إعداد أطفالنا للمستقبل

إعداد أطفالنا للمستقبل
الرابط المختصر

 

يحتاج الإنسان قدرات ومهارات متعددة ليستطيع العيش والتفاعل والتوافق، وحتى التفوق والمنافسة مع الآخرين أمام التحديات، وقد وُضعت تصورات مهمة تحدد ما يجب أن يزود به من خصائص تلائم القرن الحادي والعشرين.

 

حددت دوروثي تنستال عام 1995 ضمن مقال بعنوان: "مدرسة القرن الحادي والعشرين" خصائص ومهارات وقدرات يلزم إكسابها للأطفال ليتمكنوا من المنافسة، وهي: استعمال الكمبيوتر وشبكات الإنترنت، طرح المشكلات وحلّها، التفكير الناقد والتحليلي، التعليم الذاتي والفردي، المرونة والابتكارية والتوافق الإيجابي مع الغير، ممارسة مهارات الاستدلال الرياضي، توفر الاتجاهات العلمية ومنها تقدير قيمة العلم والتكنولوجيا وأثرهما في حياة الإنسان، والاستفادة من الفرص المتوفرة في البيئة المحيطة في المنزل والمدرسة والمجتمع.

 

أكدت دراسات تهدف إلى تنمية التفكير العلمي بمختلف مهاراته وعملياته وأبعاده ضرورة تعليم العلوم للأطفال، وإدخال برامج التربية العلمية خلال مرحلة الطفولة المبكرة، خاصةً رياض الأطفال، ودللت على أهمية إدخال مختلف العلوم، الكمياء والفيزياء وعلوم الحياة خلال هذه المرحلة وجدواها، على أن تأخذ شكْل ألعاب وخبرات عملية بسيطة وأنشطــة مشــوقـة بما يتلاءم مع خصائص الأطفال وقدراتهم.

 

يجب تضمين مناهج العلوم قبل المدرسة لأن الطفل يكون فضولياً ومدفوعاً فطرياً لاكتشاف ما حوله، ويطرح أسئلة ذات طابع علمي، غالبا،ً كما تساهم في اكتساب مهارات تنظيم الذات والانتباه وتحسينها، وفي نمو المهارات المعرفية وتطورها مثل التنبؤ والتخطيط. ويعتبر اكتساب المصطلحات العلمية، وطرح الأسئلة والقراءة والتعبير بالرسوم مهارات مهمة يكتسبها الطفل في أثناء ممارسته للخبرات العلمية، وكذلك في توفير بيئة اجتماعية يتعاون فيها الأطفال، ويتواصلون فيما بينهم لدعم تطورهم الاجتماعي والانفعالي. ويطوّر الأطفال اتجاهات إيجابية مبكرة نحو العلوم حين ينخرطون بأنشطة علمية متنوعة، حيث تؤثر إيجابياً في تحصيلهم المدرسي لاحقاً.

 

هناك ثلاثة مكونات لتعليم العلوم هي: المحتوى ويعني المعلومات، والعمليات وتشمل مهارات الملاحظة والتنبؤ والتصنيف ووضع الفرضيات، والاتجاهات متمثلةً باندفاع الأطفال لبناء الأفكار الجديدة، وحب المعرفة والاستقصاء. ويتنوع المحتوى بمفاهيم حياتية وفيزيائية وكيميائية وجيولوجية تؤطَر ضمن برنامج يستند إلى احتياجات الأطفال واهتماماتهم وأسئلتهم مرجعاً أساسياً لاختيارها.

 

أسيل الشوارب: أستاذ مشارك في قسم العلوم التربوية/ جامعة البتراء. قدّمت عشرات الأبحاث والأوراق العلمية، ومنها: تصورات الوالدين حول الممارسات الملائمة نمائياً في رياض الأطفال، تصورات “الطلبة المعلمين في تخصص معلم الصف” حول التعلم والتعليم.

أضف تعليقك