أصحاب العصائب ينزلون إلى الشارع.. هل تصدقون؟

أصحاب العصائب ينزلون إلى الشارع.. هل تصدقون؟
الرابط المختصر

أصحاب العصائب طافوا شوارع وسط البلد أمس في مسيرة هي الأولى في تاريخهم وتاريخ المملكة.

الجهاديون السلفيون ناصروا "الأمهات والأخوات" في مطالبهن بعودة الأبناء والأزواج المعتقلين إلى بيوتهم.

ورغم أن هذه المشاركة لن تنال موافقة جميع عناصر السلفية الجهادية التي تضم بين ظهرانيها الكثير من المتشددين، إلا أن الثورات العربية في تونس ومصر، وها هي ليبيا، أحدثت بين عناصر هذا التيار هزة فكرية عنيفة، تتعلق بأدوات العمل، لم تنضج بعد، ولكنها في الطريق إلى النضوج. ولهذا سيثار - لاحقا – جدل بينهم، أو أنه بدأ بالفعل عن جدوى التحرك العلني في الشارع، كما يفعل الإخوان المسلمون.

لن نذهب بعيدا بالقول أن هذه الهزة ستجعلهم يتبرؤون من نمطهم، ولكنهم على الأقل سيذهبون خطوة، وربما أكثر، في اتجاه الاعتدال.

إن لذة نزول أصحاب العصائب إلى الشارع واسماع الصوت ستدغدغهم لتجريب أنفسهم مرة أخرى، وربما سيحشدون للقادم من الأيام في مسيرات ما لم يحشدوه يوم أمس.

قبل أسبوع فقط، رد أحد قيادات السلفية الجهادية على عنصر مقرب له طلب منه السماح بالخروج إلى الشارع للتظاهر، كما يفعل الناس، بالقول: "نحن لا نتظاهر بل نقاتل". ولكن لم تمض أيام حتى خرج بعضهم.

على الأغلب أن مشهد العصائب الغاضبة واللحى الطويلة وسط البلد سيكون له ما بعده، من تحولات في توسّع آليات عملهم، وتعددها.

ولكن في مقابل كل هذا، لا بدّ أن تحاول الدولة الاستفادة من ذلك في خطابها الخارجي، فالغرب بالتأكيد انزعج بشدة من مشهد إخوة "ساكني غوانتامو"، وهم يتظاهرون في عاصمة حليفة لهم".

ما الذي يجري في المنطقة؟ إن منّا من يضحك لا مصدق ما يجري فرحا.. "بركاتك سيدي بوعزيزي" .. البعض منا يعيش حلما جميلا، وآخرون كابوسا، ولكن بين هذا وذاك، هناك شيء واحد مؤكد هو أن المنطقة هذه الأيام تكتب تاريخا جديدا لها.

أضف تعليقك