الحكومات ارتكبت الخطايا لكن من يوقف الكارثة ?

الحكومات ارتكبت الخطايا لكن من يوقف الكارثة ?
الرابط المختصر

لم يعد هناك مجال للشك بان الحكومة ذاهبة الى استصدار قرارات صعبة بعض الشيء لانها ستمس جيوب الاردنيين بغض النظر عن تبريراتها بانها موجهة الى الشرائح جيدة الدخل, وهو إقرار غير حقيقي لان اي رفع للاسعار سيتأثر به الفقير قبل الغني لان كل شخص سيدفع حسب طاقته.
لنعترف ان السياسات القديمة اوصلتنا الى ما نحن عليه من فساد واستبداد وغياب للعدالة والشفافية, والاساليب القديمة لم تعد مجدية او حتى مقنعة لاحد, فوجه الاقليم تغير سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا, واصبح المواطن هو من يقرر مصيره, لم يعد بمقدوره انتظار الجماعة, وبات يقول كلمته مباشرة في الشارع ولا ينتظر نصب الطاولة او دخول البرلمان او حتى التعبير عن رأيه في وسائل الاعلام.
نعم الحكومات ارتكبت الخطايا لكن من يوقف الكارثة ? هل يوقفها الصمت ام يوقفها التغاضي عنها واخفاء الرؤوس ?
لا شيء افضل من مواجهة الحقيقة حتى لو كانت مرة وصعبة, فالوقت لا يمكن ان يكون طبيبا ماهرا, وترك المريض في عهدته يعني وفاته, وليس شفاءه, والمخاض صعب ومؤلم لكن الولادة لا تتم بدونه وحتما لا يمكن تأجيله اذا حان اوانه.
وهنا تأتي ما تسمى لحظة مواجهة الحقيقة واتخاذ القرارات الصعبة التي لا تحتمل التأجيل, لانها توقف النزيف وقد تنقذ المريض, وهي لحظة للاسف اجلناها مرارا وتكرا, هروبا او تسويفا دون الالتفات الى حالة المريض ومستقبله, الى ان وصلت الحالة الى اسوأ اوضاعها, فاما انقاذ المريض او اعلان وفاته.
والقرارات الصعبة تأتي في اللحظات الحاسمة, لكنها بحاجة الى رجال مهرة غير عاديين, حازمين ومقنعين ولديهم رؤى وبرامج قابلة للتنفيذ, تقنع المريض وعائلته بان علاجه ليس مستحيلا وان نسبة شفائه تتجاوز النسب المتعارف عليها.
ولا يوجد مريض في الدنيا لا يتمنى الشفاء والعودة الى حياته الطبيعية, فالغرق ليس قدرا, بل ان الحياة ذاتها تستحق المجازفة, والموت غرقا يمكن تجاوزه والغريق يتعلق بقشة علَّه يصادف قاربا او لوحا خشبيا عائما او موجة عاتية تعيده الى الشاطىء, لكن الاستسلام هو الموت ولعله يحلم في لحظات صراعه الاخير بحورية البحر التي يمكن ان تهب لنجدته.
لكن الواقع بعيد عن الخيال, والنجاح وتجاوز الصعاب لا يمكن ان ياتي على ايدي الحالمين بل على ايدي العاملين بكل جد ومثابرة نحو اهدافهم.
لكن الدرس الاول في الخروج من الحفرة (المأزق) هو ضرورةالتوقف عن الحفر والتفكير في الصعود حتى لو على درجات, هنا يأتي دور الحكومة في اتخاذ القرار الصائب والصعب من اجل إعادة الامل للمريض, فحزب التنمية والعدالة في تركيا لم يقدم نموذجا دينيا او سياسيا للنجاح بل قدم نموذجا إداريا قاد الدولة الى الاستقرار.
وهذا ما نحتاج اليه, حكومات قوية ومستقرة يقوم عليها رجال اقوياء قادرون على العمل والاقناع وقادرون على الدفاع عن مشاريعهم وبرامجهم وقراراتهم, ونظام سياسي حازم يعطي الحكومة دورا حقيقيا ومصداقية في الشارع ويحاسبها ان اخطأت ويكرمها ان افلحت.

span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span

أضف تعليقك