أسئلة القلق في لقاء الملك

أسئلة القلق في لقاء الملك
الرابط المختصر

أتاح لنا العين رجائي المعشر في بيته العامر الفرصة لحوار طويل وصريح مع الملك استمر لعدة ساعات، تم فيه التطرق إلى أهم القضايا والأسئلة التي تشغل بال الأردنيين منذ ما يزيد على عامين، وكان محور الحوار هو كيفية العبور إلى شاطئ الأمان بما يخص الإصلاح السياسي والاقتصادي وملف الفساد والحراك الشعبي والانتخابات البرلمانية المقبلة والمحيط الإقليمي والمستجدات السياسية في المنطقة.

للحق لم تكن هنالك أية حواجز بروتوكولية أو سيكولوجية، تحول دون الحديث عن أسئلة القلق التي عبر عنها الشارع الأردني على مدى عامين، رغم كل المحاولات التي كانت وما تزال تحاول ليّ الحقائق؛ والحديث عن أن ما يحدث في الشارع الأردني مجرد من المضمون السياسي، والقضية تتعلق بقضايا مطلبيه يرفع شعارها نفر قليل يبحثون عن منافع ومطالب سريعة وصغيرة.

الحوار مع الملك على هذه السوية والوتيرة العالية المسؤولية، وتجاوب الملك مع القضايا التي طرحت من قبل الموجودين، والتأكيد من قبل الملك على أن الحراك الشعبي جزء أساسي وأصيل من مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية، وأن وجوده ضرورة في الحياة السياسية الأردنية، يؤكد أن ثمة قوى سياسية أخرى في المجتمع يجب الالتفات إليها لتجاوز ثنائية الحركة الإسلامية والحكومة التي لازمت الحركة السياسية الأردنية لسنوات طويلة وأعاقت حركة الشارع السياسية، الحوار بهذه الطريقة يؤكد أن ثمة قوى سياسية في المجتمع غير الأشكال التقليدية يمكن، بالإضافة إلى المكونات السياسية الأخرى، التعاطي معها والعبور بالأردن إلى شاطئ الأمان الذي نسعى إليه.

حديث الملك عن احترامه وتقديره للحراك الشعبي، ينفي كل التهم التي حاولت بعض المؤسسات والأفراد ترويجها، عن أن هؤلاء مجموعات من الغوغاء موتورة تغرد خارج السرب، وتم دحضها من قبل رأس النظام ما يعني أن الرسالة الملكية يجب أن تكون واضحة لكل طرف يحاول أن يهمش الحراك الشعبي، وبالتالي على الجميع أن يتحمل مسؤولياته تجاه مستقبل الأردن, وفي ذات السياق المتعلق بالحلول الأمنية للقضايا السياسية تحدث الملك عن طي ملف الاعتقال السياسي، وأن التعليمات صدرت لإطلاق سراح جميع المعتقلين.

هذه الموضوعات وغيرها من الموضوعات كانت في صلب اللقاء مع الملك، ولم يكن غائبا عن الحديث كذلك حجم الضغوطات السياسية الإقليمية والدولية التي تمارس على الأردن، والتضييق الاقتصادي الدولي والعربي الذي يتعرض له الأردن نتيجة لموقفه الرافض للتدخل في الموضوع السوري.

الحوار مدخل رئيسي لفهم وجهات النظر المختلفة، ويضع الجميع على مسافة واحدة في رسم مستقبل الأردن، لذلك علينا أن نفكر جميعا  في خريطة طريق يمكن على ضوئها تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد، والبحث عن صيغة جديدة لشكل العقد الاجتماعي الذي نريده لبلدنا ويضمن أن يكون الجميع شركاء في صياغته، فالمرحلة أصعب مما يعتقد البعض.

الغد