تقرير حالة البيئة في الاردن .. التنوع الحيوي والانظمة البيئية

الفصل العاشر

التنوع الحيوي والأنظمة البيئية

10-1: الأنواع الحية في الأردن

يضم هذا القسم شرحا تفصيليا لأنواع الكائنات الحية في بيئتها الطبيعية.

10-1-1: الأنواع الحيوانية في الأردن

تضم المجموعة الحيوانية في الأردن الفقاريات واللافقاريات حيث يندرج التالي تحت مجموعة الفقاريات.

الثدييات:

تم تسجيل 78 نوع من الثدييات في الأردن تتبع لست وعشرون عائلة كالتالي: خمس أنواع من آكلات الحشرات تتبع لعائلتين، 24 نوع من الخفافيش تتبع لثماني عائلات، 16 نوع من المفترسات تتبع لخمس عائلات، نوع واحد من الوبريات يتبع لعائلة واحدة، خمس أنواع من ذوات الأظلاف تتبع لعائلتين، نوع واحد من الأرانب البرية يتبع لعائلة واحدة و 26 نوع من القوارض تتبع لسبع عائلات.

ويجب الإشارة هنا إلى أن مجتمع الثدييات قد تعرض وما يزال لضغوطات وممارسات بشرية عديدة أدت إلى تناقص الأفراد في مجتمعاته إضافة إلى انقراض العديد من الأنواع التي استوطنت المملكة سابقاً. منها النمر العربي والدب السوري البني.

إضافة إلى ذلك فان لوائح الاتفاقية العالمية لمنع الاتجار بالأنواع المهددة عالمياً من النباتات والحيوانات (CITES) أدرجت خمس أنواع من الثدييات على القوائم الأولى، ست أنواع على القائمة الثانية وأربع أنواع على القائمة الثالثة مما يدل على أهمية المحافظة هذه المجتمعات من خطر الانقراض.

الزواحف

الزواحف مصطلح عام يشمل السحالي، الأفاعي والسلاحف، تم تسجيل 99 نوع مختلف من الزواحف تتبع لـ 18 عائلة كالتالي: 57 نوع من السحالي تتبع لسبع عائلات، 37 نوع من الأفاعي تتبع لسبع عائلات، خمس أنواع من السلاحف أحدها بري ونوع يعيش في المياه العذبة وثلاث أنواع بحرية.

ويذكر أن هناك نوعاً واحداً من السحالي مدرج على القائمة الأولى من الاتفاقية العالمية لمنع الاتجار بالأنواع المهددة عالمياً من النباتات والحيوانات (CITES)، نوعين من السحالي مدرجة على القائمة الثانية، نوع واحد من الأفاعي مدرجة على القائمة الثانية، أما بالنسبة للقائمة الثالثة فأدرج بها نوعان من السحالي ونوع واحد من الأفاعي.

البرمائيات:

تشمل البرمائيات في الأردن الضفادع، العلجوم والسلمندر، وقد تم تسجيل خمس أنواع تتبع لخمس عائلات حيث انقرض نوعان وهما السلمندر والضفدع السوري. ومن المهم ذكره أن مجتمع البرمائيات في الأردن يتعرض لضغوط كبيرة بالرغم من قلة الأنواع التي يمثلها.

الطيور:

تم تسجيل 420 نوعاً من الطيور تتبع لـ 69 عائلة و21 رتبة  حيث يوجد 94 نوع منها مسجلة على قوائم الاتفاقية العالمية لمنع الاتجار بالكائنات الحية  المهددة بالانقراض وستة عشر نوعا مهدداً بالانقراض على المستوى العالمي. معظم الطيور في الأردن هي طيور مهاجرة تسلك في هجرتها خلال رحلتي الخريف والربيع طريقين رئيسيين عبر الأردن هما عبر واحة الأزرق وطريق وادي الأردن. واحة الأزرق هي من أهم مناطق هجرة الطيور في العالم وهي مصنفة دوليا ضمن مواقع المناطق الرطبة الهامة للطيور ضمن معاهدة رام سار. وتهاجر ملايين الطيور من دول الاتحاد السوفييتي السابق وشرق أوروبا عبر هذه الطريق وقد سجل في الأردن 360 نوعا من هذه الطيور منها 280 نوعا عبر الأزرق، ولكن ضخ المياه وجفاف بعض الواحات في السنوات الأخيرة قلل من أعداد الطيور. أما الطريق الثاني فهو طريق وادي الأردن والبحر الميت ووادي عربة وأخيرا خليج العقبة. وتسلكه عادة الطيور الوافدة من أوروبا الغربية كما أن وادي عربة يتميز بوجود الجبال عالية الارتفاع التي تحيط به والتي تدفع بتيارات حرارية تساعد الطيور الكبيرة على التحليق كما أن بعض الطيور الكبيرة تستخدم قمم الجبال لبناء أعشاشها عليها. ومن الجدير بالذكر أن السدود أصبحت أيضا نقطة جذب للطيور مثل سد الملك طلال وكذلك محطات تنقية المياه مثل محطة تنقية العقبة ومحطة الخربة السمرا في الهاشمية واللتين تعتبران مناطق مهمة للطيور في الأردن.

قائمه رقم (10-1-1/1): أنواع الطيور النادرة والمهددة بالانقراض في الأردن.

الاسم العربي الاسم الإنجليزي الاسم العلمي
القطا Pin-tailed Sand grouse Pterocles alchata
الكوت Coot Fulica atra
الحجل الفلسطيني Sand Partridge Ammoperdix heyi
الحبارى Houbara bastard Chlamydotis undulata
الخضيري ( أبو حشيش) Mallard Anas platyrhynchos
أبو سعد White stork Ciconia ciconia
كروان صحراوي Stone curlew Burhinus oedicnemus
الشنار ( الحجل) Chukar Alectoris chukar
الشاهين Peregrine falcon Falco peregrinus
الحجلة السوداء Black francolin Francolinus francolinus
العقاب ( النسر الأسمر) Griffon vulture Gyps fulvus
  • الحياة البحرية في خليج العقبة:

تعتبر المجتمعات المرجانية والسمكية في العقبة ذات خصائص فريدة، حيث يعيش  نحو 150 نوعاً من أنواع المرجان الصلب، وحوالي 450 نوع من الأسماك، بعضها متوطن فقط في العقبة ولا يعيش إلا فيها. وهذا يعني أن خليج العقبة من ناحية بيولوجية يعتبر منطقة عالية التوطن Highly endemic، أي أنها تحتوي على نسبة عالية من الكائنات الخاصة بها. الميزة الفريدة في مياه خليج العقبة هي درجة حرارتها الدافئة طوال السنة وكذلك العمق الكبير للمياه ووجود صفاء في هذه المياه وإضاءة عالية. يساهم وجود المرجان والبيئة البحرية الفريدة في العقبة في المردود الاقتصادي من السياحة. فهذه المجتمعات المرجانية تشكل أحد أهم عوامل الجذب للسياحة الخارجية

اسماك المياه العذبة:

تم تسجيل 15 نوعاً من اسماك المياه العذبة تتبع لست عائلات معظمها بالأصل من المياه العذبة إلا نوعين لهما أصول بحرية. ومن أهم المميزات التي خصت هذه المجموعة هو وجود سمكة السرحان في محمية الأزرق المائية علماً بأنه المكان الوحيد في العالم الذي يمكن مشاهدة هذا النوع فيها. والجهود المبذولة في سبيل إعادة توطين هذا النوع من اسماك السرحان قد أثمرت بالنجاح حيث أزيل خطر الانقراض عنها.

اللافقاريات

نظراً لضخامة حجم هذه المجموعة والتي تشكل ما يزيد عن نسبة 70 % من المجموع الكلي للأنواع الحيوانية فان الدراسات التي تمت في الأردن والتي استهدفت المجموعات المختلفة بشكل عام قليلة، القائمة التالية رقم (10-1-1/2) يوضح هذه الدراسات ونتائجها

قائمة رقم (10-1-1/2) : أصناف اللافقاريات في الأردن

اسم المنطقة صنف الحشرات صنف العنكبوتيات صنف القشريات صنف مفردات الأرجل صنف مزدوجات الأرجل المجموع الكلي
محمية ضانا

الطبيعية

نوع عائلة نوع عائلة نوع عائلة نوع عائلة نوع عائلة نوع عائلة
151 26 غير مسجل غير مسجل 9 5 غير مسجل غير مسجل 8 4 168 35
محمية وادي رم 67 29 10 3 غير مسجل غير مسجل غير مسجل غير مسجل غير مسجل غير مسجل 77 32
محمية غابات دبين 169 55 5 4 3 3 4 3 2 1 183 66

إضافة إلى ما سبق فقد جاءت بعض الدراسات التي حددت المجموع الكلي لأنواع بعض العائلات فمثلاً:

الفراشات في الأردن: عدد الأنواع 97 نوع

ذباب الخيل في الأردن: عدد الأنواع 24 نوع

فرس النبي في الأردن: عدد الأنواع 16 نوع

10-1-2: النباتات في الأردن

تعتبر الأردن غنية بالتنوع الحيوي النباتي حيث يصل عدد النباتات الوعائية إلى ما يقارب 2500 نوع تتبع إلى 152 عائلة وتشكل ما مجمله 1% من النباتات المسجلة في العالم. من الجدير بالذكر بان ما يقارب من 100 نوعاً تعتبر من الأنواع المتوطنة في الأردن أي ما يعادل نسبة 2.5% من مجموع النباتات المسجلة وهي نسبة عالية مقارنة بالمعايير العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد في الأردن 349 نوع نادر، 76 نوع مهدد بالانقراض و18 نوع مدرجة على القوائم العالمية للأنواع المهددة بالانقراض حسب الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN).

