البذخ الحكومي

البذخ الحكومي
الرابط المختصر

بالرغم من معاناة الموازنة العامة من عجز مالي غير مسبوق وبالرغم من المديونية الكبيرة التي يعاني منها بلدنا إلا أن بعض الوزراء والمسؤولين لا يراعون ذلك أبدا ويصرون على التصرف وكأننا دولة لديها فوائض مالية كبيرة فلا يعقدون ندواتهم أو مؤتمراتهم الصحفية أو خلواتهم إلا في فنادق الخمس نجوم ضاربين عرض الحائط بالتكاليف المالية التي تترتب على ذلك وسيقوم المدراء الماليون في وزاراتهم ودوائرهم ومؤسساتهم بتسديد الفواتير من الميزانية المقررة لهم والتي يصل بعضها إلى عدة آلاف من الدنانير.

وحتى لا نتحدث في العموميات فسنعطي أمثلة على ما نقول من الواقع.

وزيرة البلديات السيدة رابحة الدباس لا تجتمع مع رؤساء البلديات في المملكة في وزارتها بل تأخذهم إلى حمامات ماعين كي تعقد الاجتماعات في الفندق الموجود هناك وهو من فئة الخمس نجوم ونحن نعرف جميعا كم هي الأسعار مرتفعة في هذا المنتجع سواء للنوم أو الأكل أو الخدمات المساندة.

بعض الوزراء يقومون بعقد اجتماعاتهم وخلواتهم في مدينة العقبة وفي أحد فنادق الخمسة نجوم الموجودة هناك ويذهب المشاركون في هذه الإجتماعات بالطبع في الطائرة أو يعقدون هذه الاجتماعات والخلوات في أحد فنادق البحر الميت وخزينة الدولة هي التي تدفع التكاليف.

والسؤال الذي يسأله الجميع هو: ألا تصلح القاعات الفخمة الموجودة في الوزارات أو الدوائر الحكومية لعقد هذه الاجتماعات والخلوات أو قاعات المركز الثقافي الملكي أو مركز الحسين الثقافي أو المدينة الرياضية وكلها قاعات فخمة ومؤهلة لهذه الاجتماعات والخلوات والندوات؟.

عندما تكون دولتنا ترزح تحت مديونية تتجاوز الثلاثة عشر مليارا من الدنانير وعندما تخرج مسيرات في معظم المدن الأردنية ضد الغلاء وإرتفاع الأسعار وعندما يئن المواطن الأردني تحت سياط الغلاء وعندما يزداد كل يوم عدد الفقراء في المملكة على حساب الطبقة المتوسطة التي بدأت تتضاءل هل يجوز أن يتصرف الوزراء والمسؤولون بهذه الطريقة من البذخ واللاأبالية وكأننا دولة بترولية لديها فوائض مالية لا تدري كيف تصرفها أو تتصرف بها؟.

الأردن هو وطننا جميعا ومن المفروض أن نخاف عليه وأن نكون حنونين في تعاملنا معه وأن نحافظ على منجزاته التي تعتبر منجزات عبقرية إذا قسناها بإمكاناته المحدودة أما أن نتصرف ببذخ وبلا مسؤولية فهذه مسألة مرفوضة شكلا ومضمونا.

إن القدوة الحسنة لنا في هذا البلد يجب أن تكون القائد الذي لا هم له إلا راحة المواطن الأردني وهو يؤكد دائما سواء في كتب التكليف السامي أو في كل توجيهاته على ضرورة التخفيف عن المواطنين وهو يجوب العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ليلتقي مع رؤساء الدول ومع المستثمرين لإقناعهم بالقدوم إلى الأردن للاستثمار من أجل أن يخلق فرص عمل للأردنيين.

علينا أن نتقي الله في بلدنا وأن نحافظ على مكتسباته وإنجازاته لأنه بلدنا وبلد أبنائنا من بعدنا.

الدستور

أضف تعليقك