داخل الجامعات ام خارجها
في اكثر من تعليق ودراسة حول ما تشهده الجامعات الاردنية من مشاجرات طلابية جماعية منذ عدة سنوات, غالبا ما يجري الخلط بين المناخات الموضوعية والاستعدادات الاجتماعية والشخصية, وبين القوى المحركة لهذه المناخات, مما يقتضي التمييز بينهما وتشخيص المسؤولية في كل ذلك:
اولا, على صعيد المناخات الموضوعية والاستعدادات الاولية لذلك, يمكن تلخيص او تكثيف هذه المناخات بالنقاط التالية:
-1- التكوينات الاجتماعية المشوهة الناجمة عن تشوه نمط الانتاج التابع نفسه.
-2- تعايش التكوينات العشائرية ما قبل الرأسمالية مع ثقافة رأسمالية وافدة مشوهة.
-3- انهيار الطبقة الوسطى وتداعيات ذلك في اشكال مختلفة من التوتر الاجتماعي والجنسي والثقافي, وتأتي اهمية هذا الانهيار من ان القاعدة العريضة الواسعة السابقة للدولة تكمن في هذه الطبقة.
-4- الارث العام لعلاقة القصبان (المدن) مع محيطها القروي, وهو ارث يشمل كل البلدان العربية بل ان بلدانا عربية شهدت بسبب ذلك انقساما سياسيا وحزبيا (كومبرادور مديني) مقابل احزاب يسارية عند الفلاحين.
-5- الفراغ السياسي والفقر الثقافي المرافق لجيل جامعي نشأ وسط السيطرة الامريكية على العالم منذ منتصف الثمانينيات وهي سيطرة ثقافة القتل والانحطاط الايديولوجي, الذي تكرسه السينما الامريكية.
-6- تراجع المستوى الجامعي مع زيادة نفوذ البنك الدولي ورجاله (تحويل الطلبة الى بضائع وارقام صماء).
ثانيا, على صعيد القوى المحركة سواء المسكونة بها حسب ما حدث في نيسان 1989 او بالخوف من انتشار الافكار المعارضة, سواء قومية او اشتراكية او اسلامية او ديمقراطية, والهرب من ذلك نحو الصوت الواحد والتشكيلات الطلابية الاقليمية والمشاجرات الجماعية.
وما لا تدركه هذه القوى ان توظيف هذه المناخات على النحو المذكور يخدم مشروع العدو الصهيوني القائم على تفكيك الدولة والمجتمع مقدمة لما هو اخطر بكثير من قلق هذه الاوساط من القوى المعارضة.0
العرب اليوم