وقد تم تصنيف 13 نمط نباتي مختلف في الأردن وهي:

نمط غابات الصنوبر الحلبي الطبيعية:

يتميز هذا النمط بسيادة أشجار الصنوبر الحلبي  بالإضافة إلى انه يبدأ من ارتفاع يزيد عن 700 متر فوق سطح البحر وينتشر في مناطق مثل جرش، عجلون، دبين وزي.

نمط النباتات الملحي:

ينتشر هذا النمط في مناطق  الصحراء العربية حول واحات الأزرق. وغور  حول البحر الميت، وتختلف نباتات هذه المناطق باختلاف درجة ملوحتها وبالتالي قدرة النبات على تحمل الملوحة . ومن نباتات هذا النمط الغرقد والاثل.

نمط غابات البلوط دائم الخضرة:

يتميز هذا النمط بأشجار دائمة الخضرة مثل السنديان دائم الخضرة وهو السائد وينمو على ارتفاعات تزيد عن 700م عن سطح البحر ويشكل الجزء الأكبر من غابات  وينتشر من وادي السير في عمان إلى اربد في الشمال، من الطفيلة إلى الحسا بين الشوبك والبتراء.

نمط الغابات الاستوائي

وهو ضمن الطور السوداني ويتركز بالقرب من البحر الميت ومعظم الغطاء النباتي في هذا النمط قد دمر وتم تحويله لزراعة الخضراوات  ولا توجد مناطق محمية باستثناء غور فيفا ومن النباتات المنتشرة في هذا النمط السدر والطلح.

نمط غابات البلوط متساقط الأوراق

يتميز هذا النمط بأشجار البلوط متساقطة الأوراق مثل الملول والسنديان متساقط الأوراق وينمو على ارتفاعات تقل عن ارتفاعات أنماط الغابات الأخرى في الأردن. معظم هذه الغابات غير محمية ويختلف تركيب هذه الغابات حسب الحرارة والرطوبة وينتشر في أم قيس ونهر اليرموك ودير أبي سعيد إلى حدود اشتفينا في غابة عجلون وفي العالوك قرب جرش وعلى نهر الزرقاء قرب سد الملك طلال .

نمط الكثبان الرملية

نباتات هذا النمط  موجودة في الطور السوداني وخاصة وادي عربة ووادي رم وتكون شجيرات قادرة على تثبيت الكثبان الرملية وفي بعض المناطق تصل النباتات إلى ثلاثة أمتار في الارتفاع . من نباتات هذا النمط الرتمة، لسان الحمل .

نمط غابات العرعر

يوجد هذا النمط في الجبال الجنوبية فقط وعلى ارتفاع زيد على 1000م، حيث تتوفر التربة الرملية الصخرية ودرجات الحرارة المنخفضة والتساقط السنوي للثلوج، ويتمثل هذا النمط بالعرعر الفينيقي، ويمكن أن يرتبط العرعر في السرو والبطم والخروب وينتشر من الرشادية قرب الطفيلة، ضانا، الشوبك، وادي موسى والطيبة.

نمط أشجار الطلح

ينتشر هذا النمط عند الجبال والمناطق الصخرية في وادي عربة والعقبة ووادي اليتم ووادي رم وتنتشر أشجار الطلح في وادي عربة وتصبح أكثر كثافة باتجاه المناطق الصخرية عند قواعد الجبال لتشكل منطقة نقية مزروعة  بالطلح.

نمط البحر الأبيض المتوسط اللاشجري

هذا النمط لا يوجد به أشجار وإنما شجيرات مثل السويد والقنديل ويتكون نتيجة تدهور الغابة. ينتشر هذا النمط في جميع مناطق البحر الأبيض المتوسط باستثناء أراض الغابات والتراض المزروعة.

نمط النباتات المائية

يتواجد هذا النمط حول الجداول المائية وضفاف الأنهار وفي واحات الأزرق وهو قليل الانتشار في  حيث يوجد على ضفاف نهر اليرموك والزرقاء ووادي شعيب ووادي الموجب ووادي الحسا وواحات الأزرق ومن النباتات الصفصاف والاثل.

نمط السهوب

هذا النمط مقصور على مناطق الطور الإيراني  وممكن أن يتواجد في مناطق البحر الأبيض المتوسط والصحراء العربية وتركيب هذا النمط يختلف باختلاف التربة واختلافات الطقس ومن النباتات الرتمة والسدر وينتشر على طول شريط البحر الأبيض المتوسط باستثناء الشمال.

نمط القيعان

يتكون هذا النمط في الصحراء حيث تتجمع المياه وتتراكم حبيبات التربة الناعمة وفي الغالب تكون طينية أو غرينية. وعند تبخر المياه تصبح التربة قاسية وهذا لا يساعد على إنبات النبات. ومن الأمثلة عليه قاع الأزرق وقاع الجفر وعادة لا يكون هناك غطاء نباتي حول القيعان بل بعض النباتات مثل القبار والاثل.

نمط الحماد

يشكل نمط الحماد معظم مناطق الصحراء العربية إذ تعتبر نصف أراض الصحراء من هذا النمط وينتمي لهذا النمط أربعة أنماط وهي:

حماد ـ مناطق السيول المائية: من نباتات هذا النمط الاثل والبطم ويكون الغطاء النباتي بالقرب من الأودية ومسارات المياه.

حماد ـ  مناطق الصخور: يعتبر الأكبر في الأردن ويغطي معظم الصحراء الشرقية ومن النباتات الشنان

حماد ـ مناطق الحصى: تغطي الأرض بحصاة سوداء وقد تكون الحصاة مغطاة بالاشنات  ومن نباتات هذا النمط الحمض.

حماد ـ مناطق الرمال: يوجد على طريق الحدود العراقية السعودية  ويتركز عند محمية الشومري ومن النباتات القطف والشيح

10-2: الضغوطات على التنوع الحيوي

معظم الأخطار التي تواجه التنوع الحيوي في الأردن ناتجة عن مسببات متعلقة بالنشاطات الإنسانية والتنمية خصوصا منذ بداية القرن الحالي. ولقد اشتهر الأردن عبر التاريخ بالغابات والنباتات وكذلك الحيوانات المتنوعة حيث وصفه العديد من المؤرخين والرحالة بالاخضرار وثراء حياته البرية. وقد دلت الظواهر القديمة من حفريات وفسيفساء أو نقوش حجرية وغيرها على وفرة الأنواع الحيوانية في الأردن. وتبين النقوش الحجرية في منطقة جاوا ووادي القطيف صور المها والماعز الجبلي والثيران وطرق صيدها البدائية. كما تدل الصور الفسيفسائية في مأدبا على ازدهار الحياة البرية من خلال وجود رسوم للغزلان والأرانب البرية والخنزير البري والفهد والأسود الجبلية الآسيوية.  وقد تضافرت عدة أسباب أهمها الصيد وامتداد التنمية والعمران على موائل الحياة البرية في انقراض العديد من الأنواع ووصول الكثير من الأنواع الأخرى إلى مرحلة التهديد بالانقراض. فقد اختفت من جبال الأردن وبواديه عدة كائنات مثل المها البري والفهد والنمر العربي بسبب اعتداءات الإنسان وبات الذئب العربي والسنجاب الفارسي والبدن البري مهددين بالانقراض. وتاليا أهم أسباب التأثيرات على التنوع الحيوي في الأردن.

10-2-1: تدهور الأراضي والزحف العمراني

تركز النمو السكاني في المناطق الجبلية الوسطى ذات التركيز العالي من الأراضي المنتجة والمتميزة بالتنوع الحيوي، وساهم في تحويل معظم هذه الأراضي إلى النمط السكني إضافة إلى ارتفاع قيمتها المالية. تسبب هذا التركيز السكاني في تدهور الموائل في المناطق المحيطة بالمدن الرئيسية ومنها الموائل البرية والمائية. وفي هذا السياق تعتبر حالة واحات الأزرق نموذجا لمساهمة النمو السكاني وزيادة الطلب على مياه الشرب في الضخ الجائر للمياه من الواحة لأغراض الشرب في العاصمة عمان في الثمانينات من القرن الماضي وتدهور المناطق الرطبة في الأزرق.

وقد تركز النمو السكاني والتواجد البشري حول الأراضي الزراعية ذات الإنتاجية العالية والتي تشكل أفضل أنواع التربة المناسبة لنمو الغطاء النباتي وخاصة في المناطق الجبلية في المنطقة الوسطى والغابات الطبيعية في الشمال وبعض المناطق في الطفيلة والكرك.

وبشكل عام أدى النمو السكاني والطلب على الموارد من خلال الزراعة وضخ المياه الجوفية والسطحية إلى تدهور وإزالة الغطاء النباتي وتغيير استعمالات الأراضي وبالتالي حرمان الكثير من الحيوانات والطيور من موائلها ودفعها إلى التحرك بعيدا عن هذه الموائل وبالتالي التعرض إلى مزيد من الأخطار سواء بسبب تغير المؤشرات البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة والظل أو التهديدات البشرية المختلفة.

