الاقتصاد السياسي للدجاجة والخروف

الاقتصاد السياسي للدجاجة والخروف
الرابط المختصر

بعد اذن القراء, فهذا المقال مخصص لعلماء ومفكري الدجاج والخراف في الاردن, لكنه يفيد ايضاً اصحاب الخبرة في اكل او اشتهاء أي منهما.

فكلاهما, اي الدجاجة والخروف يأكلان العلف, ولكن ارتفاع سعر هذا العلف يقود الى نتيجتين متناقضتين, فهو يؤدي الى ارتفاع سعر الدجاج ولكنه بالمقابل يؤدي الى انخفاض سعر الخروف.

من ناحية عملية التفسير واضح, فصاحب الدجاجة عندما ترتفع تكاليفه يقوم برفع السعر بهدف التعويض, وهذا سلوك طبيعي, بينما مالك الخروف عندما ترتفع تكاليفه يقوم بعرض خروفه للبيع لانه لا يستطيع دفع السعر العالي للعلف, وبالطبع عندما يتزايد العرض في سوق الخراف ينخفض السعر طبقاً لقانون العرض والطلب.

لكن تعقيد الظاهرة لا يتوقف هنا (وأرجو ان يسجل الكلام التالي كإضافة نظرية اردنية في الفكر الاقتصادي), فعلى عكس حالة الدجاج, فإن الطلب على الخروف البلدي يزيد بسرعة كبيرة متأثراً بانخفاض السعر, وهو ما يسمى عند الاقتصاديين "الطلب ذو المرونة العالية" hi elasticity of demand لكن الجديد ان هذه المرونة تكون عالية بشكل غير محدود عند انخفاض السعر, ولكنها تقف عند حد معين في حالة ارتفاع السعر, وذلك بالنظر الى وجود عامل "فوق اقتصادي" super-economical factor يتعلق بالمركز الخاص الذي يتمتع به اللحم البلدي في الثقافة المحلية, وهو ما يعني ان هناك قانوناً خاصاً ذا تعقيدات خاصة ايضاً يتحكم بكل من سلعتي الدجاج والخروف وعلاقتهما ببعضهما.

مربو الحلال في البادية توصلوا الى قاعدة لشرح اثر ارتفاع سعر الاعلاف تقول: "الغنم كَلَتْ بعضها", اي اكلت بعضها, وهي قاعدة تحمل معنيين: حقيقيا ومجازيا. فالخروف عندما يجوع قد يأكل من صوف زميله, وفي الوقت ذاته فإن المربي قد يضطر الى بيع جزء من اغنامه لكي يطعم الجزء الاخر, وفي الحالتين تكون الغنم قد اكلت بعضها.

الموضوع كما ترون معقدا, وعلى المفكرين وعلماء الدجاج والخراف في الاردن ان يتجاوزوا النظريات الكلاسيكية في التعامل مع بطون الناس.