الرصاصة وصلت

الرصاصة وصلت
الرابط المختصر

لمسيرات والاعتصامات في الأردن لا تحصى، تلك التي اندلعت لمطالب داخلية أو خارجية، ونجحت الدولة وبجدارة في تبريدها.

لقد سجل التاريخ المعاصر مئات من المسيرات في السنوات القليلة الماضية والتي تمكنت الدولة من احتوائها.

ولكن السؤال الذي لا اعتقد أن أيا من مسؤولي الحكومات المتعاقبة طرحه على نفسه هو: هل المسيرات والاعتصامات بالمملكة في ازدياد منذ سنوات أم في تناقص؟ هل تتخذ منحى تصاعديا أم تنازليا؟

إذا كانت هذه المسيرات تتخذ في حركتها منحى تنازليا، فإن على جميع الأردنيين الاعتراف بأن الحكومات المتعاقبة سجلت نجاحات غير مسبوقة في تهدئة الناس ومطالبهم.

ولكن، إذا كانت هذه المسيرات والفعاليات تتخذ منحى تصاعديا سنة بعد أخرى، فإن على المعنيين التوقف والاعتراف بأن جميع الإجراءات التي اتخذوها قبيل وبعد المسيرات باتخاذ أشكال من المعالجات تبدو حلولا شكلا فقط، قد فشلت، وقد آن الأوان للتعامل معها بصورة تحترم عقول البشر.

أيها السادة:

إن المقامرة بمستقبل الدولة خيانة، فحياة الناس ومستقبلهم ليست ضربا من التجريب أو حتى العناد.

السؤال الآخر الذي اعتقد، مرة أخرى، أنه لم يدر في فكر أي من المسؤولين هو: هل العوامل الناظمة للحراك الشعبي والدافعة لها في تكاثر أم في تناقص.

نعلم جميعا أننا أمام جبال من المحفزات. الفساد المتعاظم، والفقر الذي تحول إلى جوع، والبطالة التي تحولت إلى ذل، والمناصب التي باتت تورث كما بات يورث الفقر.

هل هناك مزيد من المحفزات؟ نعم هناك ويكيليكس قارعة طبول كتائب الثورات العربية؟ ومن خلفها حمل ثقيل من الفيسبوك والتويتر والغوغل، وغيرها كثير.

وهناك قناة الجزيرة التي باتت تعرف نفسها، وهي كذلك، بأنها تلفزيون الواقع الإخباري، الراعية الذهبي للثورات الشعبية.

أيها السادة:

إن التاريخ العربي يكتب نفسه اليوم في المنطقة العربية، ولا أظن إلا وقد جاء "أمر الله" بعد محطات من الخذلان.

نعم.. إن البوعزيزي قد أطلق الرصاصة الأولى لثورة الشعوب العربية، وقد وصلت الى من يهمه الامر، ولكن ما كانت هذه الشعوب لتحفل بالرصاصة ومطلقها لو لم تجتمع أسباب جعلت الأذن الشابة أكثر من صاغية.

خاص بعمان نت

أضف تعليقك