10-2-2: الاستثمار

من أهم الضغوطات المرتبطة بالاستثمار ما تتعرض له الأنظمة والموائل البيئية من تدهور بسبب التعدين والكسارات حيث يتم إزالة التربة والغطاء النباتي في مواقع التعدين المختلفة وتترك هذه المواقع بعد الاستخدام بدون إعادة تأهيل. ويعتبر هذا النوع من الضغوطات الاستثمارية تقليديا ولكن النوع الجديد من الضغوطات يتمثل في بناء المنتجعات السكنية والسياحية الضخمة مثل حالة منتجع دبين.

الصندوق 1: مشروع المتنزه السياحي في غابة دبين

في بداية العام 2007 ثار جدال واسع في الأردن حول نية شركة دبي كابيتال الاستثمارية بناء متنزه سياحي داخل حدود غابة دبين الطبيعية، وفي منطقة قريبة جدا من محمية دبين وذلك من خلال إنشاء 200 غرفة فندقية. هذا المشروع واجه الكثير من الانتقادات من قبل المنظمات البيئية غير الحكومية كما رفضت وزارة البيئة منح ترخيص للشركة لإقامة المتنزه في الموقع المقترح والذي يضم جزءا هاما من غابة دبين. وبعد مداولات ومناقشات حول أفضل السبل للتوفيق ما بين حماية البيئة وتشجيع الاستثمار ودعم التنمية المحلية في محافظة عجلون تم الاتفاق ما بين وزارة البيئة وشركة دبي كابيتال على تغيير موقع المشروع ليتم تنفيذه في منطقة استراحة الضمان الاجتماعي في دبين. هذه المنطقة التي تم اختيارها تعرضت للوجود السياحي طوال سنوات ويزورها يوميا حوالي 500 زائر أي أنها في واقع الأمر منطقة مستخدمة لأغراض السياحة ولكن البنية التحتية فيها ضعيفة ومساحات الأشجار فيها قليلة. ستقوم الشركة في حال أثبتت دراسة تقييم الأثر البيئي جدوى المشروع ببناء 50 غرفة فندقية وتحسين المرافق الموجودة حاليا ورفع كفاءة هذه المنطقة السياحية باستثمار حديث. بالنسبة للموقع السابق الذي كانت الشركة تنوي الاستثمار به فهو يمثل أرض حراج طبيعية ونظام بيئي متكامل وسيتم الاتفاق مع مؤسسة الضمان الاجتماعي لتخصيص هذه الأراضي للحراج فقط بعد أن تعود ملكيتها للحكومة. هذه الحالة شكلت نموذجا لكيفية الوصول إلى حل متكامل ويحقق الفوائد المرجوة لحماية البيئة ودعم التنمية وتشجيع الاستثمار معا.

الاستثمار والتنوع الحيوي البحري في العقبة:

منذ إنشائها في العام 2001 تمكنت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في العقبة من استقطاب استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار حتى العام 2007 مقارنة بالقيمة المستهدفة عند الإطلاق والتي كانت 6 مليارات دولار بحلول العام 2020. غالبية الاستثمارات كانت في قطاع العقارات وخاصة للأهداف السياحية التي تستهدف الصفوة الاقتصادية ورجال الأعمال من خلال استغلال ميزة المياه النظيفة والدافئة في خليج العقبة وعوامل الجذب المتمثلة في الساحل ذي القيمة الجمالية العالية. ولكن التأثيرات التراكمية للاستثمارات المتعددة والنمو الاقتصادي الكبير قد تؤثر على بيئة العقبة إلى درجة تتجاوز القدرة على إعادة التأهيل وبالتالي تؤدي إلى تدمير الجوهر الرئيسي للقيمة المضافة للعقبة.

ربما يكون أهم عناصر التغير البيئي في العقبة خلال السنوات القليلة القادمة هو النقل المزمع لميناء العقبة بتكلفة 3 مليارات دولار من موقعه الحالي إلى الشاطئ الجنوبي. من المتوقع أن عملية النقل هذه سوف تنتج الكثير من معالم التدهور البيئي خاصة في نشاطات التجريف وتدمير الحيود المرجانية في الشاطئ الجنوبي الذي سيضم الميناء الجديد. لن تكون الآثار مقتصرة فقط على المنطقة الساحلية حيث ستكون حالات تلوث الهواء الناجمة عن أعمال الحفر والإنشاءات والنقل مؤثرة بشكل كبير على كل المدينة وسكانها.

10-2-3: الفقر وارتفاع أسعار الموارد

توفر عناصر التنوع الحيوي سواء النباتية منها أو الحيوانية مصدرا للرزق والمعيشة للكثير من سكان الأردن. وفي حال تم إدارة هذه المصادر بطريقة مستدامة فإنها توفر الدعم المنشود لمكافحة الفقر والبطالة ولكن في حال الاستخدام الجائر فإن النتيجة تكون تدهور القدرة الكامنة للتنوع الحيوي وعدم إمكانية استخدامها في المستقبل لإسناد سبل المعيشة.

 

10-4-2: الرعي الجائر

يعتبر الرعي الجائر من أهم أسباب تراجع التنوع الحيوي فقد أظهرت العديد من الدراسات انخفاضاً في مستوى إنتاجية أراضي الرعي وإلى ميل للانخفاض بمرور الزمن. يعزى السبب في ذلك وبشكل رئيسي إلى الرعي الجائر للحياة النباتية والذي زاد من تآكل المراعي في مناطق الهطول المنخفض. في نفس الوقت يزداد عدد الحيوانات المرعية باستمرار.

تسبب الرعي الجائر الكثيف والمطول للمراعي في تغيير المراعي كماً ونوعاً. من الناحية الكمية أدى ذلك إلى نمو اقل للنباتات والى صغر حجمها وإلى تآكل الغطاء النباتي. من الناحية النوعية أدى ذلك إلى انخفاض في عدد النباتات المستساغة والمغذية مقابل ارتفاع في عدد النباتات غير المستساغة والمفتقرة للمغذيات.

تراوحت إنتاجية المساحات الشبه-جافة ما بين 11% إلى 33% من كميات النباتات الخضراء المنتجة مقارنة بالمناطق المحمية المجاورة لها، وقد أثر التدهور في نوعية المراعي على الحياة البرية في البيئة الصحراوية ويعزى أسباب هذا الضرر إلى التالي:

ـ المنافسة المباشرة بين الأغنام والخراف من جهة وبين آكلات الأعشاب من جهة أخرى (مثل الغزلان والطيور آكلة البذور والقوارض).

ـ خسارة آكلات الأعشاب لمصادر طعامها.

ـ خسارة في مصادر طعام المفترسات (بسبب تقلص أعداد آكلات الأعشاب).

ـ انتقال الأمراض المعدية من الحيوانات الداجنة إلى الحياة البرية.

ـ خسارة المكونات الهيكلية للبيئة (الأشجار والشجيرات).

إن هذه التغييرات الحيوية والهيكلية يثبتها وجود زيادة كبيرة في أعداد الطيور وأنواع النباتات داخل المحميات الطبيعية مقارنة بالأراضي المفتوحة خارجها.

10-2-5: قطع الأشجارمع الارتفاع المستمر في أسعار الوقود تعرضت المناطق الحرجية والغابية في الأردن إلى عمليات قطع مبرمجة للأشجار بهدف الحصول على موارد طاقة تقليدية عن طريق الحطب للاستعاضة عن المحروقات ولو نسبيا.

هناك آثار سلبية كثيرة غير قابلة للانعكاس تنجم عن قطع الأشجار وتدمير الغطاء النباتي منها تجريد البيئة الطبيعية ونشر التصحر وتلويث الأجواء خصوصا أن الأشجار تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين وقطعها يؤدي إلى إضعاف الآلية الطبيعية لتنقية الهواء.

وعلى سبيل المثال تعرضت الأشجار التاريخية في بعض المناطق من محافظة عجلون لتعديات متباينة وصلت في خطورتها إلى قلع بعض الأشجار من جذورها باستخدام الآلات الثقيلة ونقلها من مكانها الذي صمدت فيه مئات السنين لتباع كسلعة تجارية مقابل عشرات الدنانير، كما أدى شمول الأراضي الزراعية بالتنظيم والتوسع العمراني الأفقي وفتح الشوارع لنفس الأضرار.

تتعرض مساحات حرجية وأخرى مثمرة إلى التحطيب الجائر واعتداءات بطرق مختلفة على أصناف من الأشجار المعمرة والنادرة ومنها العرعر والزيتون والبلوط والسرو، وغيرها لاستخدامها في مدافىء الحطب التي بدأت تلقى رواجا بين المواطنين، لعودتهم إلى وسائل التدفئة التقليدية باستخدام الحطب جراء ارتفاع أسعار المحروقات.

10-2-6: جمع النباتات الطبية والبرية

وفي المقابل هناك أيضا ممارسات الجمع الجائر للأعشاب الطبية والنباتات ذات القيمة التجارية حيث تشتهر المناطق الشفا غورية والمرتفعات الشمالية  بنمو العديد من الإعشاب البرية الطبية التي تشهد اعتداء جائرا من قبل المواطنين الذين يعملون على قطف وجمع هذه الإعشاب وبيعها إلى محلات العطارة من اجل المتاجرة بها لغايات علاجية. ونظرا لعدم شمول الإعشاب الطبية والإزهار البرية بحماية قانونية فان الإقبال الكبير على جمعها والمتاجرة بها سوف يشكل خطورة على استمرار نمو هذه الإعشاب حيث تعتبر هذه  المناطق الأراضي الأصلية لنمو هذه الإعشاب والإزهار. ومن اشهر الأعشاب الطبية البرية التي يتم جمعها: العكوب، والزعتر البري، والفيجل، والشومر البري، والميرمية والبابونج والشيح والجعدة.

