النواب وموسم الثقة .. أمنيات

النواب وموسم الثقة .. أمنيات
الرابط المختصر

اكتب إلى السادة أعضاء مجلس النواب ونحن نمر بمرحلة الاستماع وليس الاستمتاع بمناقشتكم لبيان حكومة القاضي عون الخصاونة بصفتي مواطناً يرغب بايصال فكرته إلى أعضاء مجلس النواب الذين لم نعد نراهم إلا على شاشة التلفاز أو في المناسبات القليلة فلا يتواصلون معنا ولا يرجعون إلى قواعدهم إلا ما ندر في حالة شاذة على حد علمي قام بها النائب عبد الله النسور.

ارجعوا إلى قواعدكم لمعرفة ما نريد تجاه بيان الثقة قبل أن تبدأوا خطاباتكم وكأن لديكم معرفة بما نريد; فالأساس في الديمقراطية التمثيلية أنكم تمثلون آراءنا وليس آراءكم وتنقلون تصوراتنا لا تصوراتكم وهمومنا وليس همومكم إذن أنتم مسؤولون فقط لإيصال ما نريد وبالتالي تكونون قد قدمتم خدمة للوطن.

نحن لا ننسى أننا أخذنا منكم المال القليل مقابل منحكم أصواتنا في مرحلة تاريخية سبقت الربيع العربي وكنا وما زلنا في ضائقة مالية وجوع عندما أكلنا من مناسفكم على لحومنا التي ندفع فيها الثمن. نعرف أن بعضا منكم استغل ضعفنا واستغل مشاعرنا في مرحلة ما قبل الحياة المدنية وعزفتم لنا معزوفات عن الوطن وعن الحقوق وعن غيرنا وصدقنا لكننا لمن نكن أولوية بالنسبة لكم...كنا مطية لوصولكم إلى عمان وحصولكم على الألقاب والدعوات وكنا نفكر أننا أرسلنا الأفضل إلى مركز صنع القرار ليدافع عنا.

قبل إعطائكم قرار حجب الثقة أو الامتناع أو المنح فكروا بنا... فكروا بالوطن... لا تفكروا بأنفسكم. قد يكون لديكم ردود فعل على منحكم أحد الحكومات ثقات ذهبية وغيرها من المسببات الشخصية, لكن نرجو في هذه المرحلة أن تكون ثقة لبرنامج وطن أكثر من برنامج حكومة. طبعا النظام الداخلي الذي لا تدون فيه آراؤكم وقراراتكم يعمل لصالحكم لكن سنسجل كل قرار تقومون به وسنحاسبكم يوم الحساب ...وهو غير بعيد كما تعلمون.

لا تمارسوا معنا ثنائيات مللنا منها تقولوا لنا شيئا وتفعلوا شيئا آخر. تنتقدون الحكومة أمامنا وتطلبون منها طلبات شخصية من دون علمنا. لا تضطروا كما تفعلون دائما إلى انتقاء الكلمات وزيادة حدة اللهجات وتسليم الطلبات إلى أمانة المجلس لأن الوقت لا يتسع لعرض التحديات.

أن لم يتسع الوقت لمطالبنا فما جدوى وجودكم ووجود الحكومة? أمامكم فرصة ذهبية ونحن نعرف أنكم اكتسبتم الخبرات في التحقيق في قضايا الفساد في أكثر من عشر قضايا لم تصلوا فيها إلى نتيجة ولم نر أياً يذهب إلى السجن أو مالاً عاما يعود إلى الخزينة.

لاحظوا أهمية الاستقرار في التشريعات في كل همومنا, فهل سهلتم علينا الحياة على الأقل باستقرارها? لا تكونوا مطية لحكومات ولعابري الطريق من أجل مصالحهم الشخصية ومصالحكم كما هو الحال في بلدنا. لا نريد استحداث جامعات أو مستشفيات أو مؤسسات... نريد فقط تحسين الخدمات.

مجرد أمنيات لمن أرسلناهم إلى عمان لتمثيل مطالبنا أن يحاكموا الحكومات من أجلنا, فهل النواب على قدر المسؤولية الوطنية للعب دور مهم في اغتنام الفرصة الذهبية والمرحلة الانتقالية ليقدموا شيئا جديدا وابتكاريا وإبداعيا; فمشكلاتنا هي نفس المشكلات والخطابات هي نفس الخطابات والبيانات هي نفس البيانات وها نحن نبقى في نفس المرتبات ونفس التحديات ويضيع الوقت على تغيير التشريعات والمناقشات والحوارات...

إن الحاجة ملحة لمجلس يملك زمام الأمور وأول ما يمكن أن يقوم به هو تغيير الخطاب التقليدي إلى خطاب يعبر عن قدرة فائقة في الابتكار والإبداع, فهل نحن نطلب الكثير? نرجو أن لا نكون بين فكي حكومات ومجالس نواب اتفقوا علينا ولا احد منهم يرحمنا? ولا نصل إلى مرحلة أكبر من القهر الذي وصلنا إليه حسب تعبير رئيس مجلس النواب في أول مقابلة تلفزيونية معه.

لا نريد نظريات ولا تبريرات ولا تخويفات لا من الوضع الإقليمي ولا الدولي... لأنها أصبحت من الثوابت... نريد أن تكونوا أنتم... نحن الشعب... مع أطيب التحيات.

العرب اليوم

أضف تعليقك