الامس جرت الانتخابات النيابية المنتظرة التي سماها البعض بالعرس الوطني وسماها البعض بغير ذلك, ولكل رأيه وقناعاته الخاصة, ولان التعليق على نتائج الانتخابات وتحليلها بشكل متكامل غير ممكن بسبب تأخر ظهور بعض النتائج فانني اتساوى بذلك كوني موجودا خارج البلاد مع كافة من سيتناولون النتائج بالتحليل والتعليق, ولكن ذلك بطبيعة الحال لا يمنع من محاولة التحليل الاولي والتنبؤ بالاستناد الى جملة من القضايا والمتغيرات الموجودة ومنها بطبيعة الحال حجم الانفاق المالي الذي تم من خلال بعض المرشحين والاشكال المختلفة لمحاولات استقطاب الناخبين خاصة خلال الايام الاخيرة وكذلك تأثير تقسيم الدوائر الانتخابية الجديد الى دوائر فرعية ودوائر وهمية الامر الذي سيؤدي قطعا الى فوز بعض من لا يستحقون على حساب من يستحقون وفوز البعض في دوائر معينة بحجم من الاصوات لا يضعهم في ذيل قائمة الناجحين في دوائر اخرى.
تأثير المال السياسي الذي تَغَنت الحكومة بانها استطاعت القضاء على دوره او انه سيكون محدودا في هذه الانتخابات لم يظهر بشكله الكامل لكن من الواضح ان هذا الدور كان قد بدأ يتبلور في الايام الاخيرة, واذا كان صحيحا ذلك الذي كان يجري الحديث عنه في بعض الدوائر بان سعر الصوت الواحد وصل الى مبلغ معين, وان امكانية تصويت اشخاص بدل اخرين واردة او حتى تلك الحظة كانت اقاويل قد تثبتها ايام ما بعد اعلان النتائج فان كثيرا من الممارسات التي تميزت بها الانتخابات الماضية ربما تكون قد تكررت ولكن باشكال جديدة ومبتكرة ومختلفة الامر الذي يؤدي الى نفس النتائج ولكن ربما بقدر اقل.
النتيجة الاكيدة التي لن يكون هنالك من خلاف عليها مهما جرى خلال عملية الانتخابات والفرز وما تبعهما ان المجلس الجديد لن يختلف في تركيبته الاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير عن المجلس السابق فهو سيضم اولا واخيرا اغلبية من اصحاب المصالح والتجار والمستثمرين الذين سيدافعون داخل المجلس حتما عن مصالحهم بغض النظر عن الشعارات التي رفعت والتي خلت بغالبيتها من المضمون السياسي والسياسي الموضوعي القابل للتحقيق, حيث تميزت هذه الشعارات بالاتجاه العام بانها شعارات فارغة بلا مضمون وتتحدث بالعموميات التي لا خلاف عليها, واضافة لهؤلاء فان المجلس سيضم بطبيعة الحال كوكبة من ممثلي العشائر الذين اوصلتهم اصوات عشائرهم الى داخل المجلس والذين سيتفانون في ترسيخ مفهوم نائب الخدمات لانهم لا يستطيعون ان يكونوا الا كذلك.
span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span