البلد بحاجة إلى أمل

البلد بحاجة إلى أمل
الرابط المختصر

لا أحد ينكر أننا في أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة. وهذه الحالة ليست امتيازا أردنيا، بل تكاد تكون حالة عامة، يمكن تعميمها على الكثير من البلدان في العالم. ورغم هذه الحالة التي تدعو إلى اليأس والإحباط، إلا أن ذلك يجب أن يكون عامل تحفيز للخروج من عنق الزجاجة، ورفع المعنويات لا إدخالها في مرحلة القنوط.

فقد شهدنا في الأيام الأخيرة موجة سخط وتبرم عام من الوضع الحالي، وخصوصاً فيما يتعلق بالآثار التي تركتها العاصفة الثلجية الأخيرة، وتباطؤ المؤسسات الحكومية في أداء دورها؛ وكيف أن المواطن قد سلم مقاليد أموره للدولة لحل جميع مشاكله، ولم يكلف نفسه القيام بدوره، ولو بالحدود الدنيا. وكيف أن القطاع الخاص بأغلبيته، وخصوصا قطاع الإنشاءات والإعمار، تخلص من مسؤوليته الاجتماعية في مثل هذه الظروف، وبقي ينتظر ما ستقوم به الدولة لأجله. في حين كان الأجدر بالقطاع الخاص أن يتحرك من دون أن يطلب منه أحد القيام بدوره الوطني في مثل هذه الظروف؛ فهو مكون أساسي من مكونات المجتمع، كان عليه تحمل مسؤوليته كاملة. لكن تعود القطاع الخاص، كما المواطن، على الأغلب، أن ينتظر الأوامر التي لم يعد أحد يلتزم بها من الدولة، أو أن تقوم الدولة بحل مشكلة تراكم الثلوج أمام "جرافاته ومنشآته"!

والشيء بالشيء يذكر في توسيع قاعدة التشاؤم، وتضييق فسحة الأمل، فيما يتعلق بامتحان الثانوية العامة "التوجيهي". فالكل يكتب على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، ويتحدث عبر الإذاعات ومحطات التلفزة، عن بؤس الحال الذي وصلت اليه الثانوية العامة. وننسى أننا نشارك في هذه المأساة عندما يكون النظام القيمي والتعليمي قد اعتراه الخلل، وأصبحت القاعدة الوحيدة التي يقاس عليها "أنا ومن بعدي الطوفان"، وتعززت قيم الأنانية، ولم يعد الناس يراقبون أفعالهم وتصرفاتهم، وكسرنا هيبة كل شيء؛ نشتم بعضنا على الإشارة الضوئية ونتجاوزها حمراء، ونصرخ في وجه الشرطي إذا أوقفنا على خطأ اقترفناه.

من المسؤول عن هذا كله؟ تتحمل الحكومات جزءا من هذه الأحداث، ولكننا ننأى بأنفسنا بأننا شركاء في ما يحدث! نعم، البلد بحاجة إلى أمل نزرعه في نفوسنا، وإلى ترسيخ ثقافة الانتماء، لأن هذا الوطن ليس لنا وطن غيره، ونحن معنيون كلنا بالحفاظ عليه، وتوسيع قاعدة التفاؤل، رغم كل ما يحدث. فليس صحيحا أننا أصبحنا بين ليلة وضحاها، فاقدي الأمل، ومنظرين لمستقبل غامض يشوبه اليأس.

ثمة تلكؤ وتباطؤ عند أصحاب القرار وصانعي السياسات في الاستماع للكم الهائل من التحليلات والتحذيرات التي يطلقها كثيرون. وثمة استماع لفئة محددة، تسعى في أغلب الأوقات إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه. لكن آن الأوان للعمل الجماعي؛ فوطننا جميل، يحتاجنا جميعا، وكما يقول المثل الأردني: "من هَالمراح ما في رواح"

الغد

أضف تعليقك