حوادث الشغب.. أما من حل?

حوادث الشغب.. أما من حل?
الرابط المختصر

لا نعرف إلى متى سنبقى ننتقد انفسنا وندين ونشجب العنف الذي يجرّنا اليه ابناؤنا طلبة الجامعات? وإلى متى سنبقى عاجزين او متعاجزين عن وضع حد لهذا العنف والشغب الذين ندينه جميعا?

للأسف تحولت الجامعات من منارات علم وثقافة الى مكان للفوضى والشغب وتفريغ الاحقاد, فما يكاد يشتبك طالب مع زميل له حتى تهب العشيرة او ابناء المنطقة للدفاع عنه وكأن الامر متعلق بمنطقة او عشيرة وليس خلافا شخصيا على قضية قد تكون من صغائر الامور.

المهم ان العنف بدأ ينتقل من الجامعات الى المدن, وما حدث في السلط خلال الايام الثلاثة الماضية دليل على تأثر المجتمعات المحلية بشغب الجامعات, وكذلك انتشار ظاهرة الخلاف مع الشرطة او الدرك او البلدية او تقديم مطالب للمحافظ, حتى يهب ابناء عشيرة او منطقة ما (بقناويهم) الى الشوارع لقطع الطريق واشعال الاطارات وتعطيل حركة السير او تكسير السيارات والاعتداء على المرافق العامة.

إنه الجنون بعينه, ولا يبدو ان احدا يود استعمال عقله, وكأن هذا الوطن يخص طرفا دون آخر, او ان هذا الوطن ربحناه صدفة في "اليانصيب" ولم يبنيه اجدادنا واباؤنا بدم قلوبهم وعرق جباههم, هل هو رخيص لهذه الدرجة? حتى نسيء لسمعته ونكسّر ممتلكاته?

الكل يدين ويشجب ويستنكر, وقد رأينا في السلط كيف أن وجهاء المحافظة, بكل اطيافها, اصدروا بيانا يرفضون فيه التصرفات الحمقاء ويرفضون التغطية على المشاركين فيها, لكن وقبل ان تخمد النار في الشوارع كان الافراج بالكفالة عن الدفعة الأولى من الموقوفين.

إذا اردنا الحقيقة, فان لا بداية الا البداية الصحيحة, وهي رفض العنف والتعدي على الآخرين والممتلكات ووضع حد لطلبة الجامعات الذين وضعونا منذ عشر سنوات في دوامة من العنف دون ان تتخذ الدولة الاجراء السليم.

كثيرون غيري ادلوا بدلوهم. فمنهم من وضع الحق على الدولة والفقر والبطالة والفراغ لدى الشباب وضعف هيبة الدولة وتراجع النظام التعليمي, ومنهم من لام الشرطة والدرك والحكام الاداريين.

لكن لا أحد يريد ان يقول ان الحل يبدأ بالعقاب بعد ان حاولنا بكل طرق الاحتواء الناعم, فمن يخطىء يجب ان تتعامل معه الجامعة ضمن منظومة عقابية عامة لا تراجع عنها ولا تساهل فيها, فالتراخي هو الذي راكم الاخطاء, فالاستبداد لا تمارسه الانظمة السياسية فقط, بل يمارسه المواطن إذا سُمح له بالتمادي.

العرب اليوم