10-2-7: الصيد الجائر

تعاني الجهات غير الحكومية المعنية بحماية الطبيعة والبيئة كثيراً من محاولات استنزاف الحياة البرية خاصة صيد الطيور المهددة بالانقراض رغم القوانين التي تحكم وتنظم عمليات الصيد والاتجار بمقدرات الأردن الحيوانية والبيئية.

ومن أكثر الطيور تعرضا للصيد الحجل والحمام البري وأبو سعد والحباري إلى جانب طيور مثل العقبان والصقور والنسور وطائر الرها. وتمنع المادة 57 من قانون الزراعة رقم 44 لعام 2000 الصيد في الصحراء الشرقية نظرا لهشاشتها البيئية ولندرة الطيور الموجودة فيها التي أصبحت مهددة بالانقراض، ورغم ذلك فان محاولات استنزاف الحياة البرية النادرة تتوالى.

وقسم قانون الزراعة المملكة إلى قسمين شرق الخط الحديدي الحجازي ويمنع فيه الصيد بجميع أشكاله والأسباب أمنية كونها مناطق حدودية مثل العراق وسوريا والسعودية.

وهناك أسباب أخرى للسلامة العامة للناس مبعثها الخوف من الضياع في الصحراء. بالإضافة إلى أن معظم الأنواع الموجودة في الصحراء الشرقية مهددة بالانقراض لذلك منع الصيد بأشكاله المختلفة في الصحراء الشرقية.

وفي منطقة غرب السكة يسمح بالصيد لكن في أماكن محددة هي المناطق الجبلية والأغوار لكن يتم الصيد هناك بجدول تنظيم الصيد الذي يحدد الأنواع والمواسم والأعداد المسموح بصيدها والمناطق.

من الجدير بالذكر بان نسبة الصيادين في تزايد مستمر إلا أن الجهود المتواصلة التي تقوم بها المؤسسات الوطنية من تفتيش وتوعيه لحماية البيئة ولتنظيم الصيد في كافة المناطق يثمر بالنجاح وبتخفيف نسبة المخالفات. بلغ عدد الصيادين المرخصين قانونيا حوالي (7500) صياد حيث يتم تجديد الرخص سنويا. أما المخالفين فيتم عمل ضبط بهم ويتحولون إلى المحكمة حيث يبلغ عددهم سنويا ما يقارب (250) مخالف سنويا.

بالنسبة للمصادرات فمعظمها تكون لمحنطات لحيوانات برية مختلفة منها النسور والصقور الثعالب والحجل(الشنار) وغيرها. أو اقتناء حيوانات أو طيور بريه حية. وبعض المصادرات تتم على المعابر الحدودية أثناء محاولة إدخالها عبر الحدود بطريقة غير مشروعة بقصد التجارة أو الزينة ومعظمها لجلود أفاعي وجلود حيوانات مفترسة كالنمر أو لحيوانات محنطة مستوردة.

أن جميع المصادرات التي تتم على المعابر الحدودية وداخل المملكة للحيوانات البرية المستوردة يجب أن تكون مدرجة ضمن الاتفاقية العالمية لمنع الاتجار بالأنواع الحية المهددة بالانقراض من نباتات وحيوانات (CITES) حيث أن الاتفاقية قد قسمت الحيوانات والطيور إلى ثلاثة قوائم تبعا لدرجة خطر انقراضها. إن جميع  الحيوانات أو الطيور التي تُسْتورد أو تصدر يجب أن تحمل تصريح سايتس (تصريح استيراد وتصدير) من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة حيث أنها السلطة الإدارية المخولة بالسماح بالاستيراد والتصدير.

10-2-8: الحرائق

تعتبر الحرائق العشوائية من أهم وأخطر المشاكل التي تتعرض لها الحياة البرية لأنها تتسبب في إفقاد الطبيعة لمناظرها الخلابة وتقضي على مساحات واسعة من الغطاء النباتي مما يؤدي أيضا إلى انجراف التربة ويغير من صفاتها الكيماوية والفيزيائية وبالتالي على العديد من الأحياء البرية المعتمدة على توازن النظام البيئي وعماده الأشجار.

مجموع حوادث حرائق الأعشاب الجافة والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة والحرجية بلغ (2579) حادثاً خلال النصف الأول من عام م2007 والتي كانت غالبيتها نتيجة السلوك الشخصي الخاطئ الذي يتمثل بالاستهانة بمتطلبات السلامة العامة وعدم أدراك مدى الخطر الناجم عن هذا النوع من الحوادث. ففي عجلون ساهمت الحرائق خلال شهرين فقط من عام 2006 في تدمير (1129) شجرة منها (578) شجرة حرجية و (551) شجرة مثمرة, أما في دبين وبحسب تقرير الإدارة الملكية لحماية البيئة لعام 2008 فقد دمرت الحرائق آلاف الأشجار الحرجية

وحسب إحصائيات مديرية الدفاع المدني فإن ما نسبته 42.5 % من إجمالي أسباب هذه الحرائق يعود لعبث الأطفال بمصادر الاشتعال المختلفة و 31.7% حرائق مفتعلة وشكلت حرائق الأعشاب الجافة والمزروعات والأشجار ما نسبته 52.9 % من إجمالي حوادث الإطفاء لعام 2005 .

10-3: إدارة التنوع الحيوي في الأردن

طور الأردن خلال السنوات الماضية منظومة من الاستجابات التشريعية والمؤسسية والفنية لتحديات تهديد التنوع الحيوي، وقد وثقت بعض التقارير الدولية التقيمية مدى نجاح الأردن في مجال حماية التنوع الحيوي، حيث أشار تقرير مؤشر الأداء البيئي الذي نشرته جامعتا ييل وكولومبيا الأميركيتين إلى أن الأردن هو الدولة العربية الأكثر نجاحا في حماية التنوع الحيوي.

10-3-1: الإطار التشريعي

يرتبط قانون حماية البيئة في الأردن رقم 52 للعام 2006 بشكل رئيسي بمهام وواجبات وزارة البيئة كجهة مسؤولة عن إدارة البيئة في الأردن بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الشريكة. وقد زود القانون وزارة البيئة بصلاحيات واسعة لحماية عناصر البيئة ومن ضمنها التنوع الحيوي.

ويمتاز قانون الزراعة رقم 44 للعام 2002 بالكثير من المواد التي تمنع انتهاك الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي في الأردن. حيث تمنع المادة 13 إخراج الأصول الوراثية النباتية والحيوانية من المملكة إلا  بتصريح مسبق، وتشير المادة رقم 28 إلى أنه لا يجوز تفويض الأراضي الحرجية إلى أي شخص أو جهة أو تخصيصها أو بيعها أو مبادلتها مهما كانت الأسباب. أما المادة 32 فتحظر الاعتداء على الأراضي الحرجية سواء بإقامة المساكن الدائمة أو المؤقتة أو الأبنية أو الإنشاءات عليها أو حفر الآبار. كما تنص نفس المادة على عقوبة كل من يقوم بإلقاء الأنقاض والنفايات والمخلفات الصلبة أو السائلة أو المشعة أو أي مواد ملوثة للبيئة على الأراضي الحرجية أما المادة 33 فتمنع حرق الأشجار والشجيرات الحرجية والنباتات البرية  أو تجريدها من قشورها أو من أوراقها. وبالإضافة إلى ذلك تنص المادة 35 على منع قطع أي من الأشجار الحرجية المعمرة أو النادرة والنباتات البرية المهددة بالانقراض أو إتلافها أو الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال.

وقد تم أيضا إصدار نظام المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية رقم 29 لسنة 2005 والذي يحدد أسس إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية. ويعطي النظام لرئاسة الوزراء صلاحية إعلان المحيات الطبيعية وتقوم الجهة المختصة بإدارة المحميات بتطوير خطة إدارة للمحمية تتضمن استعمالات الأراضي وتحديد مساحة وموقع المحمية والسياحة البيئية وغيرها من التفاصيل. وقد تم إقرار إتفاقية تفاهم ما بين وزارة البيئة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة يتم بموجبها التنسيق بين المؤسستين في إعلان وإدارة المحميات الطبيعية. كما منح النظام وزير البيئة الحق في اعتبار أي موقع موئلا للأحياء نادرة نباتية كانت أو حيوانية أو ذات
طابع جمالي مهما كانت مساحته وإعلانه منطقة ذات حماية خاصة. كما تضمن النظام مادة تحظر على أي شخص القيام بأي أنشطة ضمن حدود المحمية الطبيعية أو المتنزه الوطني بما في ذلك استغلال الموارد الطبيعية في أي منها إلا بعد موافقة الجهة المختصة بإدارة المحمية الطبيعية.

كما وقع الأردن على العديد من الاتفاقيات العالمية كاتفاقية التنوع الحيوي والاتفاقية العالمية لمنع الاتجار بالأنواع المهددة بالانقراض، واتفاقية رامسار للمحافظة على الأراضي الرطبة وبروتوكول السلامة الحيوية. ويقوم الأردن بالمشاركة الفعالة في تنفيذ نصوص هذه الاتفاقيات من خلال المشاريع الدولية وإعداد التقارير الوطنية وتم مؤخرا إعداد خطة العمل الوطنية لبناء القدرات لتنفيذ الاتفاقيات البيئية الدولية بشكل متكامل ومنها اتفاقية التنوع الحيوي.

