مشاركون يدعون إلى البحث عن تمويل دولي لـ (ناقل البحرين) وإنقاذ (الميت)

 

البحر الميت - الرأي -  ريم الرواشدة

 

في الوقت الذي أبدى خبراء مياه ومشاركون في أعمال المؤتمر السادس لاتحاد المياه العالمي لإدارة وكفاءة استخدام المياه لعام2011 والذي أنهى أعماله أمس السبت دهشتهم من الانخفاض «المخيف» لمستوى البحر الميت،أكدوا أن مسؤولية الأردن كبيرة في دعوة المجتمع الدولي للالتفات إلى ضرورة عدم خسارة البحر من منطلق كونه إرثا عالميا.
ودعوا إلى ضرورة استثمار المناسبات الدولية للحديث عن مشكلة البحر الميت والبحث عن التمويل اللازم لتنفيذ مشروع ناقل البحرين الذي يرنو إلى عدة مليارات دولار،وأكدوا أن مشاركتهم في المؤتمر كانت فرصة ضرورية لهم لزيادة معلوماتهم عن الوضع المائي في المملكة بشكل عام و البحر الميت الذي فقد كثيرا من مساحته بسبب عدم وصول المياه إليه .
ويقول خبير المياه حكمت عبد المجيد من امانة بغداد-المسؤولة عن المياه-»أن مشاركتي في المؤتمر فتحت المجال أمامي للإطلاع أكثر عن مشكلة الأردن المائية والبحر الميت وهو أمر لا يجب الانتظار كثيرا لحله،إذ أن انخفاض مستوى البحر الميت مشكلة خطيرة نتيجة منع تزويده بالمياه».
ويزيد»سمعت أحاديث كثيرة في المؤتمر عن مشروع ناقل البحرين كحل لإنقاذ البحر الميت الذي تنتهي دراسات جدواه الاقتصادية في غضون اشهر لكن ما زال أمامكم عقبة توفير التمويل المالي اللازم ومهما يكن الثمن فإن البحر الميت يستحق الإنقاذ».
ويشير»البحر الميت معلم من معالم الاردن بشكل خاص والعالم بشكل عام ولا يمثل ثروة اقتصادية فقط للمملكة بل هو ارث عالمي لكل العالم ويجب الانتباه إلى كيفية إنقاذه وبحسابات علمية».
ويدعو»إلى تكثيف العمل دوليا و بشكل اكبر مع المجتمع الدولي للمساهمة في تمويل مشروع ناقل البحرين».
وبحسب مسؤول في المجموعة الدولية المتخصصة في المياه و الصرف الصحي RTI  ألن وايط «فان معلوماته عن البحر الميت قبل مشاركته في المؤتمر تنحصر في انحسار مساحته و ارتفاع ملوحته».
ويقول»القراءة ليس مثل أن ترى،وانعقاد المؤتمر على ارض البحر الميت المترافق عن حديث المسؤولين الأردنيين عن مشكلة البحر الميت ولد لدي شعور بمأساة البحر الميت من قلة المياه الواصلة إليه».
ويستدرك»لكن أعجبني أن هنالك تصميما أردنيا على إنقاذ البحر الميت من خلال مشروع ناقل البحرين».
وينهي حديثه»إنه أمر محزن أن ينخفض البحر الميت فهذه المناظر الجميلة التي رايناها ونراها خلال إقامتنا لحضور المؤتمر من المؤسف أن تفقد بريق البحر الميت ولكن لابد من حوار مع المجتمع الدولي لتنفيذ المشروع».
وفي ذات الموضوع،»تفاجأ» وكيل المساعد لشؤون المستهلكين في وزارة الكهرباء و الماء الكويتية المهندس جاسم محمد اللنقاوي من الحال التي وصل إليها البحر الميت.
ويقول»هذه زيارتي الأولى للأردن ولم يكن لدي معلومات عن البحر الميت وتدهوره ووصوله إلى هذه المرحلة الخطيرة التي تحدث عنها سمو الامير فيصل بن الحسين والمسؤولون الأردنيون».
