دموع لانا القسوس

دموع لانا القسوس
الرابط المختصر

من مدينة بيت لحم مدينة السلام ومهد السيد المسيح عليه السلام وعشية عيد الميلاد المجيد، لم تتمكن المذيعة الاردنية المعروفة لانا القسوس من تمالك نفسها رغم محاولاتها الكثيرة، ولم تستطيع ان تحبس دموعها وهي تودع اهل فلسطين او كما اسمتهم " لانا " الجهة الاخرى من القلب بعد ان انتهى برنامج يسعد صباحك ، قالت القليل لحظة الوادع ولكن دموعها واختناق صوتها في الثواني الاخيرة من البرنامج كان ابلغ بكثير من الكلمات التي لم تقلها المذيعه ذات الظل الخفيف ، هذه الدموع هي التعبير الحقيقي للعلاقة الاردنية الفلسطينية والتي قال عنها صديق عزيز دبلوماسي : انها علاقة الاهل، وانا اعنى انها فعلا علاقة اهل رغم لك شئ !! الى هنا كلام الدبلوماسي

ما علينا

المهم ، ان دموع لانا القسوس جاءت في الوقت المناسب لتبث الامل في نفوس الكثير من ابناء هذا الشعب ، بان المحبة لا زال لها مكان في قلوب الاخوة، فهي دموع صادقة تقول لاهل البلد نحن معكم فانتم منا ونحن منكم ! هذه الدموع الغالية على قلوب كل الفلسطينين تؤكد ان الاردن كان وسيبقى الاخ الداعم والصدر الحنون في احلك الظروف ، ان دموع لانا القسوس لا تستحق منا الا كل تقدير واحترام، وتستحق كل ورد الياسمين المقدسي وزهرة السوسن لنضعها اكاليا على راسها فشكرا على هذا الشعور الصادق وعلى هذه المحبة للقدس التي تحب كل من يحبها .

اتذكر احد ابنائي قال لي وهو يشاهد طاقم التلفزيون الاردني وهو يتجول في البلدة القديمة وبالقرب من سوق الدباغة: والله القدس حلوة جدا يا ابي رغم اننا نراها كل يوم ولكن لم نراها جميلة كما هي على شاشة التلفزيون الاردني، فلقت له يا ابنى انك ترى القدس الان بعيون طاقم التلفزيون والذي اظهر عبر الكاميرا والصوت حبا وعشقا لكل حجر في القدس، مانه كان يبحث عن ضاله يبحث عنه منذ سنوات ، فكانت الصورة تعبير عن هذا الحب، فهذه الكاميرا غابت كثيرا عن القدس التي تحن الى الهاشمين كحنو الام لابناءها

قال احدهم وهو يشاهد المذيعة الجميلة تسير في ازقة البلدة القديمة هل هذه من التلفزيون الاردني فكان الجواب بالايجاب، فكان سؤاله التالى ان شاء الله هذا يكون مؤشر خير للقدس واهلها! فكل قادم من الشرق الغالي مرحب به فهو اشارة تدعو الى التفاؤل ، فرد عليه ثالث كان يسترق السمع لهذا الحورا : يا رجل ان ترى اردنيا في شوراع القدس لهو شئ يغيظ الجانب الاخر الذي يريد القدس معزولة منعزلة ووحيدة وفي هذا الوقت بالذات الذي كشر فيه الاخر عن انيابه ولم يعد يلتف الا الى مخططه في السيطرة على كل شبر، وكل حجر يفرض تاريخه عليها وعلى اهلها ولهذا فان زيارة طاقم النلفزيون قد تكون اهم من زيارة اي وفد اخر ياتى على عجل ويذهب على عجل ولا نعرف عنه شئ سوى صورة تلتقط لهم من امام قبة الصخرة المشرفة التي تحولت لتكون ديكور لصور المسوؤلين القادمين متخفين ! اما طاقم التلفزيون الاردني فانه جاء على رؤوس الاشهاب وصور الازقة وتحدث مع الناس العاديين وليس مع المسوؤلين الذين يجيدون اللف والدوران ، هذا الحوار مع عامة الشعب انعش قلوبهم ، كما احيا الامل الذي كاد ان ينطفئ في اعماقهم، وكاد الياس ان يستولى عليهم بعد ان شعروا انهم لوحدهم !!

ان هذا الحوار حقيقي نقلته حرفيا جرى في احد ازقة البلدة القديمة من القدس والتي مر بها طاقم النلفزيون الاردني ، وبالتحديد من المسجد الاقصى وهو بطريقه الى كنيسة القيامة، انه حوار مقدسي في الدقيقة الاخيرة قبل الوقت الضائع، قبل فوات الاوانه قبل ان تصبح القدس اورشليم بكل ما في الكلمة من معنى، انه حوار عن زيارة جاءت في وقتها المناسب وكانها هدية السماء في عيد الميلاد المجيد الى اهل القدس، فهو عيد الامل والمحبة، وكما ختم ذلك السبعيني كلامه متمنيا ان لا تكون هذه اخر زيارة للتلفزيون الاردني لاننا نريد ان نتحدث وبصوت عالي نريد ان نخرج من صدرونا معاناتنا قبل ان تبقى في الصدر فنموت قهرا ..!!

بقى القول انه ما كان لهذه الخطوة الرائعة من النلفزيون الاردني ان تحدث لولا الخطوة الاهم من مليك البلاد الملك عبد الله الثاني في زيارته التاريخية الى رام الله تلك الزيارة كانت بمثابة فاتحه لزيارات متعددة لوفود اردنية مختلفة من جميع المجالات تاكيدا ل قول جلالة الملك للرئيس الفلسطيني " اننا معكم .."

وللحديث بقية