اجتماع عمّان بشأن سورية

اجتماع عمّان بشأن سورية
الرابط المختصر

المجموعة الأساسية لمؤتمر روما تُحضّر لموقف موحد للمعارضة السورية وسيناريوهات الحل

يلتئم في عمّان مساء اليوم الاجتماع الوزاري حول سورية بحضور 11 وزير خارجية غربيًا وعربيًا إضافة الى تركيا وحضور المعارضة السورية التي سيمثلها وفد برئاسة جورج صبرا المكلف بمهام رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ونوابه سهير الأتاسي ومصطفى الصباغ، وهو ليس اجتماع خاص بأصدقاء سورية الذي عادة ما تحضره 120 دولة ، بل إجتماع للمجموعة الأساسية لمؤتمر روما للتحضير لموقف موحد للمعارضة السورية ومن يدعمها بانتظار انعقاد مؤتمر جنيف 2 المتوقع في الأسبوع الأخير من حزيران المقبل.

ويأتي انعقاد المؤتمر في عمّان تأكيدا للدور الأردني في الحل السياسي للأزمة السورية التي طالما طالب به الأردن على جميع المستويات، التي كان آخرها في لقاء القمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما التي بدأ بعدها الانفراج في الموقفين الأمريكي والروسي بخصوص سورية، فالأمريكان قدموا التنازل الأول في قبولهم ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد لحين تشكيل الهيئة الحكومية التنفيذية الانتقالية، والروس تنازلوا عن التمسك بالأسد إلى ما لا نهاية، إذا كان هناك حل سياسي يضمن وحدة الأرض والشعب وبمرافقة الرئيس بشار الاسد.

لكن؛ يبدو أن الأطراف جميعهم يراهنون على عدم إنجاز ما يُسمّى ( جنيف 2 )، فالروس يراهنون على فشل فكرة توحيد المعارضة السورية، وبالتالي عدم الاتفاق على الهيئة الانتقالية المنشودة، ما يعطي النظام السوري وقتًا كافيا لتحقيق مكاسب على الأرض، والطرف الأمريكي يعرف أن وضع المعارضة المسلحة اليوم على الأرض ليس مريحا، والمفاوضات يمكن أن تعطيها وقتًا لتسجيل مكاسب أو تشكيل رأي عام دولي داعم.

وتَعرف الدول المجتمعة في عمّان اليوم أن كلمة السّر تبدأ في توحيد المعارضة السورية على سيناريو للحل السياسي، وهناك ضغوط كبيرة يوميا (أمرميكية وروسية) على الطرفين من أجل إعطاء فرصة للحل السياسي، بعد أن ذلل الروس والأمريكان الصِّعاب التي حالت دون اتفاقهما خلال السنتين الماضيتين.

إذا، سيكون التحدي في اجتماع اليوم حول إمكان توحيد المعارضة السورية خلف مشروع التفاهم الأمريكي الروسي، وتشكيل نواة لوفد موحد للتفاوض مع النظام السوري بهدف الاتفاق على تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية باتفاق متبادل، ونقل السلطة التنفيذية كاملة، ومقياس النجاح سيرتبط بعدة عوامل؛ أولا: مجرد الاجتماع بحضور المعارضة يعتبر نجاحا لأنه يمهد لخطوات مقبلة، لكن الأهم، أن يتم الاتفاق بين المجموعة على صيغة الحكومة الانتقالية، والمَقْدِرة على تشكيلها، وتمرير ذلك في اجتماع جنيف المنتظر.

ولن تكون تطورات الأحداث على الأرض السورية بعيدة عن الاجتماع، حيث سجلت القوات النظامية السورية تقدما نوعيًا، بعد سيطرتها على منطقتي خربة غزالة والشيخ مسكين، ما أعطاها امتدادا طويلا لخطوط الإمداد العسكرية، وأغلق كثيرا من ممرات اللاجئين السوريين الآمنة باتجاه الحدود الأردنية، وما يُفسّر وقف دخولهم الأراضي الأردنية خلال الـ 48 ساعة الماضية.

الخوف الأردني يتمثل الآن في وجود ربع مليون نازح سوري في منطقة درعا، نزحوا عدة مرّات، وهم مؤهلون الآن لدخول الأراضي الأردنية في أي وقت إذا ما توفر لهم عنصر الأمان، وكذلك وجود مليون ونصف المليون لاجئ سوري، في المناطق كافة، يبحثون عن طرق آمنة وملاجئ في الدول المجاورة، خاصة لبنان والأردن.

العرب اليوم

أضف تعليقك