عمّان - زبيدة الهواري - مضمون جديد
يحذر مسؤولون ومختصون من ان حصول كارثة بيئية سيكون مسألة وقت فقط، في حال استمر ضخ النفايات في مكب اللجون شرقي الكرك، والذي تجاوز قدرته الاستيعابية وانتهى عمره الافتراضي منذ ست سنوات.
ووصف زياد هلسة مدير مجلس الخدمات المشتركة في محافظة الكرك وضع المكب الذي انشئ عام 1996 وانتهى عمره الافتراضي عام 2006 بانه "غاية في الخطورة".
ويمتد المكب الذي يبعد عن الكرك عشرة كيلومترات، على مساحة 488 دونما، ويستقبل 150 طن من النفايات يومياً.
وقال هلسة لـ"مضمون جديد" ان مجلس الخدمات المشتركة يجهد منذ سنوات من اجل احتواء مشكلة المكب في انتظار بدء العمل في مكب بديل يفترض ان يبدأ العمل قريبا.
لكن اوضح ان هذه الجهود تصطدم بعوائق ناجمة "عن عدم التزام عدد كبير من المجالس البلدية, بدفع ما عليها من مستحقات".
وقال ان المجلس خاطب وزارة البلديات لطلب مساعدتها في تامين احتياجات المكب، ولكن على ما يبدو فان المساعدات المأمولة لم تات بعد.
وتاتي الشكوى من عدم القدرة على تلبية الاحتياجات في وقت يؤكد مطلعون ان هناك اموالا طائلة يحصل عليها مجلس الخدمات المشتركة من بعض الشركات في المنطقة لقاء التخلص من نفاياتها في المكب.
وكان مجلس الخدمات المشتركة اعلن مطلع العام عن المباشرة في تجهيز مكب النفايات الجديد في الجون على مساحة 388 دونما.
وبالتوازي، قال المجلس انه باشر بزراعة الاشجار الحرجية والمثمرة في الموقع الحالي بهدف تحويله الى متنفس بيئي للمنطقة.
لكن واقع الحال في المكب ينبئ بغير ما يبشر به مجلس الخدمات.
ويلخص عبدالله العضايلة الذي يقيم في قرية قريبة من المكب هذا الواقع قائلا انه لا يزال يبث "السموم" والروائح الكريهة على مساحات واسعة في المنطقة، فضلا عن انه يشكل مرتعا للحشرات والكلاب الضالة.
وانتقد العضايلة ما وصفه بـ"الترهل الاداري" الذي يقف وراء حل مشكلة المكب.
ومن جهتها، تتحدث ربة المنزل فادية الضمور وهي من سكان المنطقة، عن وجه اخر للمشكلة يتمثل في تناثر النفايات في الطرقات جراء عبث عاملي النظافة المرافقين لالياتالنقل والنابشين الذين يبحثون عن كل ما يمكن بيعه.
وتقول فادية "لم نسلم من الأضرار الصحية من المكب ليأتي ايضا العاملون على آليات النقل, والذين يقومون بفرز الحاويات بحثاً عن الخردة والبلاستيك المعادن, والزجاج والخشب لبيعها قبل أن تصل للمكب".
وتضيف ان هؤلاء يتركون خلفهم "شوارع مليئة ببقايا النفايات التي تتجمع عليها الحشرات الضارة بصحة السكان".
ويعمل في مكب النفايات 30 شخصا يتبعون الى مجلس الخدمات المشتركة في محافظة الكرك.
وهؤلاء لديهم شكواهم ايضا، وهي تتلخص في عدم توفير سبل الحماية الكافية لهم من المخاطر الصحية الناجمة عن عملهم في المكب.
ويقول احد العاملين في المكب لمضمون جديد ان "الجهات المسؤولة لا توفر شروط الصحة والسلامة للعاملين في المكب وهناك أمراض معدية لا نأخذ عنها مطاعيم للوقاية منها".
ويؤكد الطبيب ثائر عمر لمضمون جديد ان مكبات النفايات تمثل بؤرا بيئية تحمل مخاطر نشر الأمراض المعدية والخطيرة، والتي يكون العاملون في المكبات وفي عمليات جمع النفايات معرضين لها اكثر من غيرهم.
واضاف ان من أهم المطاعيم التي يجب أن يزود بها العاملون هو مطعوم التهاب الكبد الوبائي أ، المعروف عنه خطورته وسهولة وسرعة انتقاله والاصابة بعدواه.
وعلى صعيده، يشير مدير البيئة في محافظة الكرك احمد الذنيبات الى ان المديرية ترصد جميع المخالفات البيئية، وانها عملت بالفعل على معالجة بعض القضايا التي يعاني منها عبر مخاطبة محافظ الكرك والجهات المسؤولة.
ويقول الذنيبات ان "المشكلة البيئية التي مازالت قائمة في المكب هي مشكلة الفرز العشوائي والطمر, وانتهاء العمر الافتراضي".
ويبين المختصون ان أهم الملوثات الهوائية الناتجة عن أماكن طمر النفايات الصلبة هو غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون والغبار الذي يمكن أن يحمل المواد الكيماوية السامة عند هبوب الرياح القوية الى مسافات بعيدة.
وينتج الطن الواحد من النفايات الصلبة المنزلية ما يعادل 130 متراً مكعبا من هذه الغازات.
وكما يؤكد مدير بيئة الكرك، فان المكب في وضعه الحالي "يلحق أضرارا بالغة بالبيئة وصحة المواطن".
ويضيف ان المديرية "تطمح الى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى, في تحويل مكب نفايات الكرك الى متنزه لأهالي المنطقة".