من الإنجازات التشريعية الهامة في العام 2006 إعداد نظام لتصنيف الكائنات المهددة بالانقراض والحيوانات والطيور البرية بحيث يساهم هذا النظام في تحديد مدى السماح بصيد أو منع الصيد لهذه الكائنات حفاظا على تواجدها الطبيعي في بيئتها. وقد فرض نظام "تصنيف الطيور والحيوانات البرية التي يحظر صيدها تبعاً لدرجة حمايتها" عقوبات وغرامات مالية على كل من يصطاد أي طير أو حيوان بري مدرج ضمن ثلاث قوائم حددها النظام. حيث فرض النظام عقوبات وغرامات مالية تختلف تبعا للقائمة التي يندرج في إطارها الطير أو الحيوان، حيث يعاقب بالحبس مدة أربعة أشهر وغرامة مقدارها ألفا دينار كل من يصيد طيرا أو حيوانا بريا مدرجا على القائمة الأولى مثل الصقور الحرة أو النسر الأسمر أو البدن والمها العربي والذئب من قائمة الثدييات الأولى.

ويعاقب وفقا للنظام بالحبس مدة ثلاثة أشهر وغرامة مقدارها ألف دينار عن كل طير أو حيوان بري يتم صيده ويكون مدرجا على القائمة الثانية كالقط البري والنمس والبجع الرمادي، فيما يعاقب بالحبس مدة شهر وغرامة مقدارها مائة دينار عن كل طير أو حيوان بري يتم اصطياده وكان مدرجاً على القائمة الثالثة مثل السنجاب الفارسي والبجع الأبيض.

وتضم قوائم الطيور التي حددها نظام تصنيف الطيور والحيوانات البرية التي يحظر صيدها تبعاً لدرجة حمايته 298 طائرا منها 36 في القائمة الأولى و105 في القائمة الثانية و157 في القائمة الثالثة، في حين ضمت قائمة الثدييات 34 نوعا كان نصيب القائمة الأولى منها 13 نوعا، والثانية 9 أنواع، والثالثة 12 نوعا. واحتوت قوائم الزواحف على 21 نوعاً، تضم القائمة الأولى منها أربعة أنواع والثانية 7 أنواع والثالثة 10 أنواع. وجاء إقرار النظام استناداً إلى الفقرة هـ من المادة 57 من قانون الزراعة المؤقت لسنة 2002، لتوفير "أقصى درجات الحماية للحيوانات والطيور المهددة بالانقراض ولتوضيح المعايير والعوامل المتبعة في التصنيف".

ويتم حاليا إعداد نظام خاص لحماية الطبيعة من خلال فريق عمل وطني منسق من قبل وزارة البيئة، وكذلك يتم تطوير سياسة وطنية للمحميات الطبيعية .

10-3-2: الإطار المؤسسي

يعتبر تأسيس وزارة البيئة في العام 2003 خطوة رئيسية في سياق التحديث والتنظيم المؤسسي في إدارة البيئة في الأردن. وقد حدد قانون حماية البيئة رقم (52) للعام 2006 المسؤوليات الرئيسية لوزارة البيئة في مجال التنوع الحيوي وبناء عليه تم تحديث الإطار المؤسسي للوزارة في العام 2006 ليتضمن إنشاء مديرية خاصة بالطبيعة تتضمن قسما مختصا بالتنوع الحيوي وآخر مختصا بمكافحة التصحر وإدارة الأراضي. ويركز عمل قسم التنوع الحيوي على التنسيق مع المؤسسات الوطنية في حماية التنوع الحيوي ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الدولية والإقليمية الخاصة بحماية التنوع الحيوي وإعداد ومتابعة تنفيذ التشريعات اللازمة لضمان المحافظة على الطبيعة ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتنوع الحيوي.

ومن أهم الإنجازات على الصعيد المؤسسي إنشاء الإدارة الملكية لحماية البيئة والتي سوف تعمل على تنفيذ كافة التشريعات البيئية الأردنية وفي مقدمتها التشريعات الخاصة بحماية التنوع الحيوي من خلال استثمار المزايا القانونية للشرطة في الضابطة العدلية إضافة إلى الموارد البشرية الكبيرة والتي سوف تقوم بمراقبة ومنع الانتهاكات ضد عناصر البيئة.

ويستضيف الأردن المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لمنطقة غرب ووسط آسيا وشمال إفريقيا ويضم لجنة وطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة تتكون من13عضوا ومنها وزارة البيئة، كما يستضيف الأردن أيضا المكتب الإقليمي لمؤسسة الاتحاد العالمي للطيور لمنطقة الشرق الأوسط.

10-3-3: الإطار الإستراتيجي

قامت وزارة البيئة وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعداد الإستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع الحيوي ما بين الأعوام 2001 و 2003 حيث صدرت الإستراتيجية التي تمثل السياسة الوطنية الرئيسية في مجال التنوع الحيوي وحماية الطبيعة في العام 2003.

وقد تضمنت الإستراتيجية العديد من المشاريع والمبادرات المقترحة التي وصلت إلى حوالي 100 مقترح مشروع تم إعدادها بطريقة تشاركيه ما بين القطاعات المختلفة.

تضمنت الإستراتيجية الوطنية لحماية التنوع الحيوي خمسة توجهات إستراتيجية وهي:

1- حفظ التنوع الحيوي واستعمال الموارد الحيوية بطريقة مستدامة من خلال حماية الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات والكائنات الدقيقة في بيئاتها المختلفة وحماية الأنظمة البيئية خاصة موائل الحياة البرية والغابات وأراضي المراعي والأراضي الزراعية بشكل يحفظ التوازن البيئي.

2- تحسين تفهمنا للأنظمة البيئية وزيادة قدراتنا الإدارية وإدراك حاجتنا لحفظ التنوع الحيوي باستعمال الموارد الحيوية بطريقة مستدامة.

3- إدارة الموارد الطبيعية وتوزيع الأدوار بين المؤسسات بطريقة تحفظ أساس الموارد الطبيعية الضرورية لحياة الإنسان وبقائه مثل التربة والماء والغطاء النباتي والمناخ وتطوير هذه العناصر واستخدامها بشكل مستدام.

4- إدامة أو تطوير الحوافز والتشريعات التي تدعم حفظ التنوع الحيوي والاستعمال المستدام للموارد الحيوية.

5- التعاون مع الأقطار الأخرى لحفظ التنوع الحيوي واستعمال الموارد الحيوية بطريقة مستدامة وبالمشاركة العادلة في المنافع التي يتم الحصول عليها نتيجة استغلال الموارد الوراثية.

مضمون الإستراتيجية:

تم تقسيم مضمون الإستراتيجية إلى خمسة أبواب رئيسية وعدة محاور تحت كل باب مجموعها 18 محورا قطاعيا، وتاليا الأبواب الرئيسية:

1- حماية الموارد الحيوية.

2- الاستعمال المستدام للموارد الحيوية.

3- تقليل أثر الصناعة على التنوع الحيوي.

4- تشجيع التكامل في تخطيط استعمالات الأراضي.

5- نحو زيادة اهتمام المجتمع بالتنوع الحيوي.

واستجابة لأهمية تحديد أولويات وطنية خاصة بقطاع التنوع الحيوي مستمدة من الإستراتيجية، نظمت وزارة البيئة بدعم من مشروع تقييم القدرة الوطنية ورشة عمل وطنية للشركاء في نيسان 2005 لتحديد المشاريع ذات الأولوية في مجالات التنوع الحيوي في الإستراتيجية، ليصار إلى تطوير خطة وطنية لتعبئة الموارد لتنفيذ هذه المشاريع بالتعاون ما بين المؤسسات الوطنية المختلفة ووزارة البيئة.

10-4: المحميات الطبيعية

تحتلّ المناطق المحميّة في الأردن؛ الموزّعة على امتداد المحميّات الطبيعية ومحميّات الغابات والسهول والمنتزهات الوطنية؛ مرتبةً أعلى من المستوى العالمي الإجمالي مقارنةً بدول المنطقة.

لقد بدأت المبادرات لإنشاء محميات طبيعية لغايات حماية الطبيعة في العام 1965 وذلك عندما طلب جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال من حكومته إعداد برنامجاً وطنياً لحماية الطبيعة ولإنشاء المحميات الطبيعية في الأردن. وقد دعم شخصياً إنشاء أول محمية مقترحة وهي محمية الأزرق الصحراوية في العام 1968 والتي لم يكتب لها الاستمرار بسبب ظروف المنطقة السياسية آنذاك. وفي العام 1966 تأسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تحت رعاية جلالة المغفور له الملك الحسين كجمعية غير حكومية مكرسة لحماية الأحياء البرية وموائلها. وكان من بين مؤسسيها رئيس الوزراء في ذلك الوقت دولة السيد وصفي التل. وبعد ذلك أعطيت الجمعية تفويضاً من الحكومة الأردنية لإنشاء وإدارة المحميات الطبيعية وتدعيم قوانين حماية الأحياء البرية. ولهذا فهي من الجمعيات غير الحكومية القليلة جداً وعلى مستوى العالم التي لها تلك الصلاحيات.

