المعلمون: حركة بمواجهة تفتيت المجتمع

المعلمون: حركة بمواجهة تفتيت المجتمع

خلال الأسابيع الماضية الواقعة بين الاعتصامات الأولى للمعلمين وبين استئنافها مطلع هذا الأسبوع, مورست حملة تكاد تكون منظمة للتثبيط وكسر الإرادة وبث الفرقة وتأليب فريق ضد آخر, وسبقتها حملة تشكيك بالدوافع والأهداف الحقيقية, وتخللتها حملة ترغيب ووعود تشبه الرشاوى بهدف تصغير مطالب المعلمين واقتصارها على العلاوة وهي أمر مهم وحق طبيعي لا يتطلب الشكر والامتنان. وقد شارك بهذه الحملات طيف واسع شمل جهات إعلامية وحكومية وأهلية "متطوعة" بعضها ينتمي إلى المعارضة الحزبية والنقابية التي رأت في تحرك المعلمين خروجاً عن "المسطرة" المرسومة سلفاً.

مع ذلك يبدو اليوم أن المعلمين خلال تجربتهم القصيرة والأولى في حياتهم قد راكموا خبرة تكفي للاستمرار في تحرك نقابي نقي وأصيل ينضج يوماً بعد يوم. لقد تجاوزوا حتى قصة الجنوب والشمال التي جرى اللعب بها ميدانياً, وهم اليوم جسم وطني واجتماعي متناغم.

يوم أمس جرت محاولة إضعاف للاعتصام أمام رئاسة الوزراء من خلال أسلوب تنقصه الشجاعة, ففي حين تعامل جهاز الأمن باحترام وحيادية مع المعتصمين أمام الرئاسة, جرى بالمقابل إيقاف ومنع عدد من الحافلات التي كانت تنقل المعلمين من مدن الشمال والجنوب, وقد جرى الايقاف بحجج مختلفة من دون إفصاح عن السبب الحقيقي, فلم تكن المهمة قمع الاعتصام بل إضعافه.

المعركة النقابية بين الطرفين (المعلمين والحكومة) واضحة جداً اليوم, وهما من سيحدد نتائجها النهائية, وربما تجد الحكومة في العطلة المدرسية فرصة للقمع المتأني المدروس وغير الخاضع لسلاح الاعتصام.

وبانتظار الفترة القادمة, أرجو الالتفات عنصر مهم آخر: ففي خضم موجة التفتيت المتواصلة للمجتمع الأردني من خلال العنف حيناً وقوانين الانتخاب حيناً آخر, فإن حركة المعلمين تشكل اختراقاً توحيدياً للمجتمع وللشعب, ولهذا على الأقل علينا أن نكون ممتنين لهم.0

[email protected]

العرب اليوم

أضف تعليقك