انتخابات شبلي حداد!

انتخابات شبلي حداد!
الرابط المختصر

لم يحظ مرشح فردي أو قائمة وطنية بما حظي به شبلي حداد من دلال ودعاية مجانية في جميع وسائل الإعلام؛ السمعية والبصرية والمقروءة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب".

كان شبلي بحق نجم الانتخابات النيابية. وحين يعود الباحثون في المستقبل لدراسة التجربة الحالية، فلن يجدوا أفضل من ظاهرة شبلي حداد لتقييم العملية الانتخابية، لا بل وتجربة التحول الديمقراطي الأردني في زمن الربيع العربي!كيف سيكون حال الحملة الانتخابية لو لم يترشح شبلي حداد؟ وما الذي سيتداوله الناس في دواوينهم من حديث في الانتخابات غير "قفشات" حداد وشعاراته وصوره؟ وهل هناك وسيلة أجدى من مقاطع الفيديو الخاصة به، والمتداولة على نطاق واسع، لحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات؟!بالنسبة لقطاع واسع من الناخبين، بدت الحملة الانتخابية مملة وفقيرة؛ الوجوه نفسها، والشعارات مكررة في كل انتخابات، والقوائم من كثرتها فقدت بريقها.

دخول شبلي حداد معركة الانتخابات أضفى عليها طابعا خاصا، وجعل منها حدثا مشوقا يستحق المتابعة. الرجل كان منذ اللحظة الأولى لترشحه "غريبا" في شعاراته ومظهره، فشد اهتمام المتابعين؛ سواء كانوا مشاركين أو مقاطعين للانتخابات. وبذلك يكون حداد حقق ما عجز عنه الآخرون.

بدون شبلي ستكون الانتخابات عملية مجردة من الإثارة، بعد أن انحسر التنافس فيها على شراء الأصوات، وتجميع البطاقات، وإقامة الولائم. شبلي لم يشتر صوتا واحدا، وهو في الأصل لا يملك المال لفعل ذلك، ولا يملك مقرا انتخابيا ليقدم فيه المناسف؛ يكتفي بإطلالة إعلامية كل يوم تقريبا يتلقفها الجمهور باهتمام قل نظيره، لما تتضمنه من مواقف كوميدية مشوقة، نافست مسرحيات عادل إمام التي اعتاد الأردنيون على متابعتها كلما حلت عاصفة ثلجية على البلاد.وفي غمرة الاهتمام بالمرشح صاحب شعار "هذا الشبل من ذاك الأسد"، وبصورته وهو يرفع الأثقال، صرف كثير من الناخبين أنظارهم عن أخبار وأنشطة قوى المقاطعة؛ فمن يجرؤ على مقاطعة الانتخابات بوجود مرشح مثل "هذا الشبل"؟!إن وجود مثل هذه الظواهر الانتخابية يفوق في تأثيره على الجمهور مهرجان يوم الجمعة المقبل الذي تنوي أحزاب وحركات شعبية تنظيمه دعما لمقاطعة الانتخابات.

وأفضال شبلي على العملية الانتخابية لا تتوقف عند هذا الحد؛ فللمرة الأولى تبدي وسائل إعلام عربية وعالمية اهتماما مبكرا بالانتخابات الأردنية. صحف عالمية، ووكالات أنباء، اتخذت من ظاهرة شبلي مدخلا لتسليط الضوء على التجربة الانتخابية.لقد جعل شبلي من الانتخابات النيابية حدثا عالميا فريدا ومسليا لملايين البشر حول العالم، الذين ملوا من الممارسة الوقورة للديمقراطية وتداول السلطة.لولا شبلي حداد، لكانت الانتخابات المقبلة مهزلة بحق.

شبلي تدخّل مشكورا لينقذ سمعة الانتخابات من الفشل. ومثل غيري من ملايين الأردنيين، أتمنى أن أرى شبلي حداد تحت قبة البرلمان، كي تعود الهيبة لمجلس النواب!

 الغد