وفي العام 1974 قامت مجموعة من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN والصندوق الدولي للأحياء البريةWWF  بزيارة للأردن وذلك لدعم مسيرة الحفاظ على الأحياء البرية، وبدأت بالتحضير لإنشاء برنامجاً لإعادة توطين الأحياء البرية المنقرضة والمهددة بالانقراض تلا ذلك في العام 1975 إنشاء أول مركز لهذا الغرض ضمن محمية الشومري حيث شمل البرنامج أنواعاً من الحيوانات ذات الأهمية كالمها العربي والنعام والحمار البري الآسيوي والغزلان. ثم بدأ مشروع يتابعها في الأعوام 1977/1978 وممول من الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية وقام بتنفيذه الأستاذ جون كلارك من جامعة درم في بريطانيا والذي وثق توصياته بتقريره – المعروف بتقرير كلارك.

خلصت تلك الدراسة إلى عدة توصيات والتي من أهمها حماية ما نسبته 4% من مجمل مساحة البلاد (علما بأن النسبة الحالية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة هي 10%) إضافة إلى اقتراحها لعدد من المواقع بلغت 12 موقعاً مرتبة حسب أولوية الإنشاء والحماية من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة. تمثل تلك المواقع اثني عشر نظاماً بيئياً مختلفاً وبمميزاتها الخاصة من موائل طبيعية وأنواع حيوانية ونباتية.

وفي العام 2005، وضمن التحضيرات لتجهيز وثيقة مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الأردن تم عمل مراجعة وتقييم لمواقع المحميات المقترحة الواقعة ضمن وادي الأردن من أجل اختيار 4 من تلك المواقع ليتم إنشاؤها من خلال المشروع، وقد تم في هذه المراجعة استخدام معايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (وهي نفس المعايير المستخدمة في دراسة التسعينيات) مع بعض التطوير والتعديل.

شكل رقم (10-4/1):  المحميات المنشأة والمقترحة في المملكة

10-4-1: محمية الشومري للأحياء البرية

تأسست محمية الشومري في العام 1975 كأول محمية طبيعية في الأردن بهدف توفير بيئة آمنة وملائمة لحيوان المها العربي الذي وصل إلى حافة الانقراض بسبب الصيد الجائر، وتعتبر محمية الشومري أول منطقة عربية يتم إعادة المها العربي إليها. تلا هذا البرنامج بعد ذلك برامج لإكثار النعام والحمير البرية والغزلان.

تقع محمية الشومري في محافظة الزرقاء شمال المملكة و تبعد حوالي 12 كم جنوب غرب قرية الأزرق على الطريق الرئيسي المؤدي إلى نقطة حدود العمري مع المملكة العربية السعودية، و تبعد حوالي 120 كم عن العاصمة عمان. و تبلغ مساحة المحمية حوالي 22 كم مربع.

من أهم الأنشطة التي تقوم بها المحمية أنها تعتبر مركزا تعليميا لوجود المرافق التعليمية و مركز زوار. وتعتبر وحدات إعادة الإكثار في المحمية بمثابة معرض حي يحكي قصة هذه الحيوانات البرية. تم تسجيل 193 توع نباتي في المحمية، منها 16 نبات طبي، ومن أهم الأنواع النباتية المسجلة في المحمية القطف، العجرم، الحرمل، الشيح والقيصوم. أما بالنسبة للتنوع الحيواني فقد تم تسجيل العديد من الأنواع التي تتبع لمجموعات مختلفة من أهمها الذئب، الثعلب الرملي، الوشق، الضبع المخطط، الضب والورل.

10-4-2: محمية الأزرق المائية

تأسست محمية الأزرق المائية في العام 1978، و تتميز المحمية بخصائص فريدة جعلت منها واحة مميزة في قلب الصحراء، وهي ثاني محمية تقوم بتأسيسها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.

تقع محمية الأزرق المائية في البادية الشرقية في محافظة الزرقاء و تبعد حوالي 100 كم شمال - شرق العاصمة عمان بالقرب من محمية الشومري على مفترق الطريق الواصل بين العراق والمملكة العربية السعودية و سوريا. وتبلغ مساحة المحمية حوالي 12 كم مربع تقريبا

من أهم الأنشطة التي تقوم بها المحمية إقامة مرافق لمراقبة وتحجيل الطيور في المحمية وقد صنفت المحمية المائية بموجب معاهدة "رامسار" منطقة مائية ذات أهمية دولية للطيور المهاجرة، إضافة إلى مركز زوار يضم قاعة دلالية و قاعة تدريب، و نزل للزوار. كما أقامت الجمعية العديد من المشاريع الاقتصادية الاجتماعية لمساعدة و تشغيل المجتمع المحلي.

بدأ الضخ الجائر للمياه من المحمية في الثمانينات لغايات توفير مياه الشرب لعمان و لأغراض الزراعة مما  أدى إلى تدهور النظام البيئي، إلا أن جهود إعادة تأهيل واحة الأزرق التي بدأت في العام 1994 واستمرت على فترات  أدت إلى استعادة أجزاء كبيرة من المسطحات المائية.

من أهم الأنواع النباتية المسجلة في المحمية النخيل، الطرفة، رشادية، سليحي والمرار أما  الأنواع الحيوانية من الثدييات الذئب، الوشق، القط البري والضبع المخطط ومن الأسماك تعتبر سمك السرحان من أهم الأنواع وقصص النجاح في إعادة تأهيل الأنواع والحفاظ عليها من خطر الانقراض علماً بان هذا النوع من الأسماك لا يوجد في العالم إلا في منطقة واحة الأزرق.

10-4-3: محمية الموجب الطبيعية

تأسست محمية الموجب الطبيعية في العام 1987 وذلك لحماية النظام البيئي الفريد لحفرة الانهدام (وادي الأردن)، و تتميز محمية الموجب الطبيعية بأنها أخفض محمية على وجه الأرض.

تقع محمية الموجب ضمن المرتفعات الوسطى من الجزء الجنوبي من وادي الأردن و تبعد حوالي 60 كم جنوب غرب عمان و27 كم جنوب مادبا. على شكل شريط محاذي للبحر الميت يحدها غرباً بطول 27 كم . وتنحصر المحمية ضمن وادي زرقاء ماعين شمالاً ووادي شقيق في الجنوب، تبلغ مساحتها حوالي 212

و من أهم الأنشطة التي تقوم بها المحمية تنظيم السياحة البيئية، إذ يوجد في المحمية ممرات سياحية منظمة، ومؤخرا تم إنشاء مخيم سياحي ومركز للزوار لإقامة الأنشطة التعليمية والسياحية، إذ تشكل المحمية بيئة تعليمية مهمة لفهم الأحداث الجيولوجية ومعرفة تاريخ المنطقة جيولوجيا،ً كما تعتبر من المصادر المهمة التي قد تروجها المحمية لنوع محدد من السياحة المتخصصة في هذا الموضوع حيث تتشكل مناظر طبيعية خلابة للصخور وبألوان مختلفة تساهم في جذب السياح ومحبي الطبيعة إلى المنطقة. كما يسمح بالرعي في الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من المحمية.

ولا تزال تقع بعض التعديات من قبل المجتمع المحلي على المحمية منها: الرعي في بعض المناطق الغير مسموح فيها الرعي، والزراعة والصيد، وعمل المحاجر.

تعتبر محمية الموجب منطقة إستراتيجية كممر للطيور المهاجرة عبر وادي الأردن بين أفريقيا وأوروبا، وقد تم إعلانها من قبل BirdLife International كمنطقة مهمة للطيور.

تم تسجيل أكثر من 500 نوع نباتي في المحمية منها حوالي 147 نبات طبي. ومن الأمثلة على نباتات المحمية سم الفأر، زعفران يوناني، رتم، قطف والجعدة أما التنوع الحيواني فقد تم تسجيل 10 أنواع من الثدييات من أهمها الماعز الجبلي، الثعلب الأفغاني، الذئب، العويسق، الوبر والخفاش مشقوق الوجه الذي تم تسجيله لأول مرة في الأردن في محمية الموجب ولم يسجل في مناطق أخرى أما الزواحف فقد تم تسجيل 9 أنواع من أهمها الحرباء الزرقاء السينائية والحرباء.

10-4-4: محمية غابات عجلون

تأسست محمية غابات عجلون في العام 1987، لحماية غابات البلوط الكثيفة دائمة الاخضرار. و تقع محمية عجلون في محافظة عجلون شمال المملكة، وتبعد حوالي 75 كم عن عمان. وتبلغ مساحة المحمية حوالي 12 كم مربع تقريبا.

من أهم الأنشطة التي تقوم بها المحمية هي العديد من الفعاليات والأنشطة التعليمية، وتجتذب المحمية طلاب المدارس لوجود الممرات التعليمية التي تقدم معلومات وتجارب عملية مفيدة عن الحياة البرية، كما تجتذب المحمية محبي الطبيعة إذ يوجد فيها ممرات سياحية طويلة تمتد إلى خارج المحمية إضافة إلى الممرات القصيرة داخل المحمية. كما يوجد في المحمية مخيم سياحي، ومطعم ومركز للزوار.

ولا تزال المحمية تعاني من بعض المهددات: كالتحطيب ووجود بعض الأنشطة الزراعية في الأراضي الخاصة المتفرقة، و تجميع أوراق الشجر والتربة السطحية لصناعة السماد (البيتموس).

