الإجراءات الإسـرائيلية الأحادية في القدس

الإجراءات الإسـرائيلية الأحادية في القدس

منذ العام 1967 والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تقوم باجراءات أحادية لتهويد المدينة المقدسة فقد اتخذت حكومة مناحيم بيغن عام 1978 قرارا باعتبار القدس جزءا من دولة اسرائيل مع أن كل القوانين والأعراف الدولية تعتبرها مدينة محتلة ولا يجوز تغيير معالمها أو تبعيتها كما قامت باجراء عدد من الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك وطردت عددا كبيرا من سكانها واستولت على منازلهم وهدمت أحياء كاملة في المدينة المقدسة وكل ذلك يجري تحت سمع وبصر مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ولم يحركا ساكنا لوقف الاجراءات والممارسات الاسرائيلية غير القانونية في المدينة المقدسة .

الأردن لم يغفل عن الممارسات الاسرائيلية وعن المحاولات المستمرة لتهويد القدس وقد استطاع عام 1981 أن يضع مدينة القدس القديمة على قائمة التراث العالمي المهددة بالخطر .

الجامعة العربية مع الأسف الشديد غائبة عن هذا المشهد وكأن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا تعنيها أبدا وهذا ينطبق على معظم الدول العربية والاسلامية والدولة الوحيدة التي تتابع بشكل يومي ما يجري في المدينة المقدسة من تهجير للسكان الفلسطينيين والاستيلاء على منازلهم وبناء المستوطنات هي الأردن ووزارة الخارجية تعد باستمرار تقارير مفصلة عن كل ما يجري في المدينة المقدسة من ممارسات اسرائيلية وستتقدم هذه الوزارة بطلب رسمي الى لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو لاتخاذ قرار يقضي بالطلب من اسرائيل وقف جميع الاجراءات الاسرائيلية الأحادية الجانب في القدس الشرقية ككل وذلك خلال اجتماع اللجنة المقرر عقده في الخامس والعشرين من شهر حزيران القادم وسيكون هذا الاجتماع حاسما حيث سيبحث موضوع الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس الشرقية وسيرفق الطلب الأردني بتقرير مفصل وشامل عن جميع الاعتداءات والممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة .

ان أهم ما يطمح اليه الأردن وما تفرضه المرحلة الآن هو الحصول على موافقة الأغلبية في لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو لوقف جميع الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس وقفا كاملا .

لقد تابعت المؤسسات الرسمية الأردنية المعنية وعلى رأسها وزارة الخارجية كل ما تقوم به اسرائيل في مدينة القدس الشرقية من تهجير للمواطنين والاستيلاء على منازلهم واجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك تمهيدا لهدمه واقامة الهيكل المزعوم مكانه وهدم بعض أحياء المدينة بالكامل وبناء المستوطنات لفرض الأمر الواقع وستعد تقريرا مفصلا لتقدمه الى منظمة اليونسكو ومن أجل ذلك ستعقد اللجنة الوطنية للقدس اجتماعا مهما في وزارة الخارجية نهاية الشهر الجاري لاعداد التقرير بصورته النهائية ومن ثم تقديمه الى لجنة التراث العالمي بحيث يكون وثيقة تاريخية يوثق لكل الأعمال العدوانية التي قامت بها اسرائيل من أجل تهويد المدينة المقدسة .

لقد قام الأردن منفردا بعدة اجراءات على المستوى الاقليمي والدولي من أجل فضح الممارسات الاسرائيلية سواء في مدينة القدس أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولم يتوقف يوما عن ذلك ولا نعتقد أن أحدا لا يتذكر الدعوى التي أقامها الأردن في محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد اقامة جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وقدم للمحكمة ملفا جامعا مانعا يتضمن أدلة قانونية بعدم جواز اقامة الجدار المذكور وقد استطاع الحصول على حكم بعدم شرعية هذا الجدار لكن مع الأسف الشديد فان هذا الحكم غير ملزم لاسرائيل .

ان الأردن ملكا وحكومة وشعبا لم يتركوا اخوانهم الفلسطينيين وحيدين في معركتهم ضد الاحتلال بل وقفوا معهم دائما وأبدا سواء على المستوى المحلي أو الدولي وقد أرسل ثلاث مستشفيات ميدانية لمعالجة الجرحى والمرضى أحدها في مدينة جنين بعد اجتياح القوات الاسرائيلية للمخيم هناك وقتل وجرح العشرات والثاني في ميدنة رام الله والثالث في مدينة غزة اضافة للمعونات الانسانية المستمرة التي تقدمها الهيئة الخيرية الهاشمية وسيواصل هذا الدعم باذن الله حتى يحقق الشعب الفلسطيني أمانيه في الحصول على دولة مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس .

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك