"إسلامي اقليمي" و "يساري عشائري"

"إسلامي اقليمي" و "يساري عشائري"
الرابط المختصر

أين يمكن للمرء أن يكون إسلاميا أو قوميا، وفي الوقت نفسه إقليميا؟

وأين يمكن للمرء أن يكون يساريا وفي الوقت نفسه عشائريا؟

وأين يمكن له أن يكون "بني آدم" عصريا جدا وتقليديا للغاية؟

هل يمكن ان يُفهم إمكانية مزاوجة المرء بين الاعتقادين، إلا بأن يكون مدعيا بأحدهما.

عموما مرحبا بك في الأردن.

في البداية أرجو عدم التوقف عند مسألة العشيرة كمفهوم اجتماعي، لأنني من الذين يؤمنون بها بقوة بها في شقها الاجتماعي، بل وأرى ان العشيرة نمط من مصلحتنا، كأمة، المحافظة عليه، ولكن كشكل اجتماعي، لا كغطاء سياسي لأسلوب عمل الدولة.

وعلى حد د. عبدالله النسور فهناك فرق بين العشيرة والعشائرية، فالاولى نمط اجتماعي مطلوب، والثانية اسلوب عمل للدولة مذموم.

إذا كان يمكن فهم – لا تفّهم - ما تفعله دولة شبه المؤسسات، وشبه الديمقراطية، وشبه العصرية في شأن العشائرية السياسية، فإن ما لا يمكن فهمه هو سيطرة هذا الانفصام على جماعة الاخوان المسلمين حتى شلها، وتحولها إلى تنظيم هش من الداخل، به "شِلَل" متصارعة حتى باتت الجماعة الأم لا تقوى على الوقوف في وجه أي محنة طويلا- حتى لو كانت مسيرة لا تريد الحكومة الترخيص لها-.

السر المُذاع في جماعة الاخوان المسلمين وخارجها أنها تعاني من انقسامات إقليمية فتّتت فعاليتها، الى حد انشغلت طويلا في صراعات طالت معظم قياداتها. بل تعمقت هذه الممارسة فيها حتى لم تجد فئة اخوانية من حرج بالتحالف مع توأمها خارج الجماعة ضد الفئة الاخوانية الأخرى. ثم يصفون أنفسهم بـ "إخوان ومسلمين".

ولكن لحظة.. إن اليساريين ليسوا أحسن حالا. هم يعانون من ذات الآفة. وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يُقنع هؤلاء وهؤلاء الدولة بضرورة الانتقال إلى العصر الذي نعيش، رأينا الدولة وقد تمكنت من إقناع الكل بفلسفتها وليس نمط عملها فقط.

نحن نفخر كأردنيين بإداراتنا، ولكن هي قوالب بحاجة إلى نفخ الروح فيها. وفيها لم تستطع أي من المؤسسات سواء الرسمية أو المدنية الإرتقاء بالعمل السياسي من حقبته العشائرية إلى مؤسسة الدولة الحديثة.

ما أريد قوله تحديدا: إذا أراد الشباب الوصول بالدولة الى ما يطمحون إليه من تطور فإن أول ما يجب فعله هو تطهير أنفسهم من أفكار مَنْ هَرِمَ وَتَلَطَّخ عقله وممارساته بالشيء وضده، والقول ونقضيه.. عليكم ايها الشباب ان تتطهروا منا.

أضف تعليقك