الوجه "الخضاري" للأردن
(1)
من بين أصناف الخضار في البلد, ربما كان الخيار أوفر حظاً من غيره, على الأقل لأن الموقف منه سواء لجهة منع أو استئناف تصديره كان "خَياراً" حكومياً مستقلاً تم اتخاذه بمحض إرادة الحكومة. إن المتتبع للنقاش الكبير الرسمي والأهلي حول الخيار قد يستنتج أننا من الشعوب آكلة الخيار... "بلا قافية".
(2)
الخس أيضاً عانى من مشكلة, لكنه لم يحظ باهتمام مماثل. ربما يعود الأمر إلى تطبيقات القول الشائع: "والباقي كله خس". لقد جاء الوقت الذي ينبغي أن نشكك فيه بأن كلمة "خس" الواردة في هذا القول تعني نبات الخس, وربما يتعلق الأمر بالفعل (خَسّ) أي نقص, لأن نبات الخس لا يصنف ضمن مفهوم "الباقي" الذي لا قيمة له. وفي أسواق الخضار ينادي الباعة على الخس بعبارة "خسة وَزّة.. خسة وَزّة".
(3)
غير أن المشكلة الكبرى التي لم تنل أي اهتمام تتعلق بكل ما يباع ب¯"الضمة" مثل النعناع والبقدونس والكزبرة, إن مواصفات الضمة تتغير من فصل إلى آخر, والآن هناك ضُمم نحيلة جداً لا تمكنك من الثقة بأنك استجبت بشكل منطقي لمطلب: "هاتلك ضمة بقدونس" مثلاً.
(4)
الفجل يستعيد اعتباره في الأسواق, وستكون كارثة إذا أصبحت كل السلع "بسعر الفجل".