بالإضافة إلى وجود أشجار السنديان دائم الخضرة، وأشجار الصنوبر الحلبي، وأشجار السنديان متساقط الأوراق بشكل رئيسي في المحمية فإن هنالك العديد من الأنواع النباتية، منها الأوركيد الأناضولي وبخور مريم أما أهم الأنواع الحيوانية الذئب، الدلق الصخري، السنجاب الفارسي والغريري من الثدييات والحرباء والسلحفاة اليونانية من الزواحف.

10-4-5: محمية ضانا للمحيط الحيوي

تأسست ضانا للمحيط الحيوي في العام 1993، وهي محمية المحيط الحيوي الوحيدة في الأردن حتى الآن وتقع محمية ضانا في جنوب المملكة في محافظة الطفيلة، و تبلغ مساحة المحمية حوالي 292 كم مربع. تتكون محمية ضانا من سلسلة من الجبال والوديان المتشابكة التي تمتد ما بين قمة جبل وادي الأردن إلى الأراضي الصحراوية المنخفضة في وادي عربة. تتراوح الارتفاعات في المنطقة من 1400م فوق سطح البحر إلى 200م تحت سطح البحر.

من أهم الأنشطة التي تقوم بها محمية ضانا للمحيط الحيوي أنها تعتبر نموذجا فريدا في دمج الحماية والتنمية حيث يتم تنفيذ أهداف حماية التنوع الحيوي إلى جانب تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي من خلال برامج السياحة البيئية و المشاريع الاقتصادية الاجتماعية مثل إنتاج الحلي و الفضة وزراعة المنتجات العضوية ودباغة الجلود. كما يوجد في المحمية مخيم سياحي، ونزل للزوار بالإضافة إلى نزل فينان البيئي الذي يستخدم الطاقة الشمسية والشموع بديلا عن الكهرباء.

من أهم الأنواع النباتية البطم الأطلسي، السيال، العرعر الفينيقي والسنديان دائم الخضرة أما عن المجموعة الحيوانية فيعتبر الذئب، الثعلب الأفغاني، الماعز الجبلي، عقاب الحيات والحرباء.

10-4-6: منطقة وادي رم ذات الأحكام الخاصة

تأسست منطقة وادي رم ذات الأحكام الخاصة  في العام 1998، وتديرها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وتقع منطقة وادي رم ذات الأحكام الخاصة جنوب الأردن في محافظة العقبة حيث تبعد 350 كم جنوب العاصمة عمان و70 كم شمال شرق مدينة العقبة. وتقدر مساحتها بحوالي 729 كم مربع تقريبا.

من أهم الأنشطة التي تقوم بها المحمية أنها تعتبر منطقة وادي رم من أهم المناطق التي تجتذب السياح في الأردن، وتوجد في المحمية ممرات سياحية و مخيمات تستقطب محبي الطبيعة من داخل و خارج الأردن.

من أهم الأنواع النباتية في محمية وادي رم العجرم، الغضا، الحماد والرتم أما بالنسبة للأنواع الحيوانية فيعتبر الثعلب الرملي، الغزال الرملي،المها العربي، الضب والورل.

10-4-7: محمية غابات دبين

تأسست محمية دبين في العام 2004، بهدف حماية غابات الصنوبر الحلبي في المنطقة. وتقع دبين في محافظة جرش شمال الأردن وتبعد حوالي 10 كم عن الأجزاء الغربية لمدينة جرش، كما تبعد حوالي 50 كم عن العاصمة عمان. وتقدر مساحة المحمية بـ8.5 كم مربع.

أهم الأنشطة التي تقوم بها المحمية تنظيم السياحة في منطقة المحمية بحيث يتم حصرها في أجزاء معينة من الغابة عن طريق تجهيز أماكن معينة للمتنزهين للحد من انتشارهم بشكل عشوائي في المحمية مسببين بذلك اضطرابا للنظام البيئي فيها، كما تم تخصيص مواقف معينة للسيارات في المحمية بحيث لا تتعدى هذه المواقف.

أما بالنسبة للمشاريع الاقتصادية الاجتماعية فقد تم بالفعل إقامة بعض المشاريع الصغيرة كورشات صناعة الفخار، وزراعة الفطر، وبعض الصناعات اليدوية كحياكة الحقائب اليدوية والمفارش، مما وفر العديد من فرص العمل لسيدات القرى المحيطة بالمحمية، إضافة إلى توظيف كادر المحمية من موظفين إداريين  وموظفي خدمات من سكان المنطقة.

من أهم الأنواع النباتية البطم العدسي، الخروب، التيولب والاوركيد المقدس أما بالنسبة للمجموعة الحيوانية فيعتبر الدلق الصخري، النيص، الغريري، السنجاب الفارسي، الحرباء والسلحفاة الإغريقية من أهمها.

10-4-8: المحميات المقترحة

ـ محمية برقع

تقع محمية برقع في الصحراء الشمالية الشرقية للبلاد ضمن محافظة المفرق وبالقرب من الحدود السورية. تقدر مساحة المحمية المقترحة ب 700كم مربع. يخلو الموقع حاليا من أية أنشطة سياحية بسبب بعده عن المدن الرئيسية في المملكة، إلا أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ترى أنه من الممكن استغلال الموقع في السياحة البيئية وخاصة لجذب مراقبي الطيور، كما أنه من الممكن استغلال وجود قصر برقع والذي يعتبر من المواقع الأثرية المهمة لجذب السياح. وقد يكون وضع خطة رعي فعالة اقتراحا جيدا يستفيد منه بدو المنطقة، إذ تعاني الماشية من قلة المساحات الخضراء الملائمة للرعي، لذا فقد تساعد الجمعية بدو المنطقة في عمل مشاريع تسمين للماشية و في إيجاد أسواق لمنتجاتهم الحيوانية.

يوجد في المنطقة العديد من الأحياء البرية ولعل أهمها القط الرملي، الضبع المخطط، الثعلب الصحراوي والغزال الصخري,  أما عن الزواحف فيعتبر الورل والضب من أهمها.  إضافة إلى ذلك فقد تم تسجيل ما مجموعة 220 نوعاً نباتياً في المنطقة و منها: الشيح والقيصوم والجعدة والكلخ الصغير والرمث وغيرها.

ـ محمية اليرموك

تقع المحمية المقترحة في الطرف الشمالي الغربي من البلاد على حدود مرتفعات الجولان المحتلة، وعلى طول جزء من نهر اليرموك والتلال المطلة عليه. تقدر مساحة المحمية المقترحة بـ30 كم مربع. من أهم التوصيات من اجل إنشائها كمحمية أن الموقع مستخدم حاليا في السياحة و بشكل ناجح، فإن السياحة البيئية هي من أهم الأنشطة المقترحة في الموقع. إذ يمكن أن يستقطب الموقع مراقبي الطيور في مواسم الهجرة ومحبي الطبيعة للاستمتاع بالنسق الطبيعي في المنطقة. كما أنه من الممكن إنشاء نزل صغير يستقطب الزوار ويساهم في توفير فرص عمل لسكان القرى المحيطة بالمحمية. كما يقترح إقامة مشاريع اقتصادية اجتماعية صغيرة تدر الدخل على السكان المحليين عن طريق إحياء بعض الصناعات القديمة كصناعة سلال الخيزران مثلا أو تطوير بعض الصناعات المتعلقة بالنباتات الطبية.

تعتبر المنطقة من المناطق الغنية بالتنوع الحيوي النباتي حيث يلاحظ فيها نمطين نباتيين هما نمط غابات البلوط متساقط الأوراق (الملول) ونمط نبت المياه العذبة. من أهم الأنواع النباتية المسجلة الملول، الصفصاف الأبيض و الدلب الشرقي أما ثعلب الماء، الذئب، قط الأدغال، الحرباء والسلحفاة الإغريقية من أهم الأنواع في المجموعة الحيوانية.

ـ محمية غور فيفا

يقع غور فيفا بالقرب من قرية فيفا جنوب البحر الميت في أخفض بقعة في العالم، ويمتد الغور ما بين وادي الجيب من الجهة الشمالية الغربية ووادي ضحل جنوباً وتقدر مساحة المنطقة المقترحة للحماية بـ 27 كم مربع تقريباً. من أهم التوصيات من اجل إنشائها كمحمية انه من الممكن ترويج السياحة البيئية في الموقع وخاصة لاجتذاب مراقبي الطيور.

يعتبر هذا الموقع الوحيد في الأردن الذي تم فيه تسجيل نبات الأراك بأعداد كبيرة. و من أهم الأنواع التي تم تسجيلها في الموقع السوسة، الطرفاء الأردنية والدبق أما أهم الأنواع الحيوانية فيعتبر الوشق, الذئب الرمادي، الضبع المخطط، الذئب والورل من أهمها.

ـ محمية جبل مسعودة

تقع المحمية المقترحة في محافظة معان جنوب الأردن وسميت المنطقة بهذا الاسم نسبة إلى أعلى جبل بالمنطقة جبل مسعودة، وتعتبر المنطقة جزءاً من سلسلة جبال الشراة وتقدر المساحة المقترحة للمحمية بـ 460 كم مربع. من أهم التوصيات من اجل إنشائها كمحمية أنها تتمتع بتضاريس جميلة تشبه تضاريس محمية ضانا إلى حد كبير، وقد يكون ترويج السياحة البيئية من أهم الوسائل التي قد تلجأ إليها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة من أجل تطوير المنطقة وخلق فرص عمل للسكان المحليين. لذا فإنه من المقترح إقامة نزل بيئي وممرات سياحية مما يشكل مصدر جذب لمحبي السياحة البيئية.

