استعادة تعريف العدو

استعادة تعريف العدو
الرابط المختصر

احدى الشخصيات الاردنية دفعت اربعين الف دولار كتبرع لقافلة الحرية ، مقابل المشاركة في القافلة ، وهذا يعكس الكراهية الشديدة لاسرائيل في الاردن.

الشخصيات الاردنية التي شاركت في قافلة الحرية ، لااحد يعرف مصيرها حتى الان ، شهداء ام جرحى ام أسرى ، وماهو ثابت هنا هو ان عداء اسرائيل سيبقى عقيدة في كل بيت اردني يعرف ان هؤلاء الذين صّبوا البلاء على الشعب الفلسطيني ، لن يتوقفوا عن هذه الجرائم ، حتى برغم كل بيانات الشجب والاستنكار والتنديد ، التي لاتساوي ثمن حبرها ، وان لديهم الرغبة بصب البلاء على كل دول المنطقة ، ومن لم يأته الدور ، سيأتيه غدا.

العلاقة الاردنية الاسرائيلية ، علاقة يجب ان تراجع وان يتم الغاء معاهدة السلام ، واستعادة تعريف العدو بشكل رسمي ، فاسرائيل التي شرّدت الشعب الفلسطيني في الدنيا ، وسرقت ارضه وبيته ومسجده وكنيسته ، لن تتوقف ، ولعل السؤال اليوم ، لماذا يبقى احمد الدقامسة في سجنه ، وهو الذي حوكم لانه اطلق النار على اسرائيليات ، وهل يجوز ان يبقى الدقامسة في سجنه اليوم ، وقد تم اطلاق النار على اردنيين ، وسجن اردنيين ، ولااحد يعرف مصير البقية ، احياء ام احياء عند ربهم يرزقون.

"غزة" حاصرت اسرائيل امس ، وكسرت حصارها ، لانها تسببت بفضح اسرائيل وشركاء اسرائيل ، امام العالم ، ولان "لعنة غزة" حلت على اسرائيل ، بشكل او اخر ، ومن تحت الحصار والتجويع والموت ، تأتي غزة عظيمة فاعلة كبيرة حد الدنيا ، حين اوقعت اسرائيل في فخ الصورة الاصلية ، وادخلتها في ازمة سياسية عالمية ، مع عشرات الدول التي لها ابناء في قافلة الحرية ، وهذه هي غزة العظيمة ، التي زلزت عرش الشيطان ، برغم ظروفها ، وهي غزة التي تقول للعالم بصوت مرتفع ان الحرية لفلسطين وشعبها واسراها ، مقبلة على الطريق.

الشيخ المجاهد رائد صلاح "صقر الاقصى" الذي تعرض لجروح خطيرة ، ولااحد يعرف ان كان سينجو ام لا ، غير انه الناجي الاول ، لانه دافع عن دينه وعن الاقصى ، وهو ايضا الرمز العظيم للعناد في وجه الاحتلال ، ولعل اسرائيل وجدتها فرصة ذهبية لها ، للخلاص منه ، لانه قاد قضية الاقصى في فلسطين ، وكان خصما عنيدا لتهويد القدس ، الشيخ المجاهد ، عليه بركات الله ، وقلوبنا معه ومع عائلته في هذه المحنة ، التي هي جنته في الدنيا والاخرة.

الشعب الفلسطيني لم يولد لكي يموت ، وليس ابلغ من كل هذا العناء الذي يوّلده الفلسطينيون لاسرائيل في كل مكان ، وكأن اسرائيل تريده شعباً ميتاً ، تدوس على جسده ، وكلما ظنت اسرائيل انها حققت هدفها ، خرج الشعب الفلسطيني من محبسه ، مارداً ، وجدّد نور القضية ، باعتبار انهم يريدون ان يطفئوا نور الله بأفعالهم ، غير ان قدر الله ، اقوى واكبر ، وكلما جلس الاسرائيليون واعتبروا انهم في عز اعلان احتفالهم الاكبر ، خرجت عليهم المفاجآت من كل مكان ، أليست غزة المحاصرة ، كانت اكبر في فعلها من دول العالم ، حين اوقعت اسرائيل في مستنقع الغضب العالمي.

العرب الذي يشاركون في الحصار لهم الخزي والعار والفضيحة ، اولئك الذين يستمتعون بفقدان رجولتهم ، وبشراكتهم في شرب الدم الفلسطيني ، فيما يأتي المتضامنون من كل الدنيا ، وتركيا تلقت الرسالة الاسرائيلية ضد دورها الاقليمي ، وهي تعرف انها ان لم ترد بشكل مناسب فسوف تخسر مابنته من رصيد خلال الفترة الماضية ، وعلى حد تعبير زميل لنا ، فان تركيا عمّدت عودتها للمنطقة بالدم ، وهي عودة لن تبددها ، تحت اي ضغط.

ربحت غزة ومعها كل فلسطين ، وخسرت اسرائيل خسارة تفوق كل حروبها مع العرب ، واذا كانت قلوبنا وارواحنا في غزة ومع اهل غزة ، فان ابسط رد على ماتعرضت له قافلة الحرية ، قطع العلاقات مع اسرائيل كليا ، ، واطلاق سراح احمد الدقامسة ، فورا ، وتحميل اسرائيل نتائج فعلتها تجاه الوفد الاردني من جهة ، واطلاق سراح اعضاء الوفد ، هذا على افتراض انه لايوجد هناك شهداء او جرحى بينهم.

الدستور