الغاز لاسرائيل وليس للاردن
قبل ايام اثارني خبر نشر في معظم وكالات الانباء العربية والدولية حول قرار السلطات المصرية اعادة فتح ملف الغاز المصدر الى الاردن واسرائيل، ولكن الاكثر اثارة هو ان الخبر كان يركز اكثر على الاردن واصرار الجهات المصرية الا يتم احترام الاتفاق بينهما والذي ينتهي عام 2016 وان يتم فوراً رفع سعر الغاز المصدر للأردن.
وهنا نحن لا نعترض على حق مصر في اعادة فتح الملفات ولكن ما اثار الانتباه هو انه في بحث سريع وبسيط عبر وكالات الانباء والمواقع الاخبارية العربية، نجد ان مصر قررت البدء بالاردن وعدم الاقتراب من اسرائيل وهي سبب الضجة الكبيرة في مصر، وليس الاردن ذلك البلد العربي الشقيق الذي يحتاج الى كل دعم من الدول العربية وان يكون له مكانة التفضيل على الدول الاخرى، ومن المعروف ان الاردن يستورد 6.8 مليون متر مكعب من الغاز المصري يوميا، والذي يغطي 80 بالمئة من احتياجات محطات الكهرباء في المملكة، بينما يغطى الغاز المصري المصدر ما نسبته 40 % من الاحتياجات الاسرائيلية وخاصة الكهرباء
المهم، ان ما توصلنا اليه من خلال جمع المعلومات ان مصر بدأت بالاضعف وتخشى الاقتراب من اسرائيل القوية التي اوصلت رسالة واضحة بكيفية تاثير ذلك على مصر اولا، واليكم بعض ما تم جمعه؛ حيث قالت مصادر رسمية إن الحكومة المصرية رفضت تجديد عقد توريد الغاز للأردن حسب الاتفاقيات المبرمة ما بين البلدين وحسب الأسعار المتفق عليها سابقاً , وقد أبلغت حكومة الثورة المصرية (حازمة جدا مع الشقيق) الأردن بأنها لن تجدد عقد توريد الغاز على الأسعار القديمة وأنها تريد رفع الأسعار وإلا لن تجدد العقد مع الأردن.
يذكر أن حكومة الثورة المصرية وحال استلامها سدة الحكم في مصر قد صرحت بأنها ستعيد النظر بكافة الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل وعلى رأسها اتفاقيات الغاز , إلا أن حكومة الثورة المصرية الحالية سرعان ما أعربت عن احترامها لكافة الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني.
اليس هذا مثيراً للاستغراب خاصة وانه بعد الكشف عن زيارة سرية قام بها عاموس غلعاد رجل المهمات السرية الى القاهرة حتى تم استئناف ضخ الغاز الى اسرائيل بهدوء مصري وضجة اسرائيلية كالعادة. وهنا ننقل ما قاله الملحق الاقتصادية لصحيفة يديعوت احرنوت ' إنّ التقديرات تشير إلى أن خسائر الشركة المصرية من وقف إمداد إسرائيل بالغاز تقدر بحوالى 70 مليون دولار.
وكان غابي بار المدير في وزارة الصناعة والتجارة قد أكد على أنَّ المصانع المصرية التي تستخدم منتجات إسرائيليّة بموجب اتفاق تجارة برعاية أمريكية ( العصا الاسرائيلية ) استأنفت العمل إثر تعطيلات جراء الاحتجاجات الأخيرة، وتخللها فرض حظر تجول واضرابات عمالية واغلاقات للبنوك والموانئ، كما يعمل معبر الحدود في طابا والمعابر التجارية بين الجانبين كالمعتاد.
دراسة جديدة صادرة عن مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا اكدت انّ العلاقات بين مصر وإسرائيل تشهد توتراً في ظل الأحداث الأخيرة في مصر. لكن دراسة المصالح الاقتصادية المصرية التي لها صلة بالعلاقات مع إسرائيل تدفعنا إلى خلاصة فحواها أن الحفاظ على استقرار العلاقات مع إسرائيل أمر حيوي بالنسبة إلى الاستقرار الاقتصادي في مصر( التهديد المباشر )، وإلى استقرار النظام الجديد الذي سينشأ هناك بغض النظر عن طبيعته. وتؤثر العلاقات المستقرة مع إسرائيل تأثيراً مباشراً وغير مباشر في قطاعات أساسية في الاقتصاد المصري، وفي المصالح البالغة الأهمية المتصلة بالعلاقات الاقتصادية الخارجية المصرية.
وبعد هذا العرض ألا يستحق الانسان ان يسأل سؤالاً بسيطاً مفاده: هل تنتهى الزوبعه المصرية في وسائل الاعلام عن الغاز الطبيعي المصدر الى اسرائيل بأبخس الاسعار بكبش فداء عربي هو الاردن، هل هذه هي من مبادئ الثورة المصرية، ام انها الضغوط الامريكية الاسرائيلية والاوروبية التي لا تستطيع اية قيادة مصرية حتى لو كانت ثورجية ان تصمد امامها....ان من حق كل مواطن عربي ان يوجه هذا السؤال الى القيادة المصرية، خاصة وانه كان من المتوقع ان يكون التفضيل في صفقة الغاز الى الاردن وليس الى اسرائيل، هذا التوقع والامل.ولكن يبدو ان الشعار في تخدير الشعوب شئ وما يجرى خلف الابواب هو شئ اخر.