الموت صوما!

الموت صوما!
الرابط المختصر

رمضان هذا العام مختلف عن أي رمضان مضى ، ربما لعقد أو عقدين مضيا ، فلم نعهد أن يموت الناس جراء الصيام ، سواء كان موتا إكلينيكيا أو سريريا ، أو موتا مجازيا غما وهما وكمدا،.

أما الموت كما نعرفه ، فقد لحق بخمسة عشر مواطنا في الكرك ، وهذا خبر مدهش وغريب وسمعته فقط من إذاعة محلية ، ولم ينشره أحد غيرها ، وهو مسند لرئيس الطب الشرعي لإقليم الجنوب د. أعوض الطراونة الذي أكد وقوع 14 حالة وفاة في محافظة الكرك خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان المبارك ، وهو أمر نادر ولافت للنظر كونه المرة الأولى الذي يحدث بهذه الصورة ، في إيضاح الخبر يقول الدكتور أعوض بان جميع حالات الوفيات الأربع عشرة وقعت أثناء النهار ولأشخاص تتراوح أعمارهم بين سن الستين والثمانين عاما ، مبينا في ذات الوقت بأنه تمت مناقشة هذه القضية مع أطباء الباطنية في مستشفى الكرك حيث جاءت وجهات النظر الطبية حول أسباب الوفاة متطابقة وتقول أن موجة الحر التي مرت بها المملكة كانت السبب في وقوع النسبة العظمى من تلك الوفيات،.

هذا أمر جديد علينا ، ويبدو أن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة فاقم من وضع الضحايا ، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة كالضغط والسكري،.

وعلى سيرة الضغط والسكري ، فإن من يتابع مسلسلات رمضان سيصاب بالتأكيد بواحد من هذه الأمراض ، رغم أنه غير مضطر طبعا لهذه المتابعة ، ولكن من باب الضرورة يضطر الصحفي أو الكاتب إلى رؤية طبيعة السلعة التي تطرحها الفضائيات للاستهلاك في هذا الشهر ، فيصاب بالدهشة لحجم جرأة البعض على الأخلاق والقيم وحتى الثوابت الإسلامية ، ثمة مثلا مسلسلات تاريخية عدة ، يتجرأ بعضها على تقمص أدوار بعض كرام الصحابة ، ويقوم بهذه الأدوار ممثلون رقعاء لا يساوي الواحد منهم أظفر الصحابي الذي يقومون بدوره ، بل ربما تجرأ البعض وتقمص دور بعض كبار الصحابة والخلفاء الراشدين ، وهو أمر فيه إساءة لمشاعرنا كمسلمين ، إذ أين هو الرجل الذي يستطيع أن يرتقي لمستوى عمر أو أبي بكر أو عثمان أو علي ، رضوان الله عليهم جميعا ، وكيف لممثل قد لا يحافظ على الحد الأدنى من الالتزام أن يتقمص دور خليفة عظيم وزعيم أمة كعمر؟.

الأمر لا يقف عند حد المسلسلات التاريخية ، فهناك مسلسلات بالفعل ضربت درجة عالية من الهبوط والإسفاف ، ولا تخلو من إيحاءات شهوانية وجنسية مكثفة طيلة مدة عرض أي حلقة ، فإذا أضفنا هذه المشاعر التي تنتابنا جراء القيء الذي يقذفه التلفزيون في وجوهنا ، إلى المشاعر المتولدة من شح المياه والحر الشديد وانقطاع الكهرباء وخراب ما يحتويه الفريزر من أكل شحيح أصلا ، سنخرج بنتيجة مفادها أن رمضان هذا العام فعلا أنه صعب جدا،

الدستور

أضف تعليقك