الإسلاميون:حزب "كبير" أم حزب "كبار"؟

الإسلاميون:حزب "كبير" أم حزب "كبار"؟
الرابط المختصر

خلال العقدين الماضيين خاض الإسلاميون الكثير من المعارك, ووضعتهم أطراف عديدة خصماً معلناً لها. فالسلطة الرسمية لم تتوقف عن استهدافهم, وليس أدل على ذلك من أن أغلب تغييرات قانون الانتخاب منذ الصوت الواحد وحتى الآن هدفت إلى إضعافهم. كما شاركت أطراف "أهلية" في ذلك الاستهداف, فقد جيشت تيارات سياسية أنصارها لمواجهة الإسلاميين عبر محاولات تأسيس حزب يوازيهم أو يخلق توازناً معهم, كما اشتركت في المسعى ذاته أحياناً أطراف في المعارضة بتشجيع أو برضا السلطة, وعملت لتأسيس تيار اتخذ عدة تسميات, بحسب المتحدث في كل مرة, منها "الديمقراطي والمستقل واليساري والقومي" ويهدف بالأساس لمواجهة الإسلاميين.

طيلة هذين العقدين لم يفقد الإسلاميون صفة الحزب "الكبير", وكان يفترض أن يقودهم ذلك إلى أن يصبحوا حزب "كبار" وليس فقط الحزب "الكبير". وفي هذا السياق يمكن إيراد بعض ملاحظتين سريعتين من الأيام الأخيرة فقط.

فخلال النشاط التضامني مع قافلة الحرية طغى الخلاف داخل الإسلاميين على أدائهم, وعلى سبيل المثال كان يفترض أن تكون مسألة وجود المراقب العام السابق سالم الفلاحات ضمن المختطفين مع القافلة لدى العدو ميداناً لتكريس الوفاء في العلاقات الداخلية, والوفاء من سمات الكبار طبعاً, لكن كان من الواضح أن هناك قدراً من التجاهل المؤسف فسره كثيرون بكون الفلاحات ينتمي إلى الطرف الآخر في الخلاف.

الملاحظة الثانية تتعلق بالمشاجرة التي حصلت في المهرجان التضامني في ساحة مجمع النقابات, وسبقتها مشاجرة أصغر في المسيرة في اليوم السابق. ما يحصل عادة وحصل هذه المرة, أن الإسلاميين يبالغون في إظهار شعورهم بالتفوق والسيطرة, وفي بعض الأحيان يبدو وكأنهم يرون في تفوقهم في ساحة محصورة أو مسيرة في شارع نصراً ينسيهم أن معركتهم الحقيقية ما تزال قائمة خارج هذا الموقع المؤقت. وبالطبع هذا لا يعني تبرئة الأطراف الأخرى المشاركة أو المتسببة في المشاجرة, وقد كنت شاهداً على سلوك استفزازي من قبل أطراف لا تؤهلهم أعدادهم ولا نوعية حضورهم للقيام به, ولكن توجيه الملاحظة هنا للإسلاميين على اعتبار أننا نناقش السلوك المفترض لحزب "كبار" عليه أن لا يكتفي بسلوك الحزب الكبير... والله من وراء القصد.

أضف تعليقك