تجنيس أبناء الأردنية مرة أخرى

تجنيس أبناء الأردنية مرة أخرى
الرابط المختصر

ما كنت ساعود للكتابة عن هذا الموضوع بعد مقالي الاحد الماضي بعنوان "تجنيس ابناء الاردنيات قضية سياسية وليست حقوقية " لولا الاتهامات الظالمة التي كالتها ضدي حملة "امي اردنية وجنسيتها حق لي" على صفحات "الفيسبوك" دون ان تكلف نفسها بالرد علي في"العرب اليوم".

وللاسف بدل ان تستثمر"الحملة"حقها في الرد من اجل اقناع الرأي العام بمطالبها, لجأت الى اطلاق التهم الجاهزة ب¯ "العنصرية والشوفينة" وعبرت عن موقفها الرافض لاقتراحي بمنح ابناء الاردنيات حقوقا مدنية واعتبرته "مرفوضا جملة وتفصيلا كون مقاربته لم تتم من منطق حقوقي انساني بل من منطلق عنصري".

وهذا الموقف بحد ذاته يؤكد المخاوف التي طرحتها حول الهوية الوطنية والخدمة المجانية التي يقدمها "التجنيس" للاحتلال الاسرائيلي وحل مشاكله على حساب الاردن ارضا وشعبا, وهو امر لا يجعلنا الا النظر"بريبة" الى هذه الحملة واهدافها ومن يقف خلفها في هذا الوقت بالذات.

لقد حصل مقالي المذكور على نسبة عالية من القراءة والاهتمام والتعليق في "العرب اليوم" وحصل على تقويم عال (3.5 من 5) مما يدلل على حجم المؤيدين للافكار التي طرحتها .

وهنا لا بد من العودة وتأكيد ما قلت في مقالي من ان مطالبات بعض الاردنيات المتزوجات من غير الاردنيين هو كلام قانوني جميل لكنه قضية سياسية ليست مرتبطة بالموقف من حقوق المرأة الاردنية, بقدر ما هو يشكل حساسية نابعة من كون اغلبية النساء المطالبات بجنسية لابنائهن متزوجات من مواطنين فلسطينيين واغلبهم يحملون صفة اللاجىء وهذه الاشكالية الكبرى ولدت من هاجسين رئيسيين: الاول ان منح الجنسية لابناء الفلسطيني هو خدمة مجانية للاحتلال الاسرائيلي واعتداء على حق العودة المقدس الذي نطالب به واعطاء ابناء الفلسطيني للجنسية الاردنية تفريغ للارض المحتلة من اهلها وهي رسالة سيئة للعالم بان الاردن يقبل بفكرة الوطن البديل وينفذها على الارض وليس هناك مصلحة للاردن او فلسطين المحتلة.

والهاجس الثاني داخلي, لان منح الجنسية يفتح بابا واسعا للعبث بهوية الدولة الاردنية واخلال في التوازن الديمغرافي الذي هو اهم عناصر الامن والسلامة الوطنية.

من جملة الردود التي تلقيتها رسالة الالكترونية من شاب مهذب قال فيها "انا مصري وامي اردنية وزوجتي اردنية وعمري 31 عاما , اعمل بوظيفة رسام في احد المشاريع العقارية الكبيرة, الكلام الي حكيته احنا صار النا سنين منحكيه بدنا حقوق مدنية للمساعدة في العيش ما بدنا اكثر من هيك".

هذا هو روح العقل والمنطق, فاذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع , فالهدف من تجنيس ابناء الاردنيات هو تسهيل الحياة اليومية بمعنى الحصول على حقوق مدنية اما الاختباء وراء حقوق المرأة والمواثيق الدولية, فانه مدخل مريب لن يقنع احدا. فهل وصلت الرسالة ?

العرب اليوم