إزدواج الجنسية بين خرفان الاضاحي!

إزدواج الجنسية بين خرفان الاضاحي!
الرابط المختصر

يتخذ العديد من التجار ومربي الماشية عيد الاضحى المبارك فرصة لصيد الفرص واستغلال الناس, من اجل التكسب المادي, بحيث تصبح الشعائر الدينية فرصة للمتاجرة والكسب الحرام, وهو ما نشاهده من خلال فوضى الاسعار والفرق الشاسع بين اسعار الماشية قبل العيد وبعده, وبين الذبح في الاردن او خارجه.

في المقابل, بعض الباحثين عن الصدقة الجارية يقع في حبائل التجار مع انه يعرف ان الاضحية سنة"يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها" ومع ذلك تجد ان ابناء الطبقة الوسطى هم اكثر الناس تقديما للاضاحي.

هذا العيد شهد تراجعا في اعداد طالبي الاضاحي نظرا للوضع الاقتصادي للاردنيين وبسبب جشع التجار الذين رفعوا الاسعار الى ارقام قياسية وصلت الى 300 دينار للاضحية البلدية, مما جعل الكثيرين يهربون باتجاه الجمعيات والتكايا التي تعرض الاضاحي باسعار اقل من اسعار السوق.

وهنا نسأل, اذا كان بامكان الشركات المستوردة والمحتكرة للماشية ان تبيع باسعار اقل في العيد, لماذا لا تكمل معروفها مع كافة الاردنيين وتنزل اسعارها الى مستوى يتناسب مع دخل المواطنين وتقبل بربح عادي غير فاحش?

وتعالوا ندقق في الدعوة التي اطلقتها جمعية المركز الاسلامي الخيرية, فهي تضع امام المسلمين خيارين للاضاحي الاول بقيمة 158 دينارا للخروف الروماني بوزن يتراوح بين 38 الى 42 كيلو غرام قائم والخيار الثاني اضحية بقيمة 88 دينارا للخروف الاسترالي بوزن 38 الى 42 كيلو غرام قائم.

لاحظوا الفرق بين الاضحيتين, رغم ان الوزن واحد لكن فرق السعر يصل الى 70 دينارا, أليس هذا الكلام عجيبا, لكن تكمل دعوة الجمعية تفسير الامر, فالاضحية الاولى (الغالية) ذبح وتوزيع ايام العيد داخل الاردن بينما الاضحية الثانية بسعر 88 دينارا ستكون ذبح الخروف ايام العيد لكن خارج الاردن على ان توزع بعد العيد, فهل هذا مبرر كاف?

حتى ان الاضاحي اصابها مرض ازدواج الجنسية الذي طرح مؤخرا, وادى الى فرق 70 دينارا بين الذبح الاجنبي والذبح على اراضينا, لماذا هذا الفرق الشاسع ? وهل وصول الخروف الاجنبي الى الاردن يعطيه ميزة (رقم وطني مثلا) ليزيد سعره ب¯ 70 دينارا عن زميله المذبوح في الخارج.

انها لعبة التجار الجشعين, الذين يتخذون من الشعائر الدينية مجالا للكسب الحرام, وقبلها من امتصاص جيوب الاردنيين في كل يوم.

قلناها وما زلنا نقولها وقد كشفتها قبل ايام دراسة مقارنة أجرتها الجمعية الوطنية لحماية المستهلك لأسعار اللحوم في 14 دولة عربية, أن أسعار اللحوم في الاردن هي الأعلى مقارنة بجميع البلدان العربية.

فهل تصحو الحكومة واجهزتها وتفكر في طريقة لامتصاص غضب الاردنيين?

العرب اليوم