المسجد الاقصى ام المتنزه العام

المسجد الاقصى ام المتنزه العام
الرابط المختصر

توجه الالاف من المصلين من سكان القدس ومن عرب الداخل الى المسجد الاقصى لاداء صلاة التروايح في تظاهرة دينية اجتماعية ، يمتاز بها هذا الشهر الفضيل، في اجواء تخص القدس فقط ولا مثيل لهذه الاجواء في اي من المدن الاخرى، فما ان ينهى المصلي الصلاة ويبدء بالخروج من باب حطة ( ذلك الحي المميز في البلدة القديمة مميز بالبشر الذي يسكنه ) حتى يجب الشباب بانتظاره يستقبل بالقهوة حيث ندرت بعض العائلات تقديم القهوة طيلة شهر رمضان المبارك لجميع المصلين وحتى في ايام الجمع بقية ايام العام .! بينما تقدم عائلة اخرى كوؤس الماء الباردة

ولكن رغم هذه الاجواء الاحتفالية الرائعة الان ان هناك من ينغص هذه الفرحة فاللاسف في المسجد الاقصى الكثير من المظاهر السلبية التي تفقد المصلي الخشوع المطلوب في الصلاة وهو بين يدي الله ، خاصة ان البعض (وهم كثير) يقوم بذلك المسجد الاقصى فقط في شهر رمضان ( اي ان زيارته سنوية ) وبالتالى فان هذه الحفنة من الخشوع يحتاجها على امل ان يغفر له الله تقصيره تجاه هذه المكان المميز والذي هو قطعة من الجنة..!

ما علينا

المهم، ان هذه المظاهر السلبية قسم كبير منها يمكن تلافيه اذا ما بذلت الاوقاف الاسلامية قليلا من الجهد لوقف هذه المظاهر التي حولت المسجد الاقصى الى متنزة عام، فهذه السيدة تقوم بغير حفاطات طفلها في زاوية من زوايا الاقصى ، وتلك السيدة ترضع طفلها، بينما تجمع الاولاد للعب بين المصلين في حين ان مجموعة اخرى من الفتية قررت ان تغنى في نفس الوقت الذي كان فيه الامام يقراء القران لدرحة ان المصلين لم يسمعوا اي شئ من الامام ( فالسماعات تعانى من حالة عدم وضوع في بعض الاماكن بالمسجد ) وبدل ذلك اضطروا الى الاستماع الى اغنية الفتية ..!! في مكان اخر تجد ان كل اثنين او ثلاثة اشخاص قرروا ان يصلوا لوحدهم وكان المسجد لهم فقط ، مما يخلق نوعا من الفوضى العارمة وصفوف مصلين متعرجة ومموجه وتائه متنشرة هنا وهناك ، كل هذه الاشياء شاهدتها في اللية الثانية من ليالى رمضان ووفقا لخبرات سابقة من سنوات ماضية فان الوضع سوف يزداد سوء كلما تقدمت الايام في الشهر الفضيل، لدرجة ان المسجد سوف يتحول قريبا الى ما يشبه المخيم الصيفي وليس الى مكان عبادة مميز يجب احترامه بكل ما في الكلمة من معنى، فانت تذهب اليه من اجل التعبد وليس من اجل طق الحتك او من اجل القيام بشطحه او كما يسميها الشوام سيران ، او من اجل التخيم!

كل هذه الظواهر السلبية يجب ان تختفى وهي يتطلب من الاوقاف الاسلامية ان تاخذ موقفا حازما قبل ان يتحول المسجد الاقصى الى المنتزة القومي للقدس، وذلك من خلال توفير المتطوعين ( وهناك الكثير من الجهات المحلية ومن الاشخاص المستعدين للتطوع من اجل التوعية) يقومون بالانتشار في بعض الامكان وخاصة في الساحة الشرقية من المسجد لارشاد المصلين وتوعيتهم بما يجب ان يكون عليه التصرف اللازم في هذا المكان المقدس ، ان يحاولوا التخفيف من حال التشتت الذي يعانى منه المصلين هناك ، فهذا المصلى لا يستطيع ان يركز لثانية واحدة في الصلاة ، لكثرة المسببات بذلك ..!! كما يجب على الاوقاف ان تعمق دورها في المجتمع المحلي بدل الاكتفاء بالقيام بدور الحراسة وادارة الامور اليومية للمسجد وهذا المهمة عظيمة وتحتاج الى همم عالية، وهم مشكور على ذلك وثوابهم عن اللله عظيم ، ولكن دور الاوقاف التوعوي في المجمتع بالغ الاهمية، ونتائجه سوف تنعكس اييجابيا على طريقة تصرف الزائرين الى المسجد واحترامهم لهذا المكان،هذا الاحترام الذي يبدو انه اخر هم الكثيرين ..!

كما ان الطرف الاخر في هذه المعادلة هي العائلة والتربية ، فعلى كل مصلي ان يربى اطفاله على التصرف باحترام اثناء تواجدهم في المسجد الاقصى، بدل ان يقول لهم الان اذهبوا والعبوا حتى اصلى ، فلا هو يصلى ولا يترك البشر يصلون بسب لعب اولاده ، بل ان البعض يصر ان يحضر العائلة بكاملة حتى المقمط بالسرير الى المسجد وكانهم في شحطة، بدون ان يعرفوا بان هذا المكان بحاجة الى تصرف يختلف عن التصرف اثناء الذهاب الى شاطئ بحر يافا ..!!

والحديث الرمضاني المقدسي له بقية