البخيت بين "ستي وسيدي"

البخيت بين "ستي وسيدي"
الرابط المختصر

ربما يشعر متابع حراك رئيس الوزراء معروف البخيت بالإشفاق عليه. في الحقيقة، ربما البخيت نفسه يشعر بالإشفاق على حاله، حاله الذي يقول: ما عدت (مع سيدي بخير ولا مع ستّي بسلامة).

يعلم الكثير من الأردنيين أن لدينا رئاسة وزراء - برئيسها ووزرائها – لا تكاد تملك من أمرها سوى الحيز الوظيفي الذي لا يعني صنع السياسات، بل تنفيذها وإدارتها، اللهم الشق الخدماتي والحكواتي، ولكنها رغم ذلك هي الواجهة التي يلقى على وجهها كل اللوم أو الشكر.

يوم الخميس الماضي اسمع الكثير من النواب رئيس الوزراء ما لا يحب أن يسمعه، لا هو ولا الشعب. وفي اليوم الذي تلاه خرج آلاف من الشعب هاتفين بإسقاط البخيت والنواب معا.

حسنا، ما الذي يمكن أن ينصح به البخيت، ومن خلفه الوزراء لكي يمرّوا جميعا عبر هذا الزقاق الضيق بأقل الأضرار؟

لو كنت مكان البخيت لاعتبرت كلمة السر هي في "إضاعة الوقت" بالكثير من التحركات التي تبدو "حاجة جميلة".

لو كنت مكان البخيت، لتعهدت بمواصلة "تحقيق الإصلاح على المستويين السياسي والاقتصادي"، وأكدت عزمي على "السير بسرعة وبخطوات واثقة لتعزيز التشريعات الناظمة للحياة السياسية، وعلى مكافحة الفساد، وتكريس نهج يقاوم الظواهر السلبية والممارسات والإمكانات التي ساعدت على نمو الفساد". (مع ملاحظة أن هذا التصريح يمكن أن يصدر عقب لقاء مع مسؤول غربي مثلا).

ولو كنت مكان البخيت، لأعلنت أن هدف حكومتي "مشاركة الجميع بالحوار الوطني الشامل"، وأنني كنت وسأبقى منفتحا ومتسامحا مع قوى المعارضة، "وتأمين وحماية كل من يرغب بالخروج للتظاهر في المسيرات السلمية". (ذات الملاحظة السابقة يمكن تطبيقها هنا أيضا، ويمكن لعدد من الوزراء، بل البخيت نفسه أن يلتقي ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني).

وعلى المستوى الخارجي، وتحديدا حيث القضية الفلسطينية، لكنت صرّحت في لقاء شخصية أجنبية، سأختارها، في وقتها، بشكل عشوائي لنقل أنني التقيت وزير الخارجية الاسترالي كيفن رود والوفد المرافق مثلا. سأقول حينها: إن "استمرار إسرائيل باتخاذ إجراءات أحادية الجانب مثل الاستيطان في القدس والأراضي العربية يهدد مستقبل السلام ويزيد خيبة الأمل لدى الأجيال العربية، ويضيع الفرص المتاحة للسير قدما في المفاوضات السلمية". (لن اكترث أن الكلام عن القضية الفلسطينية يقال هو هو منذ عقود .. لا بأس .. المهم أن يقال شيئا عن القضية المركزية).

في حال أصبحت رئيسا للوزراء، هناك الكثير من الوسائل التي يمكن أن أحرق فيها الوقت من دون إنتاج شيء حقيقي، خاصة وأن المنصب مجرد حيز وظيفي لا يعني صنع السياسات، بل تنفيذها وإدارتها، اللهم الشق الخدماتي والحكواتي منها.

ولكني، في أية حال، لست مكانه.. ولا هو على ما يبدو بحاجة إلى أية نصيحة.

خاص عمان نت

أضف تعليقك