تقرير نيويورك تايمز

تقرير نيويورك تايمز
الرابط المختصر

التقيت نهاية الاسبوع ثلاثة من أهم الصحافيين الامريكيين الذين يجوبون المنطقة في هذه المرحلة العاصفة , اثنان من صحيفة نيويورك تايمز (القريبة من اسرائيل) كاتب العمود الاشهر توماس فريدمان وزميله إيتن برونر والثالث مدير منطقة الشرق الاوسط في مجلة نيوزويك.

كما توقعت, فإن استفسارات واسئلة الصحافيين من نيويورك تايمز تركزت على مصير"النظام الاردني والهاشميين" وهي نفس الفكرة التي بدأت الصحافة الاسرائيلية بترويجها انطلاقا من ثورة تونس واحداث مصر " انظمة عربية اخرى ستسقط ...من هو النظام التالي?... الاردن بعد مصر " وبتوضيح اكثر يقول احد الخبراء الاسرائيليين المدعو ايتمار يخنر ان الاحداث في مصر "تشكل ضائقة استراتيجية لاسرائيل تنعكس في علاقاتها المعقدة مع دول المنطقة" ويشير الى الاردن بقوله" نظام الملك عبدالله الثاني الشكاك الذي يتهم اسرائيل بالجمود ويحذر من الكارثة ويرفض لقاء نتنياهو .." هذه عناوين ومحتويات الصحافة الاسرائيلية التي تعكس قلقا رسميا بعد ان هزتها التحولات الديمقراطية في المنطقة.

لم تخفني صراحة الاسئلة والاستجوابات وبحثها عن اجوبة تصب في خانة "الهواجس او الاماني الاسرائيلية " بتركيزها المباشرعلى ( مصير النظام الهاشمي في الاردن , الى متى يبقى الشعب معهم , لماذا هذه الهالة حولهم ? ماذا عملوا للاردن ? هل تشكل الاحتجاجات الشعبية خطورة على النظام الهاشمي?...), وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرين اشتملا اقتباسات من كلامي الاول كان دقيقا لكن الثاني كان ناقصا( مع انهما من نفس الجلسة) وقد يفهم منه عكس كلامي عن ولاء الاردنيين للهاشميين.

قلت للصحافيين الامريكيين (عبر مترجم) ان من الظلم المقارنة بين الحالة التونسية والمصرية والحالة الاردنية, فالاردنيون لا يطالبون بتغييرالنظام الملكي بل يطالبون باصلاحات سياسية وديمقراطية تعطي للجميع ادوارا من اجل تجديد شرعية النظام وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية.

وشرحت للصحافيين ان احتجاجات الاردنيين تعبيرعن قوى اجتماعية صاعدة, لان الناس خائفون على هويتهم وعلى نظامهم السياسي , ويحاولون هزه من اجل ان يصحو على التغيرات الكبيرة , لان لا احد في الاردن يبحث عن بديل عن النظام النيابي الملكي الوراثي وليس لدى الاردنيين تصور لما بعده.

واوضحت للصحافيين الامريكيين ان الاردنيين يحبون الهاشميين ولا يطلبون غيرهم, لانهم اصحاب شرعية دينية وشرعية تاريخية وشرعية انجاز, والاردنيون مرتبطون بالهاشميين بعقد سياسي بالمحافظة على البلاد والعباد وما داموا ملتزمين بالعقد - وهم ملتزمون - فالشعب الاردني سيبقى معهم.

"واذا بدأت مطالب بتغيير النظام في الاردن? فاجأني السؤال فقلت بوضوح " هذه وصفة لحرب اهلية ", اعتقد انني اوصلت رسالتي لمحدثي بكل وضوح, لكن الاقتباس المنقوص قد يظهر كلامي على غير حقيقته.

العرب اليوم

أضف تعليقك