دلت المسوحات والدراسات السابقة على أن المنطقة تحوي أكثر من 300 نوع نباتي لبعضها أهمية عالمية. ومن أهمها سوسن البتراء، صبار بري، رفاية السادة و فقيع ضانا أما أهم الأنواع الحيوانية الثعلب الأفغاني، الذئب، الوشق و الحرباء.

ـ محمية قطر

تقع قطر في وادي عربة 45 كم شمال خليج العقبة وتبلغ مساحة المحمية المقترحة 50 كم مربع تقريباً. من أهم التوصيات من اجل إنشائها كمحمية انه من الممكن ترويج السياحة البيئية وخاصة لمراقبي الطيور، إذ يمتلك الموقع خصوصية في فصل الشتاء عندما تغمر مياه الأمطار جزئيا القاع الطيني ويمتلئ بالطيور المهاجرة.

أهم الأنواع النباتية النخيل، الطلح، السيال و الأرطى أما أهم الأنواع الحيوانية الثعلب الأفغاني، القط البري، الذئب و البدن.

ـ محمية جبال العقبة

خليج العقبة هو المنفذ البحري الوحيد للأردن،  ويقع في جنوب المملكة بمحاذاة الحدود مع المملكة العربية السعودية بطول 27 كم وتقع المحمية المقترحة جنوب شرق ميناء العقبة، وهي محاطة بسلسلة جبال العقبة، وتقدر مساحة المنطقة المقترحة للحماية بـ 59 كم مربع.

أهم الأنواع النباتية في المنطقة الطلح، السيال والصبار البري أما أهم الأنواع الحيوانية في المنطقة الثعلب الأفغاني، القط البري، الوشق والضب.

ـ محمية راجل

تشكل منطقة راجل جزءاً من الصحراء الشرقية، وتستمد اسمها من الوادي الرئيسي الذي يخترق المنطقة. يقع وادي راجل شمال شرق واحة الأزرق وتقدر مساحة المحمية المقترحة بحوالي 908 كم مربع. إن من أهم التوصيات من اجل إنشائها كمحمية انه من الممكن ترويج السياحة البيئية في الموقع و خاصة لاجتذاب مراقبي الطيور.

تعتبر المنطقة غنية من ناحية الأنواع النباتية فيها حيث تضم حوالي 150 نوع وأهمها اللوز العربي، البطم الأطلسي والزعتر الصحراوي أما أهم الأنواع الحيوانية الوشق، الورل والضبع المخطط.

ـ محمية أبو ركبة

تقع المحمية المقترحة جنوب القطرانة إلى الشرق من مدينة الكرك وتقدر مساحتها بـ189 كم مربع. يقدر عدد الأنواع النباتية الموجودة في المنطقة بحوالي 200 نوع أكثرها شيوعا الشيح، الرمث، العجرم والسويد أما أهم الأنواع الحيوانية الضبع المخطط، الذئب والقط البري.

ـ محمية باير

تقع المحمية المقترحة في الصحراء الشرقية وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الوادي الرئيسي الذي يمر بالمنطقة وتقدر مساحة المحمية المقترحة بـ 461 كم2. من التوصيات لإنشائها كمحمية انه قد يشكل بعد الموقع الكبير عن المدن الرئيسية و التجمعات السكانية الكبرى سبباً في خلو الموقع من السياحة، إلا أنه من الممكن استغلال الموقع لاجتذاب محبي مراقبة الطيور.

بالنسبة للأنواع النباتية فهي هشة بسبب انحسار وجودها في منطقة الأودية وتعرضها للرعي المكثف ومنها الرتم، الشيح وزعتر الصحراء أما أهم الأنواع الحيوانية الثعلب الأفغاني، القط البري والذئب.

10-5: المحميات الرعوية

أنشئت محميّات المراعي في الأردن في الأربعينات لأجل دراسة التنوع الحيوي وأثر الحماية على وفرة الغطاء النباتي

أنشأت وزارة الزراعة حتى الآن 28 محميّة ونذكر منها:

  • محميّة الخناصري، وهي الأقدم وتمّ افتتاحها في العام 1946
  • محميّة المدورة، وهي الأحدث وتمّ افتتاحها في العام 1992
  • محميّة الأزرق الصحراوية، وهي الأوسع إذ يبلغ مجموع مساحتها 300 كلم2
  • محميّات المنشيّه والمصطبة، وهما الأصغر مساحةً إذ يبلغ مجموع مساحة كلّ واحدة منهما 3 كلم2.

تقسم أراضي المراعي الطبيعية في الأردن إلى: مراعي البادية (أمطارها أقل من 100 ملم)، مراعي السهوب (من 100 –200 ملم )/، المراعي الجبلية (أكثر من  200 ملم)، كما أن هنالك حوالي 258 ألف دونم من الحراج الطبيعي تابعة لإدارة وزارعة الزراعة، بالإضافة إلى 470 ألف دونم من التحريج الصناعي، وتتضمن جوانب الطرق 2200 كم مربع من المساحات الخضراء المحرجة، كما هنالك أراضي عارية صالحة للتحريج 180 ألف دونم، أراضي صالحة لتطوير المراعي 112 ألف دونم، أراضي خزينة عليها حراج 3 آلاف دونم، أراضي مستثناة من التسوية وعليها أشجار حرجية طبيعية 120 ألف دونم.

10-6: مبادرات أخرى لحماية التنوع الحيوي

10-6-1: متنزه العقبة البحري

يمتد متنزه العقبة البحري حوالي 7 كيلومترات على طول الساحل الجنوبي للعقبة. تأسس المتنزه بهدف المحافظة على الثراء البيولوجي المتنوع ومواطن بيئة الحياة البحرية بالإضافة إلى فسح المجال أمام بعض مجالات السياحة والتنزه على مستويات يمكن ضبطها من خلال الإدارة البيئية. ويقسم متنزه العقبة البحري إلى مناطق تمنع وتسمح فيها ممارسة نشاطات معينة حيث توجد في المتنزه منطقة محمية بشكل كامل للحفاظ على التجمعات البحرية في حالتها الطبيعية حيث لا يسمح لأحد بالوصول إليها. وفي المقابل فإن هناك مناطق مخصصة للتنزه على الشاطئ والسباحة ومناطق أخرى لمرور القوارب ضمن نظام مراقبة بيئية دقيق.

10-6-2: حماية الأنظمة البيئية: الحديقة النباتية

وفرت وزارة الزراعة ما مساحته 1700 دونم من الأراضي الحرجية في مرتفعات تل الرمان لتكون نواة للحديقة النباتية الملكية في الأردن عام 2005 وتمثل جميع الأنظمة البيئية في الأردن وذلك بمبادرة من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية بالتعاون مع الوزارة.

10-6-3: برامج دعم المجتمع المحلي

يعتبر برنامج المنح الصغيرة لمرفق البيئة العالمي البرنامج الأكثر أهمية في مجال تقديم الدعم المالي والفني للمنظمات المحلية غير الحكومية لتنفيذ المشاريع الكفيلة بحماية التنوع الحيوي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية على المستوى المحلي. دعم برنامج المنح الصغيرة منذ تأسيسه في العام 1992 أكثر من 150 مشروعا في الأردن حوالي نصفها تقريبا كان في مجال حماية التنوع الحيوي. وقد اعتمدت هذه المشاريع على منظور شامل للنظام البيئي من خلال استهداف نظم بيئية مهمة وكائنات حية وموارد طبيعية فريدة ومهددة إضافة إلى برامج بناء القدرات مع التركيز على حماية المناطق المحيطة بالمحميات الطبيعية من قبل المجتمع المحلي ودمج حماية التنوع الحيوي مع تطوير مصادر بديلة للدخل مثل السياحة البيئية وتسويق النباتات ذات الاستخدامات الطبية وحماية التنوع الحيوي الزراعي.

10-6-4: برامج إكثار وحماية الأنواع

بعض برامج الحماية تستهدف الأنواع بشكل خاص وتعمل على الإكثار من هذه الأنواع المهددة وحماية أصولها الوراثية ومجتمعاتها البرية أو المحفوظة ضمن المناطق المحمية. من أهم برامج الإكثار التي حققت نجاحا برنامج إكثار وحماية المها العربي في الشومري والبدن الجبلي في الموجب. أما خارج إطار المحميات الطبيعية فهناك برامج لإكثار بعض الأنواع النباتية الفريدة. من هذه الأنواع التي يتم إكثارها السونسة السوداء وهي الزهرة الوطنية للأردن وتعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض نظرا للتوسع السكاني والرعي الجائر وتغيير استخدامات الأراضي وجمع الأزهار البرية من قبل المواطنين. ويتم حاليا إكثار هذه الزهرة في حقول خاصة من خلال نظام ري بالتنقيط وآخر مساند بالأمطار كما يتم الإكثار في البيت الزجاجي بالإضافة إلى الإكثار بواسطة زراعة الأنسجة.

10-6-5: إكثار وحماية الأصول الوراثية

تم إنشاء مركز للبذور الحرجية في مديرية الغابات في وزارة الزراعة بهدف ضمان الحصول على نوعية عالية من البذور الحرجية من خلال الانتخاب والجمع وعمليات التجهيز ومنح الشهادات وتداول هذه البذور. كما تم إنشاء وحدة الموارد الوراثية في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي لإجراء البحوث التطويرية على الأصول الوراثية في الأردن.

أضف تعليقك