تسجيل الناخبين.. حملة مخيبة للآمال
اطلقت الحكومة حملة اعلامية مكثفة لتشجيع الشباب والناخبين غير المقيدين على التسجيل في جداول الناخبين مع بدء الفترة المخصصة لذلك حسب القانون, ورمى رئيس الوزراء سمير الرفاعي بثقله في الحملة وقام شخصيا بمرافقة شبان جامعيين الى دائرة الاحوال المدنية لتثبيت الدوائر الانتخابية على بطاقاتهم الشخصية ولتسهيل العملية على الطلاب اوعز الرفاعي بفتح مكاتب مؤقتة للاحوال المدنية في الجامعات ورعى حملة المجلس الاعلى للشباب "صوتك حاسم" الهادفة الى حث الشباب على التسجيل والمشاركة في الانتخابات النيابية.
لكن النتائج جاءت مخيبة بعد اسبوع على فتح باب التسجيل فقد اظهرت الاحصاءات الرسمية ان من بين 750 الف ناخب مستهدف لم يسجل سوى 12 الف مواطن.
المهلة المحددة في القانون لتسجيل الناخبين هي شهر واحد قابلة للتمديد مدة اسبوع واذا استمرت نسبة الاقبال على هذا المنوال فان العدد الكلي للمسجلين لن يزيد على 50 الفا.
حصيلة الاسبوع الاول تؤشر على فشل الخطة الحكومية في اجتذاب الناخبين الجدد, كما اظهرت عدم تجاوب الفعاليات الحزبية والنقابية والشعبية عموما مع دعوات الحكومة للانخراط في حملة التسجيل.
موقف هذه الفعاليات مفهوم فالحكومة لم تشاورها في قانون الانتخاب وتجاهلت اقتراحها فلماذا تطلب منها المساندة في الحملة?! لكن دعونا من المناكفة, ولنتوقف عند دلالات الاقبال الضعيف على التسجيل.
اعتقد ان العزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية يعكس شعورا بعدم جدوى الانتخابات في الاردن, وعدم الثقة بنزاهتها رغم الوعود الرسمية المتتالية. والجانب المأساوي في هذه الصورة ان الاستنكاف يبلغ اعلى مستوياته عند فئة الشباب التي تشكل النسبة الاكبر في المجتمع وتقوم عليها رهانات التغيير والاصلاح.
في الدول الديمقراطية تتولى الهيئات الممثلة للشباب وباقي فئات المجتمع حشد الجمهور للمشاركة في كل مراحل العملية الانتخابية, في الاردن لا توجد لدينا هيئة واحدة تحظى بثقة الشباب كما ان الاحزاب باستثناء الحركة الاسلامية لا تملك القدرة على حشد الناس.
عدم الاقبال على التسجيل يؤشر ايضا على مزاج سلبي عام كان تغييره في متناول اليد قبل فترة, لكننا ضيعنا الفرصة عندما اصرت الحكومة على طبخ قانون الانتخاب في الغرف المغلقة. متجاهلة كل الاقتراحات الهادفة الى اصلاح الحياة النيابية والحزبية في البلاد.
ان الاجراءات والسياسات الحكومية لم تنجح لغاية الان في انتشال الرأي العام الاردني من حالة الانكفاء والسلبية, واجزم ان حملات الاعلام والعلاقات العامة لن تغير الوضع في المستقبل حتى لو طاف الطاقم الحكومي على الناس في بيوتهم.
الحلول سياسية فات الوقت على طرحها. لكن ما يمكن فعله الان هو العمل لتلطيف المناخ العام حتى لا تمتد حالة الاستنكاف على عملية الاقتراع في الانتخابات.
العرب اليوم