أضواء وظلال انتخابية..!!

أضواء وظلال انتخابية..!!
الرابط المختصر

لا يستطيع أحد أن ينكر انعكاسات وتشوهات العمليات الانتخابية النيابية في المرات الماضية وهي تلقي بظلالها على استحقاق اجراء الانتخابات النيابية الوشيكة في التاسع من الشهر القادم ، مع ما يحمل ذلك من انطباع عند الاردنيين جميعاً ان هنالك خطاً بيانياً هابطاً قاد الى الانتخابات النيابية الماضية التي هي الاسوأ في تاريخ الاردن باجماع كل المحللين والمواطنين ايضاً ، وهكذا فان هنالك حالة سلبية وشكوكا ومخاوف تحيط بانتخابات هذا العام نتيجة استحضار شبح أو كابوس الانتخابات النيابية والبلدية في العام 2007 وما ترتب عليها من افراز مجلس نيابي كان اداؤه ما عرفتموه وتابعتوه ، وهو ما أدى الى حل هذا المجلس قبل انتهاء مدته بأكثر من عام وهو قرار قابله الناس بالارتياح بل بالفرح ، ولم يكن حال المجالس البلدية أحسن حالا حيث تعثرت اكثرية هذه المجالس البلدية وأعطت بعضها صورة شاحبة.. الخ.

ما نتمناه هو ان تكون هذه الحكومة قد استفادت من تجارب الانتخابات الماضية وآخرها انتخابات 2007 والتي تسببت في تآكل مصداقية الحكومات وتأكيد ها على نزاهة الانتخابات في كل المرات السابقة .

وبالتأكيد فان كل انسان عاقل وموضوعي لا يستطيع ان يتجاهل وجود دور وتأثير للحكومات في الانتخابات ، فالحكومات هي أكبر حزب في أي بلد واذا كان ذلك معلناً وصريحاً في البلدان ذات الديمقراطية العريقة حيث هنالك حزب يفوز بالاكثرية عبر صناديق الاقتراع ويقود الدولة والمجتمع في مرحلة حكمه ويستفيد من سلطته في اجراء الانتخابات في نهايات عهده.. وفي كثير من البلدان العربية هنالك الحزب الحاكم الذي هو ترجمة لسلطة النظام السياسي ودور الدولة وتأثيراتها في تامين اكثرية دوماً لفوز الحزب الحاكم.

باختصار شديد فان نزاهة الانتخابات هي مصلحة للجميع وعكسها هو في غير الصالح العام كما أسلفنا وقد يقول قائل ان الحكومة الحالية ليست مسؤولة عن حالة ماضية وما سبقها وهذا صحيح الا انه يفرض المزيد من استعادة الثقة بنزاهة الانتخابات واشاعة الاطمئنان الى ان النزاهة الواقعية النسبية ممكنة فالناس لا تطلب ما هو مثالي ولكن ما هو معقول وبدون الفضاضة التي رافقت الانتخابات الماضية.

وتأكيداً على ما ذكرناه من القاء التجارب الماضية الانتخابية لظلالها الثقيلة القائمة على الانتخابات الحالية فان هنالك شكوكا وريبة حول الدائرة الوهمية في قانون الانتخابات الجديد بالاضافة الى ان هذا القانون الجديد لم يكن بمستوى توقعات الناس ، لكن تظل العبرة في سلامة الاجراءات والحرص الحقيقي على الانتخابات نزيهة نسبياً يمكن ان تمحي صورة الماضي.

الدستور