التعري هل ينقذ البحر الميت ?
طرح المصور الامريكي المشهور بتصوير العراة سبنسر تونيك فكرة تصوير المئات من العراة وهم يطفون على سطح مياه البحر الميت من الجانب الغربي الذي يسيطر عليه الاحتلال الصهيوني في نطاق حملة يَدّعي انها لانقاذ البحر الميت من التهديدات البيئية التي يواجهها على ذمة صحيفة جويش كونيكل الالكترونية البريطانبة التي تعنى بشؤون الجالية اليهودية في بريطانيا.
الفكرة رفضت من دولة الاحتلال, بسبب مقاومة بعض الجهات الدينية والسياسية الاسرائيلية وحاجة المشروع الى تمويل كبير لاحضار الاشخاص المتطوعين العراة بالطائرات او الباصات .
وتقول المعلومات على الشبكة العنكوبتية ان المصور الامريكي متخصص بتصوير المنشآت والعراة و سبق ان انتج ثلاثة افلام ( دول عارية- عالم عري- عاري بايجابية) ولوحاته الفوترغرافية موجود على غوغل .
طبعا الفكرة لا علاقة لها بالاردن او بالجانب الاردني من البحر الميت رغم ان بعض وسائل الاعلام المحلية اعتقدت ذلك وقد سبق للمصور الامريكي ان اقترح تنفيذها على شاطىء تل ابيب لكنه عاد الى اعتماد الجانب الغربي من البحر الميت وبالتالي فهي فكرة لا تخصنا في الاردن رغم استنكارنا لها.
وقد اخذت الحماسة العديد من السادة النواب والكتاب الصحافيين(مشكورين ومثابين) عندما حذروا الحكومة (المسكينة غايبة الطوشة) من الترويج السياحي في الاردن بوساطة العراة والاباحية.
لا شك ان لا احد يقبل بالفكرة السخيفة رغم قبولها في المجتمع الغربي , لكننا في بلدان محافظة تقيم وزنا للاخلاق وارتباطه بالجسد, طبعا الحكومة إن طُرحت عليها لن تقبلها (اية حكومة) ولن يسكت عليها النواب او الاحزاب او النقابات او الصحافة, لذلك كان الاحرى بنا جميعا التحري عن القضية وعدم الانسياق وراءها.
ما يهمنا هنا هو حقيقة الفكرة المطروحة و ستنقذ صور العراة البحر الميت من مواته المستمر? ام ان المشروع جاء فكرة خبيثة لتبسيط المشكلة البيئية التي كانت دولة الاحتلال وما زالت سببها الرئيسي?
إن دولة الاحتلال هي المسؤولة عن الخطر الذي يداهم الكنز الطبيعي في بلادنا (البحر الميت) من خلال منعها المياه الحلوة المتدفقة من اعالي بحيرة طبريا او نهر الاردن او حتى نهر اليرموك بالوصول الى البحر, كما لوثت نهرالاردن (المقدس) الذي يُعتبر رمزيا دينيا مسيحيا لاعتماد السيد المسيح فيه قبل الفي سنة وقد وضعه الفاتيكان على خريطة الحج المسيحي المعتمدة في العالم.
ان صور العراة او صورغيرهم لن تنقذ البحر والنهر, بل لا بد من اطلاق حملة عالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للفت انتباه العالم الغربي الى التدمير الممنهج الذي تقترفه دولة الاحتلال بحق البحر الميت ونهر الاردن, فهل من مجيب من شبابنا ?.