ويزيد»من خلال حديثي مع الخبراء الاردنيين تفاجأت من الوضع المائي في المملكة،لكن ذلك يمكن ان يتغير كما علمت من مشروع ناقل البحرين».
ويقول»تكونت لدي فكرة ان مشروع ناقل البحرين وسيلة ناجحة لتامين مياه الشرب وإعادة منسوب البحر الميت الى مستوى مقبول و بدونه لا يمكن ان يتم توفير مصادر مائية اخرى إذ إن التحلية هي مستقبل المملكة».
ويحث المسؤولين على الحديث أكثر عن مشكلة البحر الميت وانخفاض منسوبه المستمر،ويقول» المؤتمر كان فرصة ثمينة لعقده في البحر الميت للحديث عن البحر الميت ومشكلته الخطيرة وعليكم استثمار المناسبات الدولية الخارجية أيضا».
ويزيد»لابد من البحث عن مصادر تمويل للمشروع من منطلق ان البحر الميت يعتبر رمزا من رموز الاردن وعدم التخلي عنه ايضا من منطلق كونه ارثا عالميا يخص كافة الديانات ومن مسؤولية المجتمع العربي ودول الخليج اولا و العالم بالدرجة الثانية المساهمة في تمويل المشروع.»
و يرى خبير مياه يشغل منصب رئيس دائرة السياسات المائية في منظمة DHI  الدنماركية هنريك لارسين»أن زياراتي المتكررة للأردن لقضاء العطلات الصيفية جعلتني اطلع على الوضع المأساوي للبحر الميت».
ويقول»قمت بالبحث أيضا في الانترنت والصحف وتعرفت عن الوضع المائي بشكل عام للمملكة والبحر الميت بشكل خاص».
ويزيد»سمعت في المؤتمر حديثا متكررا عن حل لإنقاذ انخفاض مستوى البحر الميت من خلال ربطه بالبحر الأحمر من خلال الانابيب وهو حل يبدو لي مناسبا ويحل أيضا مشكلة نقص مياه الشرب».
ويؤكد»البحر الميت فريد من نوعه في العالم و يجب ان يحظى بترويج اكبر لحمايته ووقف انخفاض مستواه،وإن كان مشروع ناقل البحرين سينقذ البحر الميت يتوجب البحث عن تمويل دولي.»
ويشير»البحر الميت يواجه وضعا مأساويا والحديث عن اعادة تاهيل نهر الاردن اراه غير ممكن في ظل الاوضاع السياسية في المنطقة وليس لدي امل كبير في ان اسرائيل قد تسمح بإعادة تاهيل نهر الأردن ليعود و يصب في البحر الميت بالكميات التي كان عليها قبل سنوات».
وتهتم منظمة DHI المستقلة،بالاستشارات الدولية وتدفع بإتجاه التطور التكنولوجي والكفاءة في مجالات البيئة والمياه والصحة.
ويقول المستشار في وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية عبده يحي عبده دغريري «كنت اجهل أي معلومات عن البحر الميت وانخفاض مستواه».
ويضيف «من خلال المؤتمر تعرفت على ارض الواقع  على ما آلت عليه أمور البحر الميت خاصة واستمتعت إلى أحاديث مسؤولين أردنيين عن مأساة البحر الميت وعلمت أن إنقاذ البحر الميت و توفير مياه الشرب للاستعمالات المنزلية يمكن ان يوفره مشروع يربط البحر الميت بالبحر الأحمر».
وينبه»إلى أن الأردن يزخر بالباحثين والأبحاث العلمية لكن ما ينقصه التمويل اللازم لحل مشكلته المائية ومشكلة البحر الميت ويجب أن يكثف السعي دوليا للبحث عن تمويل للمشروع.»

أضف تعليقك