ الاوامر الخاصة بهد الجس باسرع وقت من اجل بناء جسر اكثر امانا ..!!

ما علينا

المهم ، ان هذا اليقين الذي يعشه الجامب الاسرائيلي حول حتمية هدم الجسر باسرع وقت ممكن ، هو ضربا بكل الجهود وكل الضغوط العربية والدولية الايجابية التي قد تبدو للوهلة الاولى انها اجبرت اسرائيل على تاجيل قرار هدم الجسر ولكنها لم تلغيه تمام كما طالب بذلك حاتم عبد القادر مسوؤل ملف القدس في حركة فتح والذي خفت صوته في الاوانه الاخيرة كثيرا، وقلة حماسته وبردت تصريحاته النارية حول القدس ، وقال عبد القادر بان المطلوب ان تلغى اسرائيل مشروع هدم الجسر وان تقوم الاوقاف الاسلامية بترميم الجسر ،( عن اي جسر يتحدث )، تصريحات عبد القادر وغيره مما يصحونا من سباهم العميق فقط عندما يرون ميكرفون او كاميرا امامهم ، هذه التصريحات تدل على اصحابها لم يقوموا بجولة الى ذلك الهيكل البشع الذي اقامته اسرائيل على عجل بهدف خلق واقع يستبدل التلة التاريخية التي كانت تحتوى على اثار اسلامية بالغة الاهمية ولكن هذه الاثار ذهبت هباء الريح بعد ان قامت الجرافات بجرفها كنا جرفت من قبلها حي المغاربة برمته عام سبعة وستين لتبقيه اثرا بعد عين ولتقم اسرائيل فورا بخلق واقع جديد وتجبر العالم على التعامل مع هذا الواقع ناسين الواقع الحقيقي التاريخي !!

هذا الجسر البشع وضع مؤقتا حتى تهدء العاصفة الدبلوماسية التي احدثها هدم تلة باب المغاربة رغم الغضب في العالم ورغم تشكيل لجان دولية لتحقيق في هذه الجريمة التاريخية الاثرية التي ارتكبتها اسرائيل غير ابه بهذا العالم الذي يلا يعرف الا الهمس مع اسرائيل، هذه العاصفة الدبلوماسية لعب فيها الاتراك دورا هاما في الضجة الاعلامية ضد اسرائيل ولكن الدور الاهم كان الدور الاردني ( الذي لا يقدره الكثيرون منا لانهم لا يعرفونه بالضبط ) ذلك الدور الاردني الذي يفضل العمل بهدوء وبعيدا عن وسائل الاعلام وخلف الابواب المغلقة ، وبكون بصورة مكثفة ومؤلمة لاسرائيل والتي اصبحت اكثر ما تخشاه هو الضغط الاردني عليها في موضوع المسجد الاقصى بكل جوانبه ، كل ذلك اجبر رئيس الوزراء بنيامين نتاهيو على التدخل شخصيا (كما يحب دائما ان يكون المنقذ لكل المشاكل التي يخلقها وزراءه وائتلافه المتطرف) ويصدر تعليماته الى بلدية القدس بعدم هدم جسر باب المغاربة حتى لا يغضب المصرين الذي توثقت العلاقات معهم بصورة كبيرة ، كما لا نريد ان يغضب الجانب الاردني الذي تعانى العالاقات معه من نوعا من التوتر ، كما قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء لوسائل الاعلام المحلية ، ولكن تلك المصادر لم تتعهد بان لا يتم هدم الجسر البشع في وقت ما !! واكتفت الى التلميح ان موجة امطار شديدة قد تؤدى الى انهيار الجسر !!معترفة في الوقت نفسه بحساسة الموقع والحدث نفسه، ولهذا فان اسرائيل عادت لممارسة ما يسمى بالدبلوكاسية الهادئة وذلك عن طريق اقناع الاطراف كل على حدى باهمية استبدال هذا الجسر بشئ اكثرا امانا !! وبكلمات اخرى فان اسرائيل تفعل ولا تتحدث ، ورغم تلك التصريحات الجميلة والتي ادفت قلوب المقدسين الباردة والتي بعثت بالامل بان هناك من يهتم بامر القدس وامر مسجدها ( ولكن لا احد اثبت حتى الان لا من قريب ولا من بعيد بانه يهتم بامر البشر في القدس ) وجعلت المقدسي يرفع راسه عاليا الى السماء قائلا لا يزال هناك خير في الدنيا ، واخوننا العرب هم منا ونحن منهم بالتاكيد !!

رغم هذا الكم الهائل من المعنويات الايجابية الا ان الواقع يقول ان صاحب الكلمة الاخيرة ه صاحب القوة وهو صاحب السيطرة، واسرائيل هي صاحبه كل ما تقدم لن يثنيها احد لا التصريحات النارية ذات النكهة العربية عن القيام باية خطوة هي عازمة على تنفيذها في القدس ..!! وجسر باب المغاربة لن يكون جسر العودة بالتاكيد !!

وللحديث بقية