الأشقاء الذين اشتروا لهم ثورة

الأشقاء الذين اشتروا لهم ثورة
الرابط المختصر

ما أن سمعنا أن أشقاء لنا "اشتروا" لهم ثورة حتى بدأنا بالصراخ في وجه أمّنا الغولة "الحكومة".. "نريد ثورة ..نريد ثورة". لكن أمنا الحكومة رفضت، فتظاهرنا، فردّت بتوزيع العصائر علينا. فما كان منا إلا ومشينا في طريق تبدو وكأنها شبيهة للطريق التي سار بها الأشقاء الذين اشتروا لهم ثورة.

عندما لاحظنا ما لدى الأشقاء المصريين والتونسيين من حراك على الأرض أنتج العديد من الحركات الفرعية الداعمة للثورة التي اشتروها بعد أن حسموا أمرهم، عمدنا نحن في غمرة حراكنا، لكن الذهني الثوري بإنتاج مثيل مطابق.

ما لا أفهمه حتى اللحظة كيف استطعنا إنتاج حركات ومبادرات فاقت في تعدادها الحركات والفعاليات التي أنتجتها ثورة بحجم الثورة المصرية.

حتى اللحظة لدينا ما يلي: حركة دستور 52، ومبادرة الملكية الدستورية، والجمعية الوطنية الأردنية للتغيير، والهيئة الوطنية للإصلاح، وحركة شباب 15 نيسان، ومجموعة الـ 36، والتيار القومي التقدمي، وحركة جايين. ومن المؤكد أنني نسيت حراك وفعاليات أخرى.

أرجوكم أرجوكم لا تفهموا أني أسخر .. إطلاقا.. ولا ينبغي لي ذلك.. لكن ما يجب علينا فعله هو قراءة ما يجري لنا.

نحن بحاجة إلى عقل نيوتن من أجل استيعاب المرحلة. ربما هو مخاض من نوع جديد، وربما أيضا هو طريق آخر غير الذي اعتدناه في السابق.. نصنعه بإبداع .. لم لا؟ لكنه أيضا قد يكون غير ذلك.

لم يبتعد الزمن الذي كنا فيه نُخضع معارضتنا لسياسات الحكومة لشكل وحيد اعتدناه.. في السابق كان الحراك الشعبي الحقيقي لا يعني إلا شيئا واحدا، هو في إعلان الإخوان المسلمين انضمامهم إليه، وإلا لن يكون جديّا. من هنا كان من السهل على الحكومة محاصرته.

أما إذا ما أعلن "الإخوان" أنهم سيتحركون فالسيناريو معروف: إذا كانت الأمور حامية، سيكون على الحكومة تركهم قليلا، لكن إذا ما "ساقوا فيها" سيأتي موعد الضغط عليهم، ليحولوا مسيرتهم إلى (مهرجان جماهيري خطابي حاشد في النقابات المهنية)، أو إلى اعتصام يقف فيه القيادات أمام حزب جبهة العمل الإسلامي ليأخذوا صورة ويهتفوا قليلا.. وهناك سترفع كل اليافطات النارية التي تخطر على بال بشر.

اليوم هناك حراك جديد يجب أن يسند بعضه، كي لا تنفرد به أمنا الغولة كما تفعل دوما بالأحزاب.

ربما اختلف الحال.. الجميع يحاول.. الجميع مرتبك .. الجميع يريد فعل شيء ما..

